الرباط: وجد حكيم بنشماش، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض، نفسه مضطرا لإعادة إطلاق نداءات المصالحة مع خصومه في الحزب الذين يسيطرون على رئاسة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الرابع للحزب في شخص سمير كودار ،الذي زكت شرعيته محكمة الاستئناف بمدينة الرباط، قبل أسبوعين.

وأعلن بنشماش أنه عقد لقاء مع عدد من برلمانيي الحزب الذين أطلقوا مبادرة للصلح بين الإخوة الأعداء، وعبر عن ترحيبه بالمبادرة الرامية إلى الانخراط في مساعي الصلح وبلورة صيغة توافقية تقرب وجهات النظر بين كل الأطراف داخل الحزب.

وافاد بيان إخباري حول الموضوع تلقت "إيلاف المغرب" نسخة منه أن الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة ثمن في اللقاء "عاليا الروح الوحدوية والنضالية لبرلمانيي الحزب بمجلسي النواب والمستشارين"، وأكد أنه كان "دوما ومازال مع وحدة الحزب، ورغبته صادقة في دعم هذه المبادرة ومساندتها، واستعداده للتجاوب مع مخرجاتها بغية إنضاج كل الشروط لكسب رهان الوحدة الحزبية بعيدا عن لغة الغالب والمغلوب، وحسابات المنتصر والمنهزم، من أجل المصلحة العليا للحزب والوطن".

ودعا بنشماش ل"استنهاض همم المناضلين للتفرغ من جديد، بحسن نية وبروح إيجابية بناءة، للعمل على ما تأسس الحزب من أجله، في سياق وطني وإقليمي وجهوي ودولي لا يسمح بإهدار المزيد من الوقت والطاقات، ويتطلب، أكثر من أي وقت مضى، تغليب صوت الحكمة والعقل، باعتباره السبيل الأنجع لمواصلة اضطلاع الحزب بمسؤوليته الوطنية خدمة للمصلحة الفضلى للوطن والمواطنين".

في غضون ذلك، علمت "إيلاف المغرب" من مصادر قريبة من رموز التيار المعارض لبنشماش أنهم يرفضون المصالحة مع تيار الأمين العام،وأكدت أن اللجنة التحضيرية تستعد لعقد اجتماع نهاية الأسبوع الجاري بمراكش، من اجل تحديد موعد نهائي لعقد المؤتمر الوطني الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة.

يذكر أن الحزب المعارض الذي خرج من رحم السلطة في سنة 2007 يعيش على إيقاع انقسام كبير في صفوفه منذ أشهر بسبب اتساع الهوة بين الأمين العام للحزب ومعارضي طريقة تدبيره لشؤون الحزب، عقب استقالة إلياس العماريمن الامانة العامة للحزب .ويرى مراقبون أن ما يعيشه الحزب طيلة هذه المرحلة مجرد تداعيات لما بعد استقالة العماري.