أسامة مهدي: فيما اكملت مليشيا الحشد العراقي الموالية لايران انسحابها من محيط السفارة الاميركية في بغداد فقد اعتبر وزير الخارجية العراقي ان رسالتهم قد وصلت فيما اكد نجيرفان بارزاني ان هجوم السفارة يعرض مصالح العراق للخطر بينما دعا علاوي الى تعديل الاتفاقية الامنية العراقية الاميركية وكشف نائب عن مطالبة واشنطن لبغداد بـ 100 مليون دولار خسائر الهجوم.

فقد اعتبر وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم ان رسالة مهاجمي السفارة الاميركية قد وصلت منوها الى أن حماية الدبلوماسيين والبعثات الدبلوماسية وسفاراتها مسؤولية العراق.

وقال الحكيم في تغريدة الاربعاء على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" وتابعتها "إيلاف ان "رسالة المحتجين وصلت وأصبحت سلامة انسحابهم ضرورية".

واضاف انه تحدث مع رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حول إنهاء الاحتجاجات أمام السفارة الأميركية وسلامة الموظفين والمنشآت.

واشار الى أن"حماية الدبلوماسيين والبعثات الدبلوماسية وسفاراتها مسؤولية العراق".. مشيرا الى ان"العراق تعهد بعد موافقته على اتفاقية جنيف على حماية السفارات والبعثات الدبلوماسية".

وقد اكملت عناصر مليشيات الحشد ظهراليوم انسحابها من محيط السفارة الاميركية اثر أوامر وجهتها لها هيأة الحشد بالانسحاب "تلبية لدعوة الحكومة باحترام البعثات الدبلوماسية الاجنبية" على حد قولها لكن مصادر مطلعة اكدت لـ"إيلاف" ان الانسحاب جاء اثر تهديدات للادارة الاميركية ابلغتها للسلطات العراقية بانه في حال استمرار محاصرة السفارة والقيام بعمليات عدائية ضدها فأنه سيتم نقلها الى اربيل عاصمة اقليم كردستان العراق. واشارت الى ان التهديد الاميركي تضمن ايضا تحذيرا من ان قوات المارينز التي انتشرت على اسطح السفارة تحمل اوامر بالقتل ضد اي محاولة اقتحام للمبنى.

قادة الحشد يتصدرون مقتحمي السفارة الاميركية في بغداد

وقالت هيأة الحشد الشعبي في بيان مقتضب "ان هيأة الحشد الشعبي تدعو الجماهير المتواجدة قرب السفارة الأميركية إلى الانسحاب احتراماً لقرار الحكومة العراقية التي أمرت بذلك وحفاظًا على هيبة الدولة".

وقد انتقل المحتجون الى شارع ابو نوؤاس على الجانب المقابل للمنطقة الخضراء حيث مقر السفارة عبر نهر دجلة ونصبوا خياما للاعتصام هناك بدلا من محيط السفارة.

رئيس الاقليم: مرفوض ويعرض مصالح العراق للخطر

ومن جهته شدد رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني الأربعاء على أن الهجوم علی السفارة الأميركية في بغداد مرفوض كلياً ويعرض مصالح العراق للخطر.

وقال بارزاني في بيان صحافي وزعته رئاسة الاقليم وتابعته "إيلاف" إن "التجمع والمظاهرات المدنية حق دستوري بيد أن استخدام العنف والهجمات والتصرفات اللامسؤولة لاستهداف السفارات والبعثات الدبلوماسية، تطور خطير".

واكد قائلا "ننظر بقلق بالغ إلی الأحداث الأخيرة والهجوم علی السفارة الأميركية بأعتباره عملا غير مقبول ومرفوض كلياً ويعرض مصالح العراق للخطر".

وأشار إلى أن "الأميركيين حلفاء وأصدقاء للعراق وإقليم كردستان وكانوا شركاء رئيسيين في تحرير العراق والانتصار علی ارهابيي القاعدة وداعش".. منوها الى انه لمواجهة مخاطر الإرهاب وحماية مصالحهم لا يزال العراق واقليم كردستان بحاجة الی دعم وتعاون أميركا والتحالف الدولي".

وبين قائلا "ممثلو الدول والدبلوماسيون ضيوف العراق يجب احترامهم وحمايتهم ونطالب الجهات المسؤولة ان تؤدي مهامها في الحفاظ عليهم والا تسمح بتعرض السفارات والمؤسسات والبعثات الدبلوماسية الی الهجمات".

علاوي يرفض جعل العراقيين ضحايا للمصالح الاجنبية

ومن جانبه رفض زعيم ائتلاف الوطنية أياد علاوي جعل العراقيين ضحية لصراع المصالح الخارجية.

وشدد علاوي في بيان صحافي تسلمت "إيلاف" نسخة منه اليوم على رفضه القاطع لأن يكون العراق مسرحاً لصراع النفوذ والمصالح الخارجية بالوكالة وان يكون ابناؤه ضحيةً لذلك الصراع.

ودعا الى الاسراع في تعديل اتفاقية تواجد القوات الاجنبية في العراق او الغاؤها وتنظيم اتفاقية امنية جديدة ان اقتضت الحاجة على ان تكون جميع تلك القوات تحت ادارة وقيادة الدولة العراقية في اشارة الى الاتفاقية التي وقعها البلدان عام 2008.

وحذر علاوي من ان عدم تشكيل جيش قوي بعيد عن المحاصصة يعني ان العراق سيبقى خاضعاً لقوى ىخارجية ولن يكون بمقدوره الوقوف ضد قوى الارهاب والتطرف.

