فيينا: يضع زعيم الحزب المحافظ النافذ في النمسا سيباستيان كورتز الأربعاء اللمسات الأخيرة على تحالفه مع الخضر، بعد أن انهار ائتلافه الأول مع اليمين المتطرف.

وبعد ثلاثة أشهر من الانتخابات التشريعية التي أُجريت في 29 أيلول/سبتمبر وفاز فيها المستشار السابق كورتز و"حزب الشعب" اليميني الذي ينتمي إليه، تشارف المفاوضات بشأن تشكيل أكثرية، على النهاية: وقد عُقد اجتماع أخير بعد ظهر الأربعاء في فيينا بين المحافظين والخضر الذين يُتوقع أن يعلنوا على إثره اتفاقاً بشأن الحكومة.

وستختبر النمسا للمرة الأولى تحالفاً بين حزب الشعب النمساوي، وهو حزب نافذ جداً في السياسة الوطنية، والحزب المؤيد للبيئة الذي سجّل اختراقاً في الانتخابات الأخيرة لكنه لم يشارك يوماً في حكومة فدرالية.

ولا تزال الأمور غير واضحة بالنسبة إلى الليبرالي سيباستيان كورتز الذي يؤيد خطاً صارماً بشأن الهجرة وحزب الخضر اليساري الذي كان من أشدّ معارضي كورتز عندما كان لديه خيار التحالف مع اليمين المتطرف في ولايته الأولى، في كانون الأول/ديسمبر 2017.

وكان الائتلاف الذي شكّله كورتز مع القوميين في حزب الحرية النمساوي، انهار في أيار/مايو بعد تسريب معلومات عن نائبه زعيم حزب الحرية عرفت باسم "فضيحة إيبيزا" او "ايبيزا غيت".

ويظهر مقطع فيديو محادثات في جزيرة إيبيزا الاسبانية بين زعيم حزب الحرية السابق هاينز كريستيان شتراخه وامرأة قدمت نفسها على أنها ابنة شقيق رجل أعمال روسي قريب من السلطة. وكان شتراخه يشرح لها خلال اللقاء عن طريقة سرية لتمويل حزبه.

ولم يتمكن التحالف بين كورتز وشتراخه الذي شكّل في خريف عام 2017 بغية تنفيذ سياسة مناهضة للهجرة، من الصمود أمام هذه القنبلة الإعلامية. وأجبر شتراخه على الاستقالة، كما كل وزراء حزب الحرية. وتقود حكومة انتقالية النمسا منذ أيار/مايو.

وفي ما يخصّ الائتلاف الحكومي، كتبت صحيفة "تورولر زيتونغ" المحلية أن الحزبين يأخذان "رهاناً محفوفا بالمخاطر" نظراً إلى "مقاربتهما السياسية المختلفة في الأساس".

وسبق أن شدد كورتز على رغبته "مواصلة تخفيض الضرائب" و"مكافحة الهجرة غير القانونية". وسيُكشف عن تفاصيل التسوية التي توصل إليها الحزبان أثناء عرضهما برنامجهما المشترك الخميس.

وسيهيمن اليمين بشكل كبير على الحكومة الجديدة التي سيحظى حزب الخصر فيها على أربع حقائب وزارية.

ويُفترض أن يوافق الخضر على الاتفاق الحكومي خلال مؤتمر استثنائي يُعقد السبت.