إيلاف: رأى مراقبون أن قمة إسلامية مصغرة دعا إلى عقدها رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد في كوالالمبور خلال الفترة بين 18 و21 ديسمبر الجاري تحمل بذور "فشلها قبل أن تبدأ"!.&

وقوبلت دعوة مهاتير محمد برفض عريض في الشارع الإسلامي الرسمي والشعبي، وموجة من الجدل والشكوك، خشية أن تقود مثل هذه القمة إلى شق الصف الإسلامي وإنشاء تكتل إسلامي جديد من دون دور فاعل للمملكة العربية السعودية التي قادت العمل الإسلامي المشترك، وأسست له منذ أكثر من 60 عامًا.

وجّهت الدعوة إلى دول هي تركيا وإيران وقطر وباكستان، التي اعتذر رئيس وزرائها، وحركة حماس وعدد آخر من الدول الإسلامية وبعض الشخصيات الفكرية، وقد تجاوز مهاتير محمد في دعوته المملكة العربية السعودية ومصر وعددا مهما من الدول الإسلامية ذات العضوية في منظمة التعاون الإسلامي.

تحضيرات في الدوحة
يذكر أن تحضيرات قمة كوالالمبور، كانت تجري على قدم وساق في العاصمة، حيث شارك عدد من الوزراء من الدول الخمس في القمة وعقدوا اجتماعًا في الدوحة، تحضيرًا للقمة التي تهدف إلى "إعادة إحياء النهضة الاقتصادية والاجتماعية للحضارة الإسلامية".

وبعد اعتذار رئيس وزراء باكستان عمران خان علانية عن الحضور، والخشية من قيام تكتل بديل من منظمة التعاون الإسلامي، بادر مكتب رئيس الوزراء الماليزي، مهاتير محمد، إلى إصدار بيان يؤكد على أن القمة "لا تهدف إلى إنشاء كتلة إسلامية جديدة كما أشار إليه بعض منتقديها".

أكد بيان رئيس الوزراء الماليزي على أن "القمة ليست منبرًا لمناقشة أمور تتعلق بالدين الإسلامي، وإنما عُقدت خصيصًا لمعالجة حال الأمة المسلم"، لافتًا إلى أن "القمة تحاول إطلاق نهج جديد في تعاون الأمة الإسلامية".

إيضاح للملك سلمان
من جهته، قال مهاتير محمد، إن بلاده لا تقصد عقد قمة كوالالمبور 2019 لتولي دور منظمة التعاون الإسلامي، مؤكدًا أنه أوضح ذلك في مكالمة مع العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز.

أردوغان وتميم وروحاني ومعهم حماس أبرز الحضور&

تابع محمد وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الماليزية الرسمية في تعقيب على المكالمة المرئية مع الملك سلمان: "من الأفضل أن تستمر السعودية لعب دورها.. إن ماليزيا صغيرة للغاية لتتكلف الدور المعني.. القمة تهدف إلى إيجاد حلول جديدة للأمة الإسلامية".

أضاف قائلًا: "إن الملك سلمان يفكر أن القضايا التي تهم الأمة الإسلامية من الأفضل مناقشتها في اجتماعات تابعة لمنظمة التعاون الإسلامي بدلًا من أن يناقشها جزء صغير من أعضاء المنظمة.. إذا نظمت السعودية أية قمة لمناقشة الأمر نفسه، فنحن على استعداد للحضور".

اعتذار عمران خان
وحول اعتذار رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان عن حضور القمة، قال مهاتير محمد: "هذا اختياره. لا يمكننا إكراهه، ولا إكراه في الإسلام. لا يستطيع حضور هذه القمة، وربما لديه مشاكل أخرى"، معربًا عن "اعتقاده بأن لدى نظيره الباكستاني عمران خان أسبابه الخاصة لعدم تمكنه من حضور قمة كوالالمبور 2019"، وفقًا للوكالة الماليزية.

وكانت وكالة الأنباء السعودية الرسمية، قد ذكرت في تقرير أن الملك سلمان تلقى اتصالًا هاتفيًا، من رئيس وزراء ماليزيا، وجرى خلال الاتصال، "استعراض العلاقات بين البلدين وفرص تعزيزها في مختلف المجالات"، لافتة إلى أن العاهل السعودية أكد على "أهمية العمل الإسلامي المشترك من خلال منظمة التعاون الإسلامي بما يحقق وحدة الصف لبحث كل القضايا الإسلامية التي تهم الأمة".

انتقادات
إلى ذلك، تحدثت تقارير عن تعرّض القمة الإسلامية المصغرة التي تنطلق أعمالها في كوالالمبور، اليوم الأربعاء، لانتقادات من قبل مسؤولين رفيعي المستوى في السعودية والإمارات والبحرين، حسب قناة روسيا اليوم (RT).

نشر هؤلاء المسؤولون على حساباتهم في "تويتر" تغريدات تحت هشتاغ "قمة الضرار" تحدثوا فيها عن فشل الاجتماع بسبب غياب السعودية عنه.

وأشار وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إلى "تأكيد الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز على أهمية العمل المشترك ضمن إطار منظمة التعاون الإسلامي، بعكس من حاول السيطرة عليها، وحين فشل يحاول تدميرها وشق صفها الآن".

تابع متسائلًا: "أي قمة حضورها هو الأهم لمصلحة شعوبنا؟، قمة مجلس التعاون في الرياض أم قمة مصغرة في أقصى الأرض؟".

الأمير سطام
غرّد الأمير السعودي، سطام بن خالد آل سعود، بأنه في قمة كوالالمبور "تبددت أحلام الصغار"، مشددًا على أن أي قمة لا تتصدرها المملكة السعودية "تفشل قبل أن تبدأ".

لفت الأمير السعودي إلى اعتذار رئيس وزراء باكستان عمران خان والرئيس الأندونيسي جوكو ويدودو عن المشاركة في هذه القمة التي قال إنها "فشل معها المخطط القطري والتركي لمحاولة التقليل من دور السعودية التي تعتبر الداعم للقضايا الإسلامية".

من جانبه، قال نائب رئيس شرطة دبي، ضاحي خلفان، عبر "تويتر"، إنه أبدى قبيل الإعلان عن قمة ماليزيا قناعته بأن "قمة إسلامية من دون المملكة (السعودية) بلا قمة"، مضيفًا أن "الاعتذارات المتتالية" أكدت صحة هذا الموقف.
&