نصر المجالي: أكدت بريطانيا أنها تسعى لخفض التصعيد في منطقة الشرق الأوسط بعد اغتيال الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، وسيعود رئيس الحكومة بوريس جونسون إلى لندن حيث قطع إجازته في الكاريبي لقيادة التدابير التي ستتخذها الحكومة تجاه التطورات.

وأعلن وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أن بلاده "تعمل مع أصدقائها الأوروبيين والأميركيين على محاولة تخفيض التصعيد وإعادة الاستقرار"، مشيرا إلى أن بريطانيا "تسعى الى إيجاد طريق واضح يمكن لإيران أن تخرج من خلاله من العزلة الدولية".

وأجرى وزير الخارجية اتصالات هاتفية في اطار مساعي بريطانيا لضبط النفس، مع الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس الحكومة عادل عبدالمهدي ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.

حق أميركي

وأوضح وزير الخارجية البريطاني، في تصريحات لقناة (سكاي نيوز) في تعليق على عملية اغتيال سليماني، أن بلاده تتفهم الموقف الذي كانت فيه الولايات المتحدة "ونرى أن لديها الحق في الدفاع عن نفسها".

وأصر دومينيك راب على أن رئيس الحكومة بوريس جونسون هو "المسؤول" عن استجابة المملكة المتحدة للتوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط وسط انتقادات متزايدة بشأن قرار جونسون بعدم تقليص عطلته في منطقة البحر الكاريبي.

وكان معارضو جونسون هاجموا صمته حتى الآن بشأن الضربة القاتلة التي تعرض لها سليماني، يوم الجمعة، مما أدى إلى غرق المنطقة في حالة من عدم الاستقرار.

استراتيجية واضحة

وقال وزير الخارجية البريطاني: "ما يهم حقًا هو أن الحكومة لديها إستراتيجية ورسالة واضحة للغاية وهي اننا سنبذل كل ما في وسعنا لحماية البعثات الدبلوماسية والعسكرية في المملكة المتحدة".

وتصاعدت المخاوف من حرب شاملة بعد أن هددت إيران بالانتقام من الهجوم الذي وافق عليه دونالد ترمب في بغداد وراح ضحيته قاسم سليماني وعدد من قادة الحشد الشعبي العراقي، وأرسلت الولايات المتحدة 3 آلاف جندي إضافي إلى الكويت.

وكانت بريطانيا نصحت مواطنيها في العراق وإيران بأن "هناك خطرا بالقبض على المواطنين الذين يحملون الجنسية البريطانية أو الجنسية البريطانية - الإيرانية المزدوجة بشكل تعسفي".

وطالبت الخارجية البريطانية المواطنين البريطانيين في أفغانستان والكيان الإسرائيلي ولبنان وتركيا والسعودية وفي عدد آخر من الدول بتوخي الحيطة والحذر.

مرافقة السفن

وستبدأ القوات البحرية في مرافقة السفن التي ترفع علم المملكة المتحدة عبر طريق النفط الرئيسي في مضيق هرمز. وكان بين والاس وزير الدفاع البريطاني، أعلن أن البارجتين الحربيتين (اتش إم إس مونتروز) و(اتش إم إس ديفيندر) سترافقان السفن التي تحمل العلم البريطاني في مضيق هرمز، كما كان الحال في الفترة بين شهري يوليو ونوفمبر بعدما أقدمت إيران على احتجاز سفينة ترفع العلم البريطاني آنذاك.

كما صدرت أوامر من القيادة العسكرية البريطانية بإلغاء مهمات 400 جندي لتدريب القوات المحلية في العراق وتبديلها بمهام "حماية القوة" للدفاع عن أنفسهم والدبلوماسيين البريطانيين في العراق من الضربات الانتقامية المحتملة.