نائب: واشنطن طلبت 100 مليون دولار عن خسائر الهجوم على سفارتها

وقال النائب المستقل فائق الشيخ علي الذي رشح لرئاسة الحكومة الجديدة ان واشنطن تطلب من العراق 100 مليون دولار هي خسائر الهجوم على سفارتها في بغداد.

واشار الشيخ علي في تغريدة على تويتر" اليوم تابعتها "إيلاف" الى الولايات المتحدة تقدِّرُ ضرر اعتداء المهاجمين على سفارتها في بغداد بـ100 مليون دولاراً أميركياً ثمن سياج وباب وزجاج ! سيدفعها العراق من ميزانية شعبه.

واضاف ان واشنطن تطالب ايضا بتسليمها قادة الهجوم على السفارة بهدوء أو ترك الأمر لها لاصطيادهم بالگزوة أو بالزنيگ.

وقال انه استخفاف كبير بالمهاجمين؟ واضاف "يصيحون الموت لأميركا.. بينما كان باستطاعة أميركا أن تبيد المهاجمين على سفارتها بمكافح الحشرات.. ولكنها لم تقتل مهاجماً في حين أحزاب العداء لأميركا نفسها قتلت 520 شاباً عراقياً وجرحت عشرين ألفاً منهم في سوح التظاهر.. وتساءل قائلا أيعقل أن أعداءنا أرحم لنا من أبناء جلدتنا؟.

وفي وقت سابق صباح اليوم تجمع المئات من عناصر الحشد الشعبي الاربعاء لليوم التالي على التوالي امام محيط السفارة الاميركية احتجاجا على قصف الطائرات الاميركية الاثنين لمقار ومنشآت حزب الله العراقي بغرب البلاد ما اوقع اكثر من 70 قتيلا وجريحا رد على قصف واشنطن لمعسكر اميركي ما ادى الى مقتل متعاقد اميركي واصابة اربعة جنود اميركيين.

واضطر عناصر المارينز لمواجهة عناصر الحشد لدى احراقهم لسياج السفارة واحد ابراجها وبواباتها مجددا بعد ان فعلوا الشئ نفسه امس لدى محاولتهم اقتحام المبنى هاتفين ضد "ألشيطان الاكبر أميركا" وهو الشعار الذي عادة مايردده الايرانيون.

وقد أطلقت السفارة تحذيراً عبر مكبرات الصوت بضرورة الابتعاد عن المبنى وان قوات المارينز التي وصلت فجراً لحمايتها مخولة بالقتل.

ونصب مئات المتظاهرين امس حوالي 50 خيمة مع إمدادات صحية خاصة بالتخييم حول مبنى السفارة في المنطقة الخضراء وسط العاصمة العراقية.

وقد اعادت القوات العراقية اليوم إغلاق المنطقة الخضراء حيث توجد السفارة الأميركية ومؤسسات عراقية واجنبية مهمة بعدما فتحت القوات المكلفة بحمايتها ابوابها امس لتسهيل دخول عناصر المليشيات العراقية في تواطؤ واضح حيث اظهر شريط في فيديو تابعته "إيلاف" قادة الامن وهم يفتحون بوابات المنطقة للخضراء ودخول متظاهري الحشد اليها ليتوجهوا مباشرة الى السفارة يتقدمهم قادة الحشد ومستشار الامن الوطني فالح الفياض.

وصباح اليوم تجمع المئات من عناصر الحشد الشعبي لليوم الثاني على التوالي امام محيط السفارة الاميركية احتجاجا على قصف الطائرات الاميركية الاثنين لمقار ومنشآت حزب الله العراقي بغرب البلاد ما اوقع اكثر من 70 قتيلا وجريحا رد على قصف واشنطن لمعسكر اميركي ما ادى الى مقتل متعاقد اميركي واصابة اربعة جنود اميركيين.

ويثير اقتحام السفارة وما سبقه من ضربات أميركية وضربات صاروخية نسبتها واشنطن إلى فصائل موالية لإيران المخاوف من زيادة التوتر بين واشنطن وطهران وتحوله إلى نزاع مفتوح على أراضي العراق الحليف لإيران والولايات المتحدة.

وهدد الرئيس الاميركي دونالد ترمب الثلاثاء بجعل طهران "تدفع الثمن غالياً" بعد الهجوم على السفارة مؤكدا في الوقت نفسه أنه لا يتوقع لاحقا في العراق كما أكد مسؤول أميركي.

واكد ترمب ان بلاده نقلت امس العديد من مقاتلي الحرب الكبار إلى جانب المعدات العسكرية الأكثر فتكا في العالم الى السفارة الاميركية ببغداد.

وقال في تغريدة على "تويتر" انه "تم نقل العديد من مقاتلي الحرب الكبار لدينا إلى جانب المعدات العسكرية الأكثر فتكا في العالم على الفور إلى السفارة".

وحمل الرئيس الاميركي ايران "المسؤولية عن الخسائر المادية والبشرية التي حصلت في السفارة" وحمل العراق إلى استخدام القوة لحماية السفارة هناك.

كما اتهم إيران بالمسؤولية عن مقتل "متعاقد أميركي" وإصابة آخرين خلال القصف الذي استهدف القوات الامريكية في العراق الجمعة الماضي. وقال "رددنا بقوة على الاستهداف وسوف نفعل ذلك دائما".

وفي تغريدة اخرى قال ترمب "لملايين المواطنين العراقيين الذين يرغبون في الحرية ولا يريدون الهيمنة والسيطرة عليهم من قبل إيران - هذا هو وقتكم!".