مع تقديم زعيم حزب العمال البريطاني جيرمي كوربين اعتذاره لأنصاره في الحزب عن الهزيمة الماحقة التي لحقت به في الانتخابات، تستعد حكومة المحافظين برئاسة بوريس جونسون للقيام بتعهداتها استنادا إلى ما سيحمله خطاب الملكة المقبل.&

وستلقي ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية يوم الخميس المقبل خطابها وهو الثاني من نوعه في أقل من شهرين في افتتاح الدورة الجديدة لمجلس العموم الـ58 في تاريخ بريطانيا، حيث كانت ألقت خطابا في 14 أكتوبر 2019 قبل فترة وجيزة من الدعوة للانتخابات عقب مأزق استمر لفترة طويلة في البرلمان بسبب خطط الحكومة للخروج من الاتحاد الأوروبي.

وستحدد الملكة اليزابيث الأجندة التشريعية لرئيس الوزراء بوريس جونسون في الخطاب، الذي تكتبه عادة الحكومة، عقب فوزه في الانتخابات وتشمل تعهدا بإعادة طرح مشروع اتفاق الانسحاب من الاتحاد الأوروبي على البرلمان قبل عيد الميلاد. كما سيشمل الالتزام بتخصيص تمويل إضافي للنظام الصحي الحكومي "NHS".

كوربين واعتذار المهزوم ومطالب بتنحيه&

وكان جونسون عاد إلى مقر رئاسة الوزراء 10 داونينغ ستريت بأغلبية مطلقة بلغت 80 بالمائة بعد أن اكتسح المحافظون دوائر عرفت تاريخياً بمعاقل حزب العمال، وحقق الحزب فوزه الأكبر منذ 30 عاماً. في المقابل، مُني حزب العمال بأكبر هزيمة له منذ عام 1935، وتراجع نسبة المصوتين بنحو 8 في المئة.

استعدادات الخروج

وعلى صلة، قال مايكل غوف الوزير البريطاني المسؤول عن الاستعدادات للخروج من الاتحاد الأوروبي إن أولوية حكومة جونسون هي الانسحاب من التكتل في 31 يناير 2010 بعد أن عاد حزب المحافظين للحكم بأغلبية كبيرة حصل عليها في انتخابات مبكرة.

وأضاف غوف لـ(سكاي نيوز) أن البرلمان ستسنح له الفرصة للتصويت على مشروع قانون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي في وقت قصير نسبيا. وقال إن الأولوية الأساسية للحكومة في الداخل ستكون دعم خدمات قطاع الصحة العامة.

اعتذار&

وإلى ذلك، فإن جيرمي كوربين، زعيم حزب العمال البريطاني، وجه اعتذاراً صريحاً لأنصار حزبه عقب الهزيمة الثقيلة التي لحقت بالعمال في الانتخابات العامة مؤخراً، وأسفرت عن فوز حزب المحافظين بالأغلبية المطلقة.

وأقر كوربن في رسالتين مفتوحتين إلى صحيفتي "صنداي ميرور" و"الأوبزرفر"، بفشل الحزب في الانتخابات، وقال إنه يعترف بمسؤوليته عن ذلك. لكنه لم يعلن عن تنحيه وسط جدل داخل أوساط الحزب.

وفي رسالته المفتوحة إلى صحيفة (صنداي ميرور)، قال كوربين "سأكون واضحاً في ذلك. النتيجة كانت ضربة قوية لكل من يحتاج بشدة إلى تغيير حقيقي في بلدنا". وأضاف "أعرب عن أسفي لأننا لم نحقق النتائج المرجوة، وأتحمل مسؤوليتي عن ذلك".

لكن كوربين أصر على أنه لا يزال "فخوراً" ببرنامج حملته الانتخابية، الذي قدم رسالة "أمل" في الانتخابات. &وأضاف زعيم حزب العمال، الذي من المنتظر أن يتنحى في بداية العام المقبل، أن حزبه "مصمم على استعادة ثقة ناخبيه الذين تخلوا عنه".

أهمية تاريخية

وفي رسالته إلى صحيفة (أوبزرفر) اعتبر كوربين أن حملة حزبه الانتخابية نجحت في إعادة تحديد شروط النقاش، وأن بيانه الانتخابي ستكون له "أهمية تاريخية".
وقال زعيم حزب العمال "أشعر بالفخر بأننا حققنا الفوز بالحجج وفرضنا إعادة صياغة شروط النقاش السياسي في قضايا التقشف، وقوة الشركات، وعدم المساواة، وفي حالات الطوارئ المناخية".

لكن رغم ذلك، أقر كوربين بأن "ليس هناك حل سريع للتغلب على فقدان الثقة لدى العديد من الناخبين". ومن المقرر أن يعقد حزب العمال جلسة مناقشات أولية الأسبوع المقبل لوضع جدول زمني لانتخاب زعيمه الجديد.