الرباط: قال ناصر بوريطة، وزير الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج إن بلاده مقتنعة بجعل التكوين في صلب أولويات التعاون مع دول القارة الأفريقية، مؤكدا أن المملكة تعمل لضمان توفير أفق واعدة للعمل لفائدة الشباب الأفارقة من أجل أن تصبح الهجرة اختيارا حرا وليس قضية إجبارية.

واعتبر بوريطة في افتتاح الدورة الثامنة لقمة الطلبة الأفارقة بالرباط، الجمعة، أن تكوين الشباب الأفارقة في مؤسسات التعليم المغربية مشروع "يحظى بأولوية كبرى في مجال التعاون جنوب-جنوب".&

وأفاد بوريطة بأن المهارات والقدرات الأفريقية تمثل قوة عمل كبيرة بالنسبة للقارة وجب على دول المنشأ توظيفها والاستفادة من خبراتها لتحقيق النهضة المطلوبة، بدلا من جعل هذه القدرات في خدمة الدول الأوروبية.

الوزراء الأفارقة الستة لدى إطلاق منصة رسمية

ودعا المسؤول المغربي إلى منح الثقة للشباب من أجل دفعهم لمواجهة الصعوبات التي تعرقل طموحات بلدانهم في بلوغ التنمية وتحقيق العيش الكريم، كما حث المشاركين في إعادة التفكير في مواكبة التغيرات بطريقة إبداعية ومبتكرة.

من جهتها، شددت شيرلي أيوركور، وزيرة خارجية غانا، على ضرورة إيجاد حلول عملية وفعالة لإشكالية التكوين والتعليم في أفريقيا، وقالت "نود أن ندعم مشوار الشباب التعليمي من خلال اعتماد تكوينات تتوافق مع متطلبات سوق العمل"، معتبرة أن بلادها تولي أهمية كبيرة لهذا المجال.

من جانبه، دعا إسماعيل ولد الشيخ سيدي أحمد، وزير الخارجية الموريتاني"الأطر والطاقات الأفريقية بالعالم إلى العودة لقارتها الأصل لتساهم في تطوير بلدانها"، وناشد الحكومات للعمل على استيعاب وإعادة نخبها المهاجرة لخدمة بلدانهم.

وأضاف ولد الشيخ "أرى أفريقيا الناهضة أمامي الآن، جزء من النخبة الأفريقية الحالية وممن سيصيرون نخبة أفريقيا لا محالة، وبالتالي مستقبل القارة بين أيديكم وهي أيدي أمينة".

من جهته، قال مامادو تنغارا، وزير خارجية غامبيا، إن أفريقيا قارة غنية بالثروات الطبيعية لكن بلدانها من أفقر البلدان، معتبرا أن هذا الأمر "غير مقبول ولا ينبغي أن نسمح للآخرين بالتدخل في شؤوننا".&

وأوضح تنغارا مخاطبا الشباب الحاضرين في التظاهرة والذين يمثلون 52 دولة، وبلغ عددهم ألف شخص، "حان الوقت لنرى أنفسنا بأعيننا وأن نعرف بأن لا أحد يمكن أن يساعدنا غير أنفسنا".

بدوره، أعرب ممادي توري، وزير الشؤون الخارجية الغيني، عن امتنان بلاده للمغرب الذي يقدم سنويا مئات المنح الدراسية للطلبة الغينيين، ونوه بالسياسة الأفريقية للمغرب الرامية إلى تعزيز شراكات رابح-رابح مع بلدان القارة.

كما أشاد توري بالعلاقات المثالية التي تربط بلده بالمغرب، ودعم المملكة لبرنامج التنمية البشرية في غينيا.

من جانبه، نوه وزير خارجية جزر القمر، محمد الأمين، سويف بالعمل "الجدير بالثناء" الذي يقوم به المغرب الذي انخرط في تنمية الموارد البشرية في إفريقيا، مشيرا إلى تكوين العديد من الأطر من جزر القمر، بمن فيهم وزراء، في المغرب.

وأبرز سويف، وهو نفسه خريج الجامعة المغربية، استعداد المملكة ودعمها الدائم لمسلسل التنمية في بلاده.

وتنعقد القمة ما بين 20 و23 يسمبر الجاري، تحت شعار "مستقبل أفريقيا.. التحديات والآفاق بالنسبة للشباب"، وتمثل أكبر تجمع طلابي في أفريقيا، وهي لقاء سنوي لاتحاد جمعيات الطلبة الأفارقة يضم آلاف من طلبة القارة لمناقشة القضايا والتحديات التي تواجه شبابها.

وتشهد الدورة الثامنة للقمة حضور أكثر من ألف مشارك، من ضمنهم طلبة ومسؤولو جمعيات طلابية أفريقية وخريجو جامعات وأطر ومسؤولون رفيعو المستوى من بينهم وزراء وسفراء من البلدان الأفريقية الحاضرة.