إيلاف من الرياض: بعد أيام من تمكن قوات الأمن السعودية من قتل إرهابيين اثنين بعد اشتباك أمني وقع في حي العنود في مدينة الدمام في شرق السعودية الأربعاء الماضي، أوضحت رئاسة أمن الدولة السعودية في بيان لها أنه نتيجة لمتابعة الأنشطة الإرهابية فقد توافر لدى الجهة المختصة بالرئاسة ما يشير إلى وجود ترتيبات لتنفيذ عملية إرهابية وشيكة، حرصت العناصر الإرهابية المكلفة بالعملية استخدام مركبة مفخخة بالمتفجرات من نوع "فورد"، وأسفرت جهود الرئاسة عن رصد وجود المركبة يقودها اثنان من العناصر الإرهابية في شارع الملك سعود في مدينة الدمام صباح يوم الأربعاء.

عند مطالبتهما بتسليم نفسيهما بادرا بإطلاق النار تجاه رجال الأمن والتحصن في أحد المباني، وتطلب التعامل معهما بما يقتضي الموقف لتحييد الخطر ما نتج منه مقتلهما، وهما المطلوبان أمنيًا أحمـد عبدالله سعيد سويد، وعبدالله حسين سعيد آل نمر سعودي الجنسية.

تحدث إلى إيلاف عدد من المتخصصين. فقال فهد الشقيران كاتب وباحث سعودي "يحقق بيان رئاسة أمن الدولة الذي صدر اليوم أمورًا أساسية، أولهما استمرار قدرة المملكة على الضربات الاستباقية للتنظيمات المتطرفة، سواء شيعية أو سنية". أضاف "الهدف الثاني من العملية بطبيعة الحال هو لفت أنظار الشباب لتجنيدهم وإدماجهم في عمليات تستهدف المواطنين والمقيمين، إضافة إلى خلق نوع من الإرهاب الاجتماعي وبث الرعب في نفوس الآمنين وجعل المجتمع خارج سياق الثبات الأمني والاستقرار المجتمعي الذي شهدته السعودية خلال الفعاليات الكبرى التي حدثت الفترة الماضية".

فهد الشقيران

كما إن ضبط المركبة "فورد المفخخة" التي تحاول استهداف الأماكن المأهولة بالسكان هي رسالة إلى الخلايا النائمة الداخلية أو حتى الذين يريدون التجنيد تحمل معنى "انضموا إلينا وهلموا معنا" داخل هذه الجماعات المسلحة.

هذا هدف أساسي بالنسبة إلى الجماعات المتطرفة، لأن هذه الجماعات تعاني من انكسار في حيوية التجنيد خلال السنوات الماضية خاصة بعد إنشاء التحالف الدولي عام 2014 الذي تشارك فيه السعودية بشكل فاعل للقضاء على التنظيمات المتطرفة.

في المقابل السعودية أثبتت رئاسة أمن الدولة اليوم أنها قادرة على مواجهة مثل هذه العمليات وأن المملكة العربية السعودية اليوم قادرة أكثر من أي وقت مضى في التصدي للتحديات وتسهتدف بشكل استباقي أي عملية داخلية، وهذه العملية خير شاهد على استمرار سلسلة الإنجازات الأمنية بفضل قيادة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.

من جهته قال حمود الناجم محام ومستشار قانوني "أود الأشارة إلى الجهد الكبير المبذول من رجال الأمن كافة ورجال أمن الدولة بصفة خاصة على ما يبذلونه في سبيل تحقيق الأمن ومنع ارتكاب الجرائم، خاصة في التوقيت الحالي، الذي يوجد فيه حراك كبير في المنطقة واستهداف أمن المملكة واستقرارها، وهذا شيء لا يخفى على القاصي والداني لما للسعودية من مكانة عالمية وعربية وإسلامية، وحيث إن الدولة تولي مسألة أمن الوطن والمواطن بصفة خاصة أولوية كبيرة جدًا، وكان هذا من ضمن تداعيات إنشاء جهاز أمن الدولة كجهاز أمني مستقل متخصص في عمله للوقاية من استهداف المملكة بجرائم إرهابية والحيلولة دون وقوعها بخلاف الاختصاصات الأخرى.

المحامي حمود الناجم&

حيث إن الدور الرئيس لأي جهاز أمني ليس الكشف عن مرتكب الجرائم التي وقعت، بل الوقاية من ارتكاب الجرائم لمنع ضررها، تحقيقًا لاستقرار الأمن وحفاظًا على حرمة دماء المسلمين، خاصة في مثل هذه الجرائم الإرهابية التي لا يكترث مرتكبوها بعصمة الدماء وحرمتها، والغاية منها إثارة الزعر وزعزعة الأمن بإيقاع اكبر عدد من الضحايا وسفك الدماء.

وقد أشار نظام الإجراءات الجزائية لصلاحيات رجال الأمن في البحث عن الجرائم ومرتكبيها بموجب نص المادة 24 التي نصت على أن " رجال الضبط الجنائي هم الأشخاص الذين يبحثون عن مرتكبي الجرائم وجمع المعلومات والأدلة اللازمة للتحقيق وتوجيه الاتهام.." وأيضًا نصت المادة 26 على أن "يقوم بأعمال الضبط الجنائي - بحسب المهمات الموكولة إليه - كل من: فقرة (3) &الضباط في جميع القطاعات العسكرية - كل بحسب المهمات الموكولة إليه - في الجرائم التي تقع ضمن اختصاص كل منهم".

وقد وقع على مسامعنا بيان رئاسة أمن الدولة الأخير المتعلق بالكشف عن سيارة مفخخة بمادة متفجرة شديدة الخطورة وما ترتب عليه من التدخل السريع واليقظة المستمرة للحيلولة دون ارتكاب جريمة بشعة على أرض المملكة المقصد منها بكل تأكيد زعزعة استقرار المملكة وأمنها.

من الناحية القانونية ما قام به رجال أمن الدولة في اكتشاف السيارة المفخخة والتعامل مع مستقلي هذه السيارة أمر بديهي لا يحتاج تأصيلًا قانونيًا على مشروعيته مطلقًا. ويعد من صميم عملهم، بل هو واجب شرعًا، والتراخي فيه مذموم، وكذلك التعامل مع مستقلي السيارة المفخخة لرفضهم الانصياع لتسليم نفسهم وإطلاقهم النار وتعريض حياة رجال الأمن والمارة للخطر
&