بدأ جهاز المخابرات العامة السوداني تحركات على مختلف الأصعدة، للحيلولة دون تنفيذ حكم قضائي بإعدام 29 شخصًا من عناصره، في قضية قتل مواطن سوداني أثناء الثورة التي أطاحت بنظام حكم الرئيس السابق عمر البشير.

إيلاف من القاهرة: تجري قيادات جهاز المخابرات العامة السوداني تحركات مكثفة على مختلف الأصعدة، من أجل الحيلولة دون تنفيذ حكم قضائي صدر أول أمس الاثنين، وقضى بإعدام 29 شخصًا من منتسبيه، بتهمة قتل معلم سوداني أثناء الثورة ضد الرئيس السابق عمر البشير.

وأجرى قيادات في الجهاز اتصالات بالمسؤولين في المجلس السيادي، من أجل التواصل مع رموز وقيادات قوى الحرية والتغيير، لإيقاف التحركات القانونية الجديدة ضد الجهاز وقيادات وعناصره، والعمل على فتح قنوات للتواصل مع أسرة المعلم الراحل أحمد الخير، لقبول الدية والعفو عن المدانين بقتله.

أعلن جهاز المخابرات العامة السوداني احترامه لحكم المحكمة في قضية "الشهيد" أحمد الخير ضد عدد من منسوبيه، مشيرًا إلى أنه "سيواصل دفاعه عنهم عبر الأطر القانونية في ما هو متاح له من إجراءات في مختلف مستويات التقاضي وفقًا للقانون".

وأضاف جهاز المخابرات في بيان له، إنه "ظل يتابع إجراءات محاكمة عدد من منسوبيه في قضية أحمد الخير منذ الوهلة الأولى من التقاضي وصولًا إلى نطق المحكمة بالحكم".

ذكر الجهاز أنه "سيتواصل مع أولياء دم الشهيد ومع أسر المحكومين وصولًا إلى ما هو أبرك وأفضل عند الله"، في إشارة إلى العفو عن المتهمين، وفي إطار ما يتعارف عليه المجتمع السوداني من قيم وتقاليد سمحة من دون أن يكون لكل ذلك تأثير على مجريات العدالة".

وعمّت الاحتفالات أرجاء السودان خلال الأيام الماضية بصدور حكم الإعدام بحق المتهمين بقتل المعلم أحمد الخير، وخرج السودانيون في تظاهرات حاملين صورة "الخير" وعلم بلادهم.

شيخ سوداني يحتفل بصدور الحكم

قضت محكمة سودانية الاثنين الماضي بالإعدام شنقًا حتى الموت على 29 من أعضاء جهاز المخابرات العامة بعد إدانتهم بالتسبب في قتل متظاهر أثناء احتجازه لدى الجهاز إبان الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس السابق عمر البشير.

قال القاضي الصادق عبد الرحمن "وفق ما ثبت للمحكمة تمت إدانة المتهمين السبعة والعشرين بموجب المادتين 21 (الاشتراك الجنائي) و130 (القتل العمد) من القانون الجنائي السوداني، وتقرر الحكم عليهم بالإعدام شنقًا حتى الموت". أضاف القاضي "اتفق المتهمون واشتركوا في ضرب المجني عليه... وتسبّب الأذى والكدمات نتيجة الضرب في وفاته".

وأعلن في الثاني من فبراير الماضي وفاة المعلم أحمد الخير عوض الكريم، بعدما اعتقله جهاز الأمن والمخابرات، الذي بات اسمه اليوم جهاز المخابرات العامة، في بلدة خشم القربة في ولاية كسلا في شرق البلاد.

كان جهاز المخابرات اعتقل أحمد الخير في 31 يناير خلال وجوده في الشارع، وبعد انتهاء تظاهرة في المنطقة. ووجّهت إليه تهمة المشاركة في تنظيم التظاهرات.

سودانيون يحتفلون بالحكم بإعدام قتلة المعلم أحمد الخير

يذكر أن الراحل أحمد الخير عوض الكريم معلم وناشط سياسي من منطقة خشم القربة في شمال السودان، عرف في منطقته بمعاداته لنظام البشير، واعتقل الخير من منزله، في 27 يناير الماضي، من قبل عناصر تتبع لجهاز الأمن، حيث جرى اقتياده إلى أحد مقار الأمن.

كما يذكر أن الجيش السوداني تدخل وعزل الرئيس السابق عمر البشير من الرئاسة، بتاريخ 11 أبريل الماضي، تحت وطأة احتجاجات شعبية بدأت في شهر ديسمبر 2018، ضد سوء الأوضاع الاقتصادية.

وفي 21 أغسطس الماضي، بدأ السودان مرحلة انتقالية تستمر 39 شهرًا، تنتهي بإجراء انتخابات، يتقاسم خلالها السلطة كل من المجلس العسكري (المنحل)، وقوى إعلان الحرية والتغيير، قائدة الحراك الشعبي.