مع تحذير طهران لبريطانيا من التدخل في شؤونها الداخلية، أعلن متحدث باسم رئيس وزراء بريطانيا، الاثنين، أنه تم استدعاء السفير الإيراني في لندن حميد بعيدي نجاد إلى مقر وزارة الخارجية لإبداء الاعتراض على القبض على السفير البريطاني في طهران.

واعتبر المتحدث أن القبض على السفير البريطاني في طهران، انتهاك غير مقبول لاتفاق فيينا ويجب التحقيق في الأمر. وشدد المتحدث على أن "لندن تسعى للحصول على تطمينات بأن هذا لن يحدث مرة أخرى أبدا".

وأكد المتحدث باسم رئيس وزراء بريطانيا أن "الاتفاق النووي هو الترتيب الوحيد المتاح حاليا الذي يمنع إيران من الحصول على سلاح نووي"، مشددا أن "بريطانيا ستظل ملتزمة بالