زغرب: أظهرت النتائج الرسمية شبه النهائية للانتخابات الرئاسية التي جرت في كرواتيا الأحد أنّ الرئيسة المحافظة المنتهية ولايتها كوليندا غرابار-كيتاروفيتش ورئيس الوزراء الأسبق زوران ميلانوفيتش المنتمي إلى يسار الوسط سيتواجهان في دورة ثانية بعد أسبوعين.

وبحسب الأرقام التي نشرتها مفوضية الانتخابات استناداً إلى نتائج فرز 98% من الأصوات فقد حصل ميلانوفيتش على 29,56% من الأصوات متقدماً على غرابار-كيتاروفيتش&التي حلّت في المرتبة الثانية بحصولها على 26,75% من الأصوات، في حين حصل المغني اليميني الشعبوي ميروسلاف سكورو على 24,40% من الأصوات.

وسيتواجه ميلانوفيتش (53 عاماً) وغرابار-كيتاروفيتش&(51 عاما) في جولة ثانية مقرّرة في 5 كانون الثاني/يناير، عندما تتولى كرواتيا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.

وكيتاروفيتش التي انتخبت في 2015 دخلت التاريخ كأول امرأة تتبوأ الرئاسة في كرواتيا وهو منصب فخري. وتلقّت دعم حزب الاتحاد الديموقراطي الكرواتي (يمين الوسط) الذي يهيمن على الحياة السياسية منذ استقلال البلاد في العام 1991.

واختارت كيتاروفيتش تنظيم آخر مهرجان انتخابي في مدينة فوكوفار الواقعة على الحدود مع صربيا والتي حاصرتها القوات الصربية بداية الحرب (1991-1995) وتحولت بذلك إلى رمز لمعاناة الكروات خلال النزاع.

- مهاجرون -

ويعول ميلانوفيتش على انقسام معسكر المحافظين. ويعد بأن يجعل كرواتيا "بلدا طبيعيا" بقضاء مستقل ويحترم الأقليات.

وبينما يشيد مؤيدوه بتصميمه، يدين معارضوه ما يعتبرونه وقاحة. فالرجل البالغ 53 عاما ليس مجهولا على الساحة السياسية إذ شغل رئاسة الحكومة من 2011 إلى 2016. لكن حكومته لم تتمكن من القضاء على الفساد أو تطوير الاقتصاد، ما احدث خيبة أمل كبيرة في البلاد.

ويرى محللون أن هزيمة للرئيسة المنتهية ولايتها يمكن أن تعقد فرص حزبها ورئيس الوزراء المعتدل أندريه بلينكوفيتش في الانتخابات التشريعية المقررة مبدئيا في خريف 2020.

واعتبارا من الأول من كانون الثاني/يناير ستتولى كرواتيا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي لستة أشهر يتخللها على الأرجح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتقديم دول من البلقان طلبات انضمام إلى الاتحاد.

ويتهم معارضو الحكومة في هذا البلد ذي الغالبية الكاثوليكية الكبيرة السلطات بتنظيم الانتخابات في عيد الميلاد للاستفادة من أصوات المغتربين المؤيدين تقليديا للمحافظين ويعودون لقضاء عطلهم في البلاد في هذه المناسبة.

وقال ماتيا هورفات (27 عاما) خبير الاقتصاد بينما كان يستعد لوضع بطاقة الاقتراع في الصندوق في زغرب إنه شعر بخيبة أمل من حملة تركزت على الماضي بدلا من المستقبل.

وقال ملخصا وجهة نظر العديد من الكروات "سرقوا المجال الذي كان يفترض أن يخصص للقضايا الحيوية لحياة معظم الناس، بما في ذلك كل الشباب الذين يرحلون بأعداد كبيرة".

وتشهد كرواتيا مثل جاراتها في منطقة البلقان ظاهرة هجرة تسارعت منذ انضمام البلاد إلى الاتحاد الأوروبي في 2013.

ويسعى هؤلاء إلى حياة أفضل في أوروبا لكنهم يشيرون أيضا إلى الفساد والمحسوبية والخدمات العامة السيئة.