نصر المجالي: تتواصل الحركة الدائبة في كواليس الحكومة البريطانية وأجنحتها الدبلوماسية والأمنية والبرلمان كأشبه ما تكون بـ"خلية نحل" لمواجهة تداعيات الأزمة التي فجرها مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني بين طهران وواشنطن الحليف القوي للندن.

وقالت مصادر دبلوماسية الحكومة إن رئيس الوزراء بوريس جونسون يحاول يائسًا العمل ما استطاع لتخفيف التوترات في أعقاب الضربة الأميركية الدرامية التي أودت بحياة الجنرال سليماني في بغداد يوم الجمعة.

وفي جهوده المتواصلة منذ عودته من اجازته الخاصة في منطقة الكاريبي يوم الأحد، ترأس جونسون اليوم الثلاثاء اجتماع أزمة مع وزرائه كما ترأس اجتماع مجلس الأمن الوطني لبحث خطط الموقف البريطاني من تداعيات الأزمة في المنطقة التي تلقي بظلالها على مجمل السلام والامن العالميين.

وتسربت تقارير تشير إلى أن وزارة الدفاع البريطانية بدأت في تصعيد خطط الطوارئ لإجلاء الأفراد العسكريين والمدنيين من العراق المجاور لإيران، حيث طالب البرلمان بطرد القوات الأجنبية.

وذكرت صحيفة (التايمز) أنه تم إرسال فريق من حوالي 20 من كبار المخططين العسكريين وضباط الاتصال إلى السفارة في بغداد في نهاية الأسبوع. ومن المقرر أن يقوم وزير الدفاع بن والاس بتحديث النواب في مجلس العموم عن التطورات في وقت لاحق عند عودتهم من عطلة عيد الميلاد.

وعلى صعيد التحرك الدبلوماسي، توجه وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إلى بروكسل، اليوم الثلاثاء، لإجراء محادثات مع نظرائه الأوروبيين. وسيعقد راب اجتماعًا ثنائيًا مع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان قبل انضمامه إلى نظيريهما الألماني والإيطالي والممثل السامي للاتحاد الأوروبي لإجراء محادثات بشأن ليبيا.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية إن ما يسمى تجمع "E3" - بريطانيا وفرنسا وألمانيا - سوف يجتمع بعد ذلك لمناقشة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، مع الضغط على الثلاثة لوقف التصعيد.

محادثة مع ظريف

وقالت مصادر بريطانية إن وزير الخارجية دومنيك راب تحدث هاتفيا مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف أمس الإثنين للتأكيد على الحاجة إلى حل دبلوماسي لتجنب تجدد الصراع في المنطقة.

كما أنه من المقرر أن يسافر راب إلى واشنطن في وقت لاحق من هذا الأسبوع للقاء وزير الخارجية مايك بومبيو بعد أن انتقد افتقار الأوروبيين إلى الدعم - بما في ذلك المملكة المتحدة - للعمل الأميركي.

قال وزير الخارجية البريطاني: مبعث قلقنا هو أنه لو اندلعت حرب فستكون مدمرة للغاية، نحتاج لإيجاد مسار دبلوماسي بخصوص إيران.

تهدئة

ودعت بريطانيا، اليوم الثلاثاء، إلى التهدئة بعد مقتل قاسم سليماني قائلة إن أي حرب مع إيران ستصب في مصلحة المتشددين في أنحاء الشرق الأوسط.

وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب "ما نتطلع له هو نزع فتيل التوترات مع إيران وعدم خسارة المكاسب صعبة المنال التي حققناها في مواجهة داعش في ما يتعلق بالعراق".

وتابع "مبعث قلقنا هو أنه لو اندلعت حرب فستكون مدمرة للغاية، والمنتصر الوحيد بها هم الإرهابيون خاصة داعش".

وأضاف "نعمل مع شركائنا الأميركيين وشركائنا في الاتحاد الأوروبي لذلك أسافر إلى بروكسل اليوم للتأكيد.

وأضاف راب: "الرسالة الرئيسية، التي نريد توصيلها إلى كل شركائنا الأوروبيين والأميركيين، وكذلك إلى الإيرانيين والعراقيين وكل من تأثر بهذه الأزمة في المنطقة، هي ضرورة نزع فتيل التوتر والتهدئة، وأهمية إيجاد سبيل دبلوماسي لذلك".