انتخب رئيس الوزراء التركي السابق أحمد داود أوغلو، الخميس، رئيسًا لحزب "المستقبل" الذي كان أعلن يوم الجمعة الماضي عن تأسيسه رسميا، وحصل داود أوغلو على جميع أصوات الأعضاء البالغ عددهم 132 شخصًا.

وقال داود أوغلو الذي انشق عن حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه رجب طيب أردوغان، خلال اجتماع مغلق عقده مجلس المؤسسين للحزب بالعاصمة التركية أنقرة إن حزبه يهدف للمساهمة في الحياة السياسية التركية وخدمة الشعب.

وسيفتح قيام الحزب الجديد الذي اتخذ ورقة خضراء لشجرة الدلب أو القميز، شعاراً له، ليكون اسم "المستقبل"، الآفاق على الساحة السياسية التركية، لتحالفات جديدة في المستقبل القريب.

وكان داود أوغلو (60 عاما) شغل منصب رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم ورئيس الوزراء بين عامي 2014 و2016 قبل أن يختلف مع أردوغان بسبب إصراره على تطبيق النظام الرئاسي، ووجه هذا العام انتقادات حادة لأردوغان والإدارة الاقتصادية لحزب العدالة والتنمية واتهمه بتقويض الحريات الأساسية وحرية الرأي.

الام الماضي

وقال داود أوغلو حين أعلن عن قيام الحزب يوم الجمعة الماضي: "نتجاوز آلام الماضي، ونستفيد من الدروس النابعة منها، وننظر إلى المستقبل، فمن يتعلم ويغلب الخوف ويمتلك الأمل من دون شكوى وصراخ وتفرقة، قادر على المضي للمستقبل والنظر إليه".

وتحدث عن المبادئ التي يقوم عليها حزبه بالقول: "في مسيرنا للمئوية الأولى، نحن بحاجة للإجابة عن تساؤلات في مرحلة التحولات في احترام الحقوق والسيادة الوطنية، بمفهوم سياسة عامة تعمل على احترام العادات والحريات". وأضاف: "الأسس الأساسية هي إحياء الإنسان، واستخدام القوانين على شكل أداة للمساواة بين حقوق المواطنين، والحفاظ على حقوق الملكيات والحريات واحترام المبادئ العالمية الأساسية للإنسان".

حرية التعبير

ولفت إلى أهمية ودعم "حرية التعبير، والانتقال إلى نظام حقوقي مناسب، ومحاربة كل الذهنيات التي تحارب حقوق الأفراد، ومنهم من قاموا بالانقلاب في العام 2016، إضافة إلى حرية الصحافة، وسياسة المساواة الأكيدة بين جميع المواطنين، من دون تفريق بين الأقليات الدينية والإثنية".

وحول حقوق الأقليات، أفاد بـ"احترام الثقافات لكل شرائح المجتمع، وحق الجميع بتطوير هذه الحقوق، وحق التعلم باللغة الأم، ما يعزز السلام"، في رسالة للأكراد، قائلاً: "نجد الهجرات السابقة رابطاً ثقافياً، وحزبنا، عبر العقل المشترك، سيكون داعماً لهذا الرابط".

وأشار إلى أن "المبدأ الوجداني هو احترام الأديان والأعراق، في السياسة يجب عدم زج الدين بالسياسة، هناك حرية ممارسة الشعائر الدينية من دون ربطها بالسياسة، التي يجب أن تكون وفق الاستحقاق واللياقة".

الحرية العلمانية&

وتطرق إلى "الحرية العلمانية وحكم الأغلبية، والاستماع إلى مطالب الطائفة العلوية، وإيجاد حلول لمشاكلهم، وكذلك لمن هم من غير المسلمين، ومن هم على معتقدات مختلفة".
وركّز داود أوغلو على ضرورة تطوير القضاء بقوله: "الحرية والأمن والحفاظ على الأمن العام، وارتباطهما مع بعضهما البعض، من أهم المبادئ، وضد أي مظاهر للفوضى، ولذلك أهم وظيفة تتعلق بالقضاء، ومحاربة الإرهاب ضرورة لتركيا، وبالتالي تركيا بحاجة لمفهوم واسع في مجال الأمن".

كما أكد على أن الحزب "يحارب التمييز بين الرجل والمرأة، ويؤمن بالمساواة بينهما في جميع الحقوق، والصحة والتعليم قائمان على حقوق الأفراد، وفق المعايير الدولية، وهي مسالة أمن قومي، وحقوق الأطفال والشباب والعائلات، والحقوق الاجتماعية ودعم العائلات ومتانتها، لما لها من دور في التنمية، والهدف هو دعم الرجل للمرأة والعمل المشترك".

يشار إلى أن اود أوغلو كان بدأ حياته بالعمل كمدرس مساعد في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا عام 1990. وأنشأ قسم العلوم السياسية في الجامعة. وعمل كرئيس لهذا القسم حتى عام 1993. وأصبح مدرساً في عام 1993.&

مهمة سفير ووزير

وفي الفترة من عام 1995 إلى 1999 عمل في قسم العلاقات الدولية في جامعة مرمرة. وعمل ككاتب عمود صحفي في جريدة يني شفق من عام 1995 إلى 1999. وقد كتب داود أوغلو في هذه الفترة أكثر من 200 مقالة. كما قام بالتدريس في أكاديمية الحرب وأكاديمية القوات المسلحة في الفترة من 1998 إلى 2002 كعضو تدريس زائر.
وحاز داود أوغلو مرتبة الاستاذية (برفيسور) بين 1999 و2004، وعمل كعضو مجلس إدارة جامعة بيكنت وعضو مجلس الأعيان ورئيس قسم العلاقات الدولية، كما عمل كعضو هيئة تدريس زائر في جامعة مرمرة.

وكان داود أوغلو حصل على لقب سفير في فترة رئاسة أحمد نجدت سيزر للجمهورية 2003، وعينه أردوغان رئيس الحكومة آنذاك وزيراً للخارجية في 1 مايو 2009 على الرغم من عدم ترشحه في مجلس النواب.&

دخل انتخابات مجلس الشعب 2011 ونجح فيها نائباً عن قونية واستمر في حكومة أردوغان الثالثة. وقد دخل قائمة فورين بوليسي لأول 100 مفكر عالمي في عام 2010 لكونه أحد العقليات التي حققت النهضة التركية على المستوى الخارجي.