في محاولة روسية لاحتواء الصراع المسلح في ليبيا، يعقد العدوان اللدودان، المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني، وفايز السراج، رئيس حكومة الوفاق في طرابلس، جلسة محادثات اليوم الاثنين، في العاصمة الروسية، موسكو، وتشهد الجلسة توقيع اتفاق وقف إطلاق النار.

إيلاف من القاهرة: يعقد طرفا الصراع في ليبيا، قائد الجيش الوطني خليفة حفتر، وفايز السراج، رئيس حكومة الوفاق جلسة مباحثات في موسكو اليوم الاثنين، من أجل توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، والتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة المشتعلة منذ شهر إبريل الماضي،

ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء عن مصدر ليبي قوله، إن "المشير خليفة حفتر وصل بالفعل إلى موسكو اليوم الاثنين، وسيصل السراج اليوم الاثنين أيضًا، حيث من المنتظر عقد مفاوضات في موسكو"​​​.

يشارك رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح في المباحثات، حميد الصافي. وقال المستشار الإعلامي لرئيس مجلس النواب الليبي، إن رئيس المجلس المستشار عقيلة صالح توجّه أمس الأحد إلى العاصمة الروسية موسكو، في زيارة تستغرق يومين لبحث مبادرة وقف إطلاق النار في ليبيا​​​.

وقالت وكالة "نوفوستي" الروسية، نقلًا عن مصدر في الخارجية الروسية لم تذكر هويته إن قائد "الجيش الوطني الليبي" المشير خليفة حفتر، ورئيس وزراء حكومة الوفاق الوطني، فايز السراج، سيجريان اليوم محادثات في موسكو، مشيرة إلى أن اللقاء سيعقد بمشاركة ممثلي وزارتي الخارجية الروسية والتركية.

كما تحتضن موسكو، لقاء آخر اليوم، يضم وزيري الخارجية والدفاع الروسيين، سيرغي شويغو، وسيرغي لافروف، ونظيريهما التركيين، مولود تشاووش أوغلو، وخلوصي أكار، إضافة إلى رئيس جهاز الاستخبارات التركية، هاكان فيدان.

سيبحث الجانبان سبل تسوية الأزمة الليبية، والتنسيق بين روسيا وتركيا في سوريا، إضافة إلى مناقشة الأوضاع في الشرق الأوسط على خلفية تصعيد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران.

من جانبها، رحبت مصر بوقف إطلاق النار غير المشروط الذي أُعلن مساء أمس في ليبيا. وعبّرت مصر في بيان لوزارة الخارجية، أمس الأحد، عن دعمها لكل ما يحقن دماء الشعب الليبي، مجددة أهمية العودة إلى العملية السياسية ممثلة في عملية برلين وجهود المبعوث الأممي لإطلاق المسارات الثلاثة السياسية والاقتصادية والأمنية.

وأكدت مصر دعمها لحل شامل يحفظ أمن ليبيا وأمن دول جوارها ودول حوض البحر المتوسط، ويحفظ وحدة ليبيا وسلامة أراضيها.

وقالت إن نجاح العملية السياسية يقتضي الالتزام بما تم التوافق عليه من ضرورة تفكيك الميليشيات بالتوازي مع وقف إطلاق النار، وهو الأمر الذي ستحرص مصر على تأمينه بالتعاون مع الشركاء، لاسيما أنه يحقق مصالح جميع الأطراف على الساحة الدولية.

وذكرت أن وقف إطلاق النار يُعد خطوة أولى يتعيّن بعدها تنفيذ ما يتعلق بإعادة تشكيل المجلس الرئاسي تشكيلًا سليمًا، وضرورة تحقيق عدالة توزيع الثروة في ليبيا، فضلًا عن أهمية احترام دور مجلس النواب ضمن اتفاق الصخيرات، ومسؤولية الجيش الوطني في حماية أمن ليبيا وتحقيق استقرارها.

وشددت مصر على ضرورة الاستمرار في مكافحة "التيارات المتطرفة" على الساحة الليبية. كما شددت على أهمية إبداء الحزم اللازم في التعامل مع كل تدخل خارجي يقدم الدعم إلى تلك التيارات ويرسل المقاتلين الأجانب إلى الأراضي الليبية.

زار رئيس البرلمان الليبي، المستشار عقيلة صالح، أمس الأحد العاصمة المصرية القاهرة، وألقى كلمة من مقر البرلمان المصري، قال فيها "إننا قد نضطر إلى دعوة القوات المسلحة المصرية إلى التدخل إذا حصل تدخل أجنبي في بلادنا"، في إشارة إلى التدخل التركي.

أضاف أن الموقف التركي في ليبيا لن توقفه بيانات التنديد والشجب والتعبير عن القلق والرفض، بل بالمواقف الأخوية الصلبة والدعم العلني لحق الليبيين في الدفاع عن أراضيهم.

وقال إن "الشعب الليبي وجد نفسه أمام ضباع الإرهاب والتخويف والذبح والتنكيل، ونقلت إليه هذه الضباع على متن طائرات وسفن تحمل رايات دولة تدعي الإسلام وأخلاق وقيم الإسلام، وهي أبعد ما تكون عنه"، مضيفًا أن "تلك الدولة لها تاريخ دموي أسود لا في ليبيا وحدها، بل حيث حضر جنودها وولاتها وسلاطينها وفرماناتها، وفي أكثر من دولة عربية وأوروبية".

يذكر أن وقف إطلاق النار في ليبيا، بدأ في منتصف ليل السبت الماضي، بين قوات "الجيش الوطني الليبي" وقوات "حكومة الوفاق الليبية"، بناء على مبادرة من روسيا وتركيا، خلال لقاء جمع الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان في الأسبوع الماضي في أنقرة.