نصر المجالي: احتشدت المملكة المتحدة، ملكيا ورسميا وشعبيا مع سلطنة عُمان في تأبين السلطان الراحل قابوس بن سعيد وتأكيد الدعم والتعاون والتحالف مع السلطان الجديد هيثم بن طارق.

وبعد رسالة العزاء المؤثرة التي وجهتها الملكة اليزابيث الثانية يوم السبت برحيل السلطان قابوس والتعبير عن ألمها معتبرة أنه "كان قائدا يتمتع ببالغ الحكمة ويحظى بعظيم الاحترام، وسوف نفتقده بشدة". حط ولي العهد الأمير تشارلز أمير ويلز وأركان الدولة في مسقط لتقديم واجب العزاء في الأيام الثلاثة الأولى من الحداد.

والتقى الأمير تشارلز، السلطان الجديد، السلطان هيثم بن طارق آل سعيد. كما شارك في العزاء في قصر العلم في العاصمة مسقط رئيس الوزراء بوريس جونسون ووزير الدفاع بن والاس ورئيس أركان الدفاع الجنرال السير نيك كارتر.

يذكر أن السلطان الراحل قابوس كان صديقا وحليفا وفيا لبريطانيا وكان خريج أحد معاهدها العسكرية التاريخية "كلية ساندهيرست"، فيما السلطان الجديد هيثم خريج جامعة أكسفورد.

علاقات تاريخية

وترتبط المملكة المتحدة وسلطنة عمان بروابط ثنائية راسخة تعود إلى أكثر من 200 سنة. كما تربط البلدان علاقات اقتصادية ودفاع مشترك ومصالح أمنية. وهناك علاقات قوية بين مواطني البلدين في مجالات كالتعليم والفنون.

وتتعاون كذلك المملكة المتحدة عن قرب مع سلطنة عمان حول قضايا المنطقة، حيث يعمل البلدان معا لمعالجة التحديات المشتركة، وللترويج للسلام والاستقرار.

يشار إلى أن رئيس الوزراء البريطاني كان التقى السلطان قابوس بن سعيد آل سعيد في ديسمبر 2017 وفي يناير 2018، حين كان يشغل منصب وزير الخارجية.

وصرح جونسون يوم السبت قائلا: "آلمني جدا نبأ وفاة جلالة السلطان قابوس بن سعيد آل سعيد، سلطان عمان. وسوف يذكره العالم لتفانيه من أجل تطوير عمان لتصبح كما هي الآن بلدا مستقرا ومزدهرا، وسعيه كأب للأمة لتحسين معيشة الشعب العماني".

وأضاف: "كان لي شرف لقاء جلالة السلطان قابوس، وكم أثار إعجابي التزامه بالسلام والتفاهم ما بين الأمم وما بين الأديان. واليوم يترك إرثا عميقا تلمسه سلطنة عمان، بل والمنطقة ككل".

وخلص رئيس الوزراء البريطاني إلى القول: "تفتخر المملكة المتحدة بصداقتها وشراكتها مع سلطنة عمان، وأفكارنا وصلواتنا مع الشعب العماني".

عزاء الملكة

وكانت ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية نعت السلطان قابوس بن سعيد، سلطان عمان الراحل، وقالت:"لقد شعرت بحزن عميق بعدما علمت بوفاة جلالة السلطان قابوس بن سعيد آل سعيد".

أضافت الملكة :"لقد كان مخلصًا لسلطنة عمان وشعبها، وهو بفضل حرصه على إرساء دعائم التنمية، ورعاية الشعب العماني أصبح مصدر إلهام للجميع، سوف نتذكره بكل صفاته، وحكمته، والتزامه بالسلام والتواصل بين الأمم، وبين الأديان".

وختمت الملكة رسالتها بالقول: "لقد كان صديقًا رائعًا لعائلتي وللمملكة المتحدة، ونحن من جانبنا ممتنون لكل ما قام به من أجل تقوية روابط الصداقة بين عُمان وبريطانيا، سوف تبقى زيارتي الرسمية لسلطنة عمان عام 2010 من بين الذكريات العزيزة بالنسبة إليّ".