دمشق: دانت السلطات السورية الجمعة "العدوان الأميركي الجبان" الذي أدى إلى مقتل القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في بغداد، معتبرة أنه "تصعيد خطير للأوضاع في المنطقة"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا).

ونقلت الوكالة عن مصدر في وزارة الخارجية السورية في دمشق قوله إن سوريا "واثقة بأن هذا العدوان الأميركي الجبان الذي أدى الى ارتقاء كوكبة استثنائية من قادة المقاومة لن يؤدي إلا إلى المزيد من الإصرار".

وأشار المصدر، بحسب البيان، إلى أن "العدوان الغادر الذي يرقى إلى أساليب العصابات الإجرامية يؤكد مجددا مسؤولية الولايات المتحدة الأميركية عن حالة عدم الاستقرار التي يشهدها العراق الشقيق وذلك في سياق سياساتها الرامية إلى خلق التوترات وتأجيج الصراعات في دول المنطقة". واعتبر أن ذلك "يشكل تصعيدا خطيرا للأوضاع في المنطقة".

قتل رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس فجر الجمعة في هجوم صاروخي أميركي استهدف سيارتهما قرب مطار بغداد الدولي، ما يثير مخاوف من نزاع مفتوح بين واشنطن وطهران.

وكان سليماني موفد بلاده الى العراق وسوريا ولبنان للتنسيق مع المجموعات المسلحة الموالية لإيران في هذه الدول. وتعد طهران من أبرز حلفاء دمشق. وقدّمت منذ بدء النزاع دعماً سياسياً واقتصادياً وعسكرياً لدمشق. وبادرت في العام 2011 إلى فتح خط ائتماني بلغت قيمته حتى اليوم 5,5 مليار دولار، قبل أن ترسل مستشارين عسكريين ومقاتلين لدعم الجيش السوري في معاركه ضد فصائل المعارضة.

وقع البلدان في أغسطس 2018 اتفاقية تعاون عسكرية تنص على تقديم طهران الدعم لإعادة بناء الجيش السوري والصناعات الدفاعية وذلك خلال زيارة لوزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي إلى سوريا. في المقابل، رحبت شخصيات سورية معارضة في المنفى بمقتل سليماني.

واعتبر رئيس هيئة التفاوض السورية نصر الحريري في تغريدة على موقع "تويتر"، أن "مقتل قاسم سليماني المدير الأول لجرائم الحرس الثوري الإيراني ضد الشعب السوري والعراقي وشعوب المنطقة ضربة موجعة تؤكد أن العالم قادر على وضع حد لإيران و حماية المدنيين من الشعب السوري لو أراد ذلك".

وقال رئيس دائرة الإعلام في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد رمضان "قُتل قاتل أطفال سوريا".