غزة: أكدت حركة المقاومة الإسلامية أن جولة وفدها إلى تركيا وماليزيا وغيرها من الدول تهدف لحشد الدعم السياسي والاقتصادي وتعزيز علاقاتها الخارجية.

وصل وفد حماس برئاسة إسماعيل هنية بعد مغادرته غزة قبل نحو أسبوعين، الأربعاء إلى ماليزيا للمشاركة في قمة قادة الدول الإسلامية في كوالالمبور التي يحضرها الرئيسان الإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب أردوغان.

وقال مصدر في حماس ان وفد الحركة الإسلامية الذي يضم رئيس المكتب السياسي صالح العاروري ورئيس الحركة في الخارج ماهر صلاح سيلتقي مسؤولين ماليزيين كما سيعقد اجتماعات على هامش القمة مع مسؤولين إيرانيين.

وقد التقى هنية أردوغان في اسطنبول قبل عدة أيام.

كما قام هنية بزيارة الى قطر حيث التقى أميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

وهذه أول جولة خارجية لهنية منذ توليه رئاسة حماس في ايار/مايو 2017، حيث سمحت له السلطات المصرية بالقيام بهاه بعد لقاء مع مدير جهاز المخابرات المصرية الوزير عباس كامل.، ولقاء عقد مع قيادة حركة الجهاد الإسلامي في القاهرة.

وتشمل جولة هنية زيارة روسيا ولبنان وموريتانيا والكويت.

وقال حازم قاسم الناطق باسم حماس &لوكالة فرانس برس "تهدف الزيارة الخارجية (...) حشد الدعم السياسي للقضية الفلسطينية خاصة في ظل استمرار الحديث عن صفقة القرن التي تنتقص من حقوق شعبنا".

وأضاف "كما تهدف لحشد الدعم الاقتصادي لشعبنا (...) وتعزيز علاقات حماس من المحيط الإقليمي والدولي".

قال مصدر قريب من حماس إن وفدها "ناقش مع المسؤولين الأتراك فتح مكتب رسمي للحركة" مشيرا الى "وعد بدراسة الطلب".

وافاد بيان انه "دار خلال اللقاء بين هنية وأردوغان نقاش معمق حول العديد من القضايا المهمة وخصوصا القدس والمخاطر المحدقة بالمسجد الأقصى ودور تركيا في إسناد القضية الفلسطينية ودعم شعبنا في القدس والضفة وغزة والخارج".

وناقش الطرفان وفق البيان "الأوضاع الإنسانية الصعبة في قطاع غزة جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل والخطوات المطلوبة لإنهاء وكسر الحصار".

وأشاد هنية ب"المواقف التركية تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة".

من جهته، اعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة مخيمر ابو سعدة ان الزيارة "ليست عادية، فهي تهدف لجلب الدعم لحماس ولتعزيز علاقاتها إقليميا، وذلك من اجل ترتيبات لوقف إطلاق نار بعيد المدى مع إسرائيل".

هدنة طويلة الامد

ويجري بين وقت واخر الحديث عن هدنة طويلة الامد في وسائل الاعلام لكن لا احد يعرف تفاصيلها وتشير التكهنات الى ان حماس تسعى لان ترفع اسرائيل او تخفف حصارها الذي يشل قطاع غزة منذ 12 عاما مقابل الهدوء.

وتابع أبو سعدة ان "اتفاق وقف اطلاق نار طويل الامد مرهون بفوز رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، لأنه عبّر مرارا أنه معني بتهدئة طويلة الامد ومنح بعض التسهيلات لغزة للابقاء على الانقسام بين الفلسطينيين الذي بدأ منذ صيف 2007 إثر سيطرة حماس بالقوة على قطاع غزة".

لكن تهدئة طويلة الامد لن تحصل على ما يبدو قبل إجراء الانتخابات الإسرائيلية وتشكل حكومة جديدة.

بدوره، قال هيو لوفات الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إن "إسرائيل وافقت على الأقل ضمنيا على جولة هنية لتحسين العلاقات معها".

واضاف "في بعض النواحي وضعت حماس نفسها بأنها الممثل الفلسطيني الأكثر براغماتية" مقارنة بالرئيس محمود عباس ( 84عاما) الذي يبدي "تعنتا على نحو متزايد في مواجهة إسرائيل وسياسة اميركا".

اما عوفر زالزبرغ، كبير محللي الشرق الأوسط في مجموعة الازمات الدولية، فانه يرصد تحركات حماس في سياق تحولاتها، وذوبان مواقف جماعة الاخوان المسلمين تجاه اسرائيل بعد تغيير مرشدهم الديني العام الماضي".

وقال زالزبرغ "نشهد جماعة الإخوان المسلمين تحولا واسعا باتجاه التواصل المبدئي مع إسرائيل".

وتابع "ليست هناك مؤشرات الى أنهم سيقبلون إسرائيل كحقيقة دائمة ولكن هناك ما يشير إلى أنهم وافقوا عليها على المدى المتوسط والسعي للحصول على ترتيبات معها".&

واضاف "اصبح من الثابت ان اسرائيل تستفيد من الهدوء، لانها بعد مرور خمس سنوات على الحرب الاخيرة تشهد نموا اقتصاديا قويا".

لكنه حذر من أن إسرائيل غير مستعدة "لإضفاء الشرعية على حماس" وأن شروط الهدنة ستظل محدودة على الأرجح "فهي ترتيبات تقوم بها مع عدو".

وتوصلت حماس وإسرائيل إلى تفاهمات للتهدئة قبل عام هي امتداد لاتفاق التهدئة الذي توصلوا إليه بعد حرب العام 2014. لكن هذه التهدئة تبقى هشة.