باريس: أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضرورة أن يكون وقف إطلاق النار في ليبيا "ذي صدقية ودائما ويمكن التحقق منه"، وذلك من أجل خلق ظروف مواتية لاستئناف الحوار الليبي الداخلي، وفق ما أفاد الإليزيه الاثنين في بيان.

وجاء موقف الرئيس الفرنسي خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين الذي يجمع في موسكو الاثنين رئيس حكومة الوفاق الليبية التي تعترف بها الأمم المتحدة فايز السراج وخصمه رجل الشرق القوي المشير خليفة حفتر.

وخلال المحادثة، شدد ماكرون "على ضرورة ان يكون وقف إطلاق النار المعلن ذي صدقية ودائم ويمكن التحقق منه، فضلاً عن رغبته في أن يتيح مؤتمر برلين إعادة إطلاق العملية السياسية برعاية الأمم المتحدة والحوار الداخلي الليبي"، بحسب بيان الرئاسة الفرنسية.

وتأمل باريس بأن يعقد هذا المؤتمر الذي سيضم برعاية الأمم المتحدة عشر دول على الأقل (الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي مع ألمانيا وتركيا وإيطاليا ومصر والإمارات)، "بأسرع ما يمكن"، أي قبل نهاية كانون الثاني/يناير.

في غضون ذلك، أكد متحدث باسم الحكومة الألمانية الاثنين أن المؤتمر الدولي حول ليبيا سيعقد فعلياً في برلين في كانون الثاني/يناير، مشيرا إلى أنه قد يجري في 19 يناير.

من جهته، قال مصدر دبلوماسي فرنسي "إذا نجحنا خلال المؤتمر بالتوصل إلى وقف إطلاق نار مقبول من الطرفين، فسنكون قد قمنا بالفعل بخطوة كبيرة".

وأشار المصدر إلى أن الهدف من هذا المؤتمر أيضاً "تعزيز التوافق الدولي لتسهيل استئناف الحوار الداخلي الليبي".

ولفت المصدر إلى أن ذلك يجب أن يأخذ في الاعتبار الوقائع على الأرض، خصوصاً حقيقة أن قوات حفتر تسيطر "على جزء كبير من ليبيا"، وأن لرجل شرق ليبيا القوي بالتالي "دوراً سياسياً ليلعبه".

وشدد المصدر على أن فرنسا ليست "لا مع حفتر ولا مع السراج"، بل هي "تدعم جهود الأمم المتحدة" ومبعوثها إلى ليبيا غسان سلامة، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن الاتحاد الإفريقي "لديه أيضاً دور بارز ليلعبه من أجل الحوار بين الليبيين".

وتخشى الدول الأوروبية من تدويل النزاع الليبي وتفاقمه، خصوصاً مع وصول عسكريين أتراك إلى البلاد، وفي ظلّ الاشتباه بوجود مرتزقة روس فيها، إلى جانب العديد من المجموعات المسلحة، وخصوصاً الجهادية منها، مع مهربين للأسلحة والمهاجرين.