نصر المجالي: رغم أن كل الدلائل تشير إلى عدم نية الولايات المتحدة شن أي حرب ضد إيران، وهو ما عبر عنه الرئيس الأميركي على وقع تداعيات الاحتجاجات العراقية والهجوم على السفارة في بغداد، حشد إيران كل ماكينتها الإعلامية والعسكرية لتوجيه نُذر مؤكدة أنها لن تخشاها.

وأكد قائد الحرس الثوري الإيراني العميد حسين سلامي، اليوم الخميس، أن "إيران لا تتجه نحو الحرب لكنها لا تخشى أي صراع"، وذلك ردا على اتهام الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإيران بالوقوف وراء الاحتجاجات التي شهدها محيط السفارة الأميركية في العاصمة العراقية ببغداد.

ونقلت كالة (تسنيم) الإيرانية عن سلامي قوله: "نحن لا نقود البلاد إلى الحرب، لكننا لسنا خائفين من أي حرب ونقول لأميركا أن تتحدث بشكل صحيح مع الأمة الإيرانية. لدينا القوة لكسرها عدة مرات وليس لدينا قلق".

انتقاد

وكان النائب الأول للرئيس الإيراني، إسحاق جهانغيري، انتقد اتهامات المسؤولين الأميركيين بوقوف إيران وراء الهجوم على السفارة الأميركية في بغداد والأحداث الأخيرة في العراق بالكذبة الكبرى.

ونقلت وكالة (إسنا) عن جهانغيري قوله "إن المسؤولين الأميركيين يتهمون إيران بالوقوف وراء الهجوم على سفارتهم في بغداد والوقوف خلف الأحداث الأخيرة في العراق فهذه كذبة كبرى".

وأضاف جهانغيري "إيران لم تبدأ أي حرب في أي نقطة من العالم ولم تشن أي حرب على أي شعب في أي حقبة من التاريخ، وإذا هاجم أي معتد إيران، فسوف ترد الجمهورية الإسلامية بيد من حديد".

وكانت احتجاجات قد اندلعت يوم الثلاثاء الماضي أمام مقر السفارة الأميركية في بغداد، احتجاجا على قصف أميركي استهدف مواقع لقوات الحشد الشعبي.

وأعلن الحشد الشعبي العراقي إصابة العشرات من المحتجين أمام السفارة الأميركية في بغداد، جراء إطلاق أمن السفارة الرصاص والقنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين الرافضين للقصف الأميركي لمقار الحشد الشعبي.

واتهم الرئيس الأميركي، دونالد ترمب إيران بتدبير هجوم على السفارة الأميركية في بغداد، محملًا إياها مسؤولية أي تصعيد، ومطالبًا السلطات العراقية بالاضطلاع بمسؤوليتها لحماية مبنى السفارة، وهي الاتهامات التي رفضتها طهران، واستدعت السفير السويسري الذي يرعي المصالح الأميركية في طهران للاحتجاج رسميا على هذه الاتهامات.

موقف ترمب

ويوم أمس الأربعاء، اكد ترمب، أنه لا يريد حربا مع إيران والتي تتهمها الولايات المتحدة بمهاجمة السفارة الأميركية في بغداد.

وقال ترمب للصحافيين ردا على سؤال بشأن تصاعد التوتر إلى حرب مع إيران، "هل أريد؟ لا. أريد السلام وأحب السلام. ويجب أن ترغب إيران في السلام أكثر من أي شخص آخر. لذلك أنا لا أرى ذلك يحدث".

وكان البنتاغون أعلن إرسال نحو 100 من مشاة البحرية الأميركية (المارينز) إلى السفارة الأميركية في بغداد، يوم الثلاثاء، لتعزيز الأمن بعد أن قام محتجون باقتحام مجمع السفارات.

وقال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، يوم الثلاثاء، إن الولايات المتحدة سترسل نحو 750 جنديا على الفور إلى الشرق الأوسط، ردا على احتجاجات عنيفة عند السفارة الأميركية في العراق.