واشنطن: أوقفت الولايات المتحدة بشكل موقت إرسال الكلاب المدرّبة على كشف المتفجرات إلى مصر والأردن بعد نفوق العديد منها جراء الإهمال وسوء الرعاية، وفق مسؤولين أميركيين.

قال مسؤول في الخارجية الأميركية للصحافيين الإثنين "أي حالة نفوق لكلاب في ساحة العمل هو حدث محزن للغاية، وسوف نتخذ كل إجراء ممكن لمنع تكرار هذا الأمر في المستقبل". أضاف أن الكلاب "تلعب دورًا حاسمًا في جهود مكافحة الإرهاب خارج البلاد وفي إنقاذ حياة أميركيين".

بدأ مكتب المفتش العام المستقل التابع للخارجية النظر في حالة هذه الحيوانات بعد ظهور تقارير عن تعرّضها لسوء معاملة في منتصف عام 2017.

وفي تقرير صدر في سبتمبر الماضي، كشف المفتشون عن العديد من حالات الإهمال في رعاية نحو 135 كلبًا من أنواع مختلفة، بينها مالينوا البلجيكي وشابارد الألماني وكلاب لابرادور وغيرها من التي يتم تدريبها على اكتشاف المتفجرات. هذه الكلاب التي تدرّبها الولايات المتحد تم إرسالها إلى نحو عشرة بلدان كجزء من برنامج مكافحة الإرهاب.

كانت المخاوف الرئيسة مع الأردن، المستفيد الأول من هذا البرنامج، حيث نفق أحد الكلاب بسبب عدم تلقيه رعاية مناسبة، وآخر اتخذ القرار بإخضاعه للقتل الرحيم بعد إعادته إلى الولايات المتحدة.&

حينها أوصى المفتشون بأن تتوقف الحكومة الأميركية عن تزويد الأردن بالكلاب المدرّبة، لكن مكتب الأمن الدبلوماسي في وزارة الخارجية الذي يرسل هذه الكلاب إلى الخارج رفض الامتثال للقرار.

وفي تقرير جديد صدر في ديسمبر، اكتشف مكتب المفتش العام نفوق كلبين آخرين في الأردن في شهري يونيو وسبتمبر "لأسباب غير طبيعية"، أحدها بسبب ضربة الشمس، والآخر جراء التسمم بمبيدات حشرية، تم رشها بالقرب من بيوت الكلاب.

أشار التقرير إلى أنه كان بالإمكان تجنب نفوق هذه الحيوانات في حال توافرت لها رعاية أفضل. إضافة إلى ذلك، توفي ثلاثة من أصل 10 كلاب تم إرسالها إلى مصر عام 2019، أحدها بسبب سرطان الرئة، والثاني لإصابته بمرض في مرارته، والثالث تعرّض لضربة شمس ناتجة من إهمال وسوء رعاية، وفقًا لشهادة طبيب بيطري.

جدّد المفتشون توصياتهم السابقة بوقف إرسال الكلاب إلى الأردن، والآن تمت إضافة مصر إلى القائمة السوداء. وهذه المرة امتثلت وزارة الخارجية للقرار.

وقال المسؤول في الخارجية الأميركية "نحن نتفق مع توصية مكتب المفتش العام بوقف إرسال كلاب إضافية إلى الأردن ومصر موقتًا، وإلى حين تنفيذ تلك الدول لمتطلباتنا بهدف ضمان صحة الكلاب ورعايتها".

كما حض التقرير الصادر في ديسمبر المسؤولين الأميركيين على السعي إلى إيجاد سبل لمراقبة الكلاب التي يتم إرسالها إلى بلدان أخرى، ففي مصر على سبيل المثال مُنع مسؤولون أميركيون من الوصول إلى بيوت الكلاب أو الأمكنة التي تنتشر فيها الكلاب في المطار.