رحب وزير الخارجية البريطاني بقرار الادعاء العام في بريطانيا يوم الجمعة توجيه اتهامات لزوجة دبلوماسي أميركي هاربة بشأن حادث سير في انكلترا أسفر عن مقتل شاب، بينما عبرت الخارجية الأميركية عن خيبة أملها من القرار.

وقال ممثلو الادعاء البريطاني إنهم سيطالبون الحكومة الأميركية بتسليم آن ساكولاس، المتورط بحادث سير راح ضحيته الشاب البريطاني هاري دون (19 عاما) حتفه في أغسطس الماضي بعد أن اصطدمت دراجته النارية بسيارة تقودها ساكولاس قرب قاعدة كراوتون التابعة لسلاح الجو البريطاني التي يستخدمها الجيش الأميركي وتقع في نورثهامبتونشير في إنكلترا.

وقال الادعاء البريطاني يوم الجمعة إنه سيوجه اتهامات لساكولاس بالتسبب في الموت بسبب القيادة المتهورة وإنه بدأ الإجراءات القانونية. لكنه أضاف أن أمر السعي لتسليم ساكولاس رسميا عبر القنوات الدبلوماسية يعود لوزارة الداخلية.

الشاب الضحية هاري دون صورة من (Facebook)

وقال محامي ساكولاس يوم الجمعة إنها لن تعود طوعا لبريطانيا لمواجهة الاتهامات، وعبرت وزارة الخارجية الأميركية عن خيبة أملها من القرار.

وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية: نشعر بخيبة أمل من إعلان اليوم ونخشى أنه لن يؤدي لتسريع وتيرة التوصل لحل... أوضحت الولايات المتحدة أنه في وقت وقوع الحادث وخلال إقامتها في المملكة المتحدة كان للسائقة في تلك القضية وضعا كفل لها حصانة دبلوماسية".

ترحيب راب

ورحب وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب بقرار توجيه الاتهامات وقال في بيان وقال: "أتمنى أن تدرك آن ساكولاس الآن أن الصواب هو أن تعود لبريطانيا وتتعاون مع عملية العدالة الجنائية".

ومُنحت الأميركية ساكولاس (42 عاما) التي يعمل زوجها في القاعدة البريطانية التي تستخدمها القوات الأميركية، حصانة دبلوماسية وغادرت بريطانيا بعد فترة وجيزة من الحادث مما أثار خلافا دبلوماسيا بين لندن وواشنطن حول ما إذا كان يتعين عليها العودة لتخضع للتحقيق.

وكان غضب غير مسبوق اندلع على جانبي المحيط الأطلسي بعد رفض الولايات المتحدة إسقاط الحصانة الدبلوماسية عن زوجة دبلوماسي يشتبه في تورطها بفي الحادث المروري.

تقرير إيلاف

&وكانت (إيلاف) قالت في تقرير حول الحادث إنه في حين هزت الحادثة التي كانت وقعت في أغسطس الماضي ورفض اسقاط الجنسية عن المرأة الشارع البريطاني، كانت هناك صيحات غضب مماثلة في الولايات المتحدة.

وكانت شرطة نورثهامبتونشاير قالت في بيان إن المرأة الأميركية واسمها آن ساكولاس البالغة من العمر 42 عامًا المشتبه بها في مقتل هاري دن (19 عامًا)، عادت إلى الولايات المتحدة، بعد أن قالت الشرطة في بيان سابق إنها أبلغتها بعدم وجود لمغادرة المملكة المتحدة، لا اسم المرأة ولا بلدها، تم الإفراج عن الزوج الدبلوماسي.

وبعث قائد الشرطة في نورثهامبتونشاير إلى السفارة الأميركية بطلب "بأقوى العبارات" لإسقاط الحصانة الدبلوماسية التي تتمتع بها ساكولاس، لكنها رفضت الطلب، الأمر الذي مكّن المرأة من السفر بعد سحبها من قاعدة أميركية تتمركز في قاعدة سلاح الجو الملكي البريطاني (كروتون) في نورثهامبتونشاير، وهي واحدة من أهم القواعد التي تديرها أميركا في أوروبا، حيث يعمل زوجها جوناثان ساكولاس الذي يتمتع بالصفة الدبلوماسية.

الجانب الخطأ

وتعتقد الشرطة البريطانية أن السيدة ساكولاس، وهي أم لثلاثة أطفال، كانت خرجت من القاعدة الجوية في 27 أغسطس على الجانب الخطأ من الطريق، وضربت الشاب هاري دون الذي كان على دراجته النارية، حيث نقل للمستشفى بعد تعرضه لإصابات متعددة، لكنه لم ينجُ.

يذكر أن الحصانة الدبلوماسية تعطي حق الحماية للدبلوماسيين العاملين في السلك الدبلوماسي وهو يشمل حاملي جوازات السفر الدبلوماسية، بما في ذلك موظفو السفارة والقنصلية وعائلاتهم.

ويمكن لبلد الدبلوماسي أن يتنازل عن الحق في الحصانة، على الرغم من أن هذا لا يحدث عادة إلا في حالة الجرائم الخطيرة التي لا صلة لها بدورها الدبلوماسي.

مغادرة

وقالت متحدثة باسم شرطة نورثهامبشير يبدو إن السيدة ساكولاس وعائلتها غادروا الأراضي البريطانية الى الولايات المتحدة حين كنا نستعد لطلب إسقاط الحصانة الدبلوماسية عنها.

وفي بيان، تعليقا على مجمل الحادثة أصدرته غداة الحادث، قالت وزارة الخارجية الأميركية السبت: "نعرب عن أعمق تعاطفنا ونقدم تعازينا إلى عائلة الشاب ضحية الحادث المأساوي في 27 أغسطس، والذي كانت متورطة به سيارة تقودها زوجة أحد دبلوماسيينا في المملكة المتحدة".

وقالت وزارة الخارجية الأميركية: "يمكننا أن نؤكد أن العائلة غادرت المملكة المتحدة". مشيرة إلى أن "أي أسئلة تتعلق بالتنازل عن الحصانة فيما يتعلق بالدبلوماسيين وأفراد أسرهم في الخارج في مثل هذه الحالة، تحظى بعناية فائقة في المستويات العليا".