نصر المجالي: مع تلويح رئيس تركيا، علانية، بارسال قوات عسكرية إلى ليبيا، حذرت موسكو من أن تدخل طرف ثالث في الشأن الليبي لن يساعد في إيجاد حل للأزمة في هذا البلد، وأعربت عن ترحيبها بالجهود التي تهدف إلى مساعدة الليبيين في التوصل إلى حل.

وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في مؤتمر صحفي، يوم الخميس: "الوضع في ليبيا يثير قلقا عاما، بما في ذلك قلقنا"، مشيرا إلى أن "روسيا مهتمة بالتوصل إلى تسوية سلمية في أقرب وقت ممكن، ووقف إراقة الدماء هناك".

وتعليقا على عزم تركيا إرسال قوات إلى ليبيا، قال بيسكوف: "نعتبر أن أي تدخل لدول أخرى في الوضع الليبي لن يساعد في التوصل إلى تسوية، لكن نرحب بأي محاولات من دول أخرى من شأنها المساهمة في التوصل الى حل ومساعدة أطراف الصراع للخروج من الأزمة".

مرتزقة روس

وحول ما إذا كان يتواجد مرتزقة روس يقاتلون في ليبيا، قال المتحدث باسم الكرملين: "بشكل عام أصبحت الأراضي الليبية ملاذا للمرتزقة من عدد كبير من البلدان، وللعناصر الإرهابية".

وأوضح أن ما تمر به ليبيا الآن هو "نتيجة للتدخلات المعروفة جيدا من دول معروفة لتدمير الدولة الليبية".

وتأتي تصريحات الكرملين عقب تجديد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تأكيده استعداد أنقرة لإرسال قوات إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج.

تفويض برلماني

وقال أردوغان في تصريح، يوم الخميس، إنه من المتوقع أن يُمرر البرلمان التركي في الثامن من الشهر المقبل تفويض إرسال جنود إلى ليبيا، وذلك لتلبية دعوة حكومة الوفاق الليبية، مؤكدا أن تركيا "ستقدم جميع أنواع الدعم لحكومة طرابلس".

وأضاف أن "من يدعم حفتر الآن هم ذاتهم من دعموا الانقلاب على الحكومة الشرعية في مصر". وأشار الرئيس التركي إلى أنه اتفق مع تونس على دعم حكومة الوفاق برئاسة السراج في ليبيا، مضيفا أن أنقرة تصر على مشاركة تونس وقطر والجزائر في مؤتمر برلين المزمع عقده حول ليبيا.

وقال أردوغان إن "هدفنا في البحر المتوسط ليس الاستيلاء على حق أحد، على العكس من ذلك منع الآخرين من الاستيلاء على حقنا"، وجاء ذلك على خلفية التوتر بين تركيا من جهة ومصر واليونان من جهة أخرى بخصوص التطورات في منطقة المتوسط المتعلقة بمنابع الغاز والأزمة الليبية.