رغم ما يقال عن هجر السيّاح للبنان بعد التظاهرات التي شهدها ويشهدها، تبقى فئة من السياح تؤمّ لبنان، وترى فيه وطنًا جميلًا&يستحق من الجميع أن يتوجّه إليه للتمتع بربوعه الخضراء ومطبخه الطيب.

إيلاف من بيروت: من بين هؤلاء التقت "إيلاف" بعض المقيمين الأجانب والسيّاح في لبنان، وتوجهت إليهم لتسألهم كيف وجدتم لبنان خلال الثورة، وهل أحببتم المكوث فيه؟.

بيارو (إيطالي يعمل في لبنان) يؤكد لـ"إيلاف" أنه ككل بلدان العالم لبنان تغير مع الوقت، ويجب الأخذ في الإعتبار التغيرات السلبية والإيجابية التي يشهدها أي زائر للبنان، من أجل الأخذ بها لتحسين صورته في المستقبل. ويضيف: "لبنان للأسف خسر الكثير من مساحته الخضراء وأصبح مساحة للعمار والبنايات أكثر مما كانت مساحاته الخضراء سابقًا". ولم نعد نشهد جمال الجبال الخضراء، بل غزا الأسمنت كل المناطق.

مخالفات السير
من جهة أخرى، يضيف، هناك السير في لبنان، وهو أيضًا نقطة سوداء تسجل من خلال عدم الإلتزام بالتعليمات، وحيث ما يمكن ملاحظته أيضًا هو أن سائقي التاكسي يسعون وراء الزبائن، وليس العكس كما في سائر البلدان الأخرى.

يضيف: "حتى مع التغيير الذي شهده الوسط التجاري لم نعد نرى سويسرا الشرق كما في السابق، وما وجدته جيدًا هو القوة لدى الشعب اللبناني الذي يملك القدرة على الإستمرار رغم كل الصعوبات التي واجهته، وتواجهه، ورغم ما يجري أدركت أن الثورة في لبنان سلمية، وهي فريدة من نوعها، وفريدة من خلال شعبها، حيث الشعب موحد، وصوته واحد، ويريد الثورة السلمية من أجل التغيير. وهذا لن نشهده سوى في لبنان، حيث مع وجود التعددية الطائفية والمذهبية، يبقى الشعب موحدًا".

ويشير بيارو إلى أن ما لفته أيضًا "يتمثل في الثورة تحت راية العلم اللبناني، وحتى ما أعجبني أيضًا هو أن كل الإعلانات الإلكترونية في الشوارع خلال الثورة توحدت من خلال صورة العلم اللبناني. ومع الوقت سنشهد نتائج لتلك الوحدة على الصعيد اللبناني، وهي نقطة قوة في لبنان".

عن الطبخ اللبناني، يقول بيارو إنه يبقى الطبخ الشرقي الأكثر جودة والأكثر تنوعًا، وهو المعروف في مختلف الدول، فالمقاهي اللبنانية منتشرة في العالم.

حتى لو أن لبنان يبقى دولة عربية، لكن يبقى طابعه غربيًا، ونشعر أننا في بلد أوروبي، حيث الناس يتكلمون الفرنسية والإنكليزية إلى جانب اللغة العربية. والناس في لبنان مضيافون، ويتمتعون باللباقة والشياكة، وطريقة استضافتهم تبقى فريدة.

سويسرا الشرق
يبقى القول، يضيف: "إنني أتمنى أن يتوصل الشعب اللبناني إلى ما يطمح إليه في وقت قصير من أجل إيجاد حل للبلد الذي لا يستأهل سوى الخير من أجل العودة إلى ما كان عليه أي سويسرا الشرق، وما لفتني خصوصًا يقول، "الحب وتعلق كل اللبنانيين بوطنهم رغم كل الظروف التي مروا بها، ولديهم القوة التي تشكل نقطة إيجابية لمصلحتهم".


يتابع: وأدعو الجميع إلى زيارة لبنان، من أجل استكشاف أن ما نسمعه في الخارج من دعايات سلبية عن لبنان ليس&في مكانه".

مصر
إيرول (من مصر) يزور لبنان للمرة الأولى، ويقول إنه كمصري وجد الراحة في لبنان، والمساحات الخضراء أدهشته، وكذلك الناس يبتسمون دائمًا رغم الوضع في البلد، ولم نشعر بالثورة حتى.

يضيف: "الشعب اللبناني يحب الحياة، ولبنان فيه راحة نفسية، والشعب في لبنان يجب أن يعيش بسلام، وروعة لبنان تبقى في خلطته من كل الطوائف والمذاهب. والجميع يد واحدة من أجل تحقيق المطالب، ويبقى الانفتاح على الغرب سمة لبنان، وشعبه يحب الحياة، يأكل في أحسن المطاعم، ويرضي نفسه. والمطبخ اللبناني معروف عالميًا، وكل الشعوب تحب الأكل اللبناني لانه&يرضي كل الأذواق". &وهو سيعود حتمًا مجددًا إلى لبنان.

يقول إيرول: "قد زرت جبيل وشهدت الآثار وكذلك حاريصا والبترون، والمناظر الطبيعية كأنها سويسرا، ولبنان، يبقى نظيفًا"، بالنسبة إلى إيرول.

يلفت إيرول إلى أنه خلال الثورة "يجب أن يكسب العقل في النهاية ومصلحة البلد من أجل الأجيال المقبلة. ويتساءل "لماذا الجميع في خارج لبنان في المهجر رغم روعة البلد". فاللبناني بالنسبة إليه "ناجح كتاجر ومدير ومقدم برامج، وهذا يعني أن الإنسان في لبنان لديه المؤهلات للنجاح".

كوسوفو
بهيجة (من كوسوفو) تزور لبنان للمرة الأولى، وتقول إنها وجدت لبنان غير مضطرب كما يشاع، وليس كما نشهد في التلفزيون، والبلد جميل ونظيف، والشعب اللبناني مهذب وراقٍ. وتقول: "شعرت كأنني في منزلي في لبنان، حيث في لبنان يتكلمون لغات عدة، من هنا شعرت أنني في بلدي".

عن المطبخ اللبناني تقول بهيجة إنه الأطيب، والأماكن التي زارتها جميلة ونظيفة، ومقارنه مع كوسوفو ترى بهيجة أن الوضع السياسي والإقتصادي يبقى مشابهًا لبلدها، والثقافة في لبنان هي أوروبية أكثر منها عربية، ولبنان يشبه إلى حد قريب باريس.
وهي بالتأكيد ستعود إلى لبنان مجددًا.