إيلاف من دبي: بعدما أصبح محمد صلاح نجم ليفربول والمنتخب المصري واحدًا من الرموز العربية والإسلامية الأكثر شهرة عالميًا في الوقت الراهن، وجد صلاح نفسه في مرمى النار بعدما نشر صورة له وهو يحتفل بالكريسماس مع زوجته التي ظهرت بالحجاب، وابنته التي تحمل اسم مكة.&

فقد تعرّض هداف الدوري الإنجليزي لهجوم كبير من بعض الجماهير في مصر والعالم العربي، وسخر البعض منه، وتكررت زاوية وطريقة الهجوم على صلاح بجملة هي الأكثر انتشارًا عبر مواقع وحسابات السوشال ميديا حاليًا، وهي "محمد وحجاب ومكة وكريسماس.. كيف يحدث ذلك؟".

ليس تناقضًا.. بل تعايش
"محمد وحجاب ومكة وكريسماس"... كلمات لا يوجد رابط بينها يجعلها جملة مفيدة، ولكنها انتشرت بسرعة كبيرة تفاعلًا مع صورة صلاح وهو يحتفل مع عائلته بالكريسماس، وهي تعني أنه لا يجوز للمسلم الذي يدعى محمدًا ويتزوج بامرأة ترتدي الحجاب، ولديه ابنة تسمى مكة، أن يحتفل بالكريسماس، باعتباره ليس عيدًا للمسلمين.&

صلاح ساجدًا في إحدى المباريات شكرًا لله إثر تسجيله هدفًا

وعلى الرغم من تفاعل البعض وبأعداد ليست بالقليلة بالإتفاق مع هذه الفكرة، إلا أن رد الفعل على الجانب الآخر بدا أكثر حضورًا، من خلال التأكيد على قيم التسامح والتعايش، خاصة أن ما فعله صلاح ليس تناقضًا، بل هو قمة التعايش.

عشق واحترام الغرب لصلاح
تسابق الآلاف للدفاع عن صلاح، الذي أصبح الضحية الجديدة للجدل السنوي الذي يدور حول احتفال المسلم بالكرسماس، وهل هو جائز شرعًا أم لا، حيث أكدت الحسابات والشخصيات التي تدافع عن صلاح أنه يحظى باحترام كبير في انجلترا وحول العالم، فهو يحتفل ساجدًا بالأهداف التي يسجلها، ويتفاعل معه جمهور ليفربول بكل سعادة وتسامح وقبول، بل إنه أصبح جسرًا من جسور التواصل مع العالم، ورمزًا للتعايش، ومن ثم يصبح احتفاله بالكريسماس مبادرة للتعبير عن التعايش مع العالم الذي منحه فرصة التألق عبر بلوغ مكانة عالمية كبيرة جعلته واحدًا من أشهر نجوم الكرة العالمية، واللافت أن كل هذا يحدث من دون أن يتنازل عن هويته وثقافته العربية والإسلامية المعتدلة.
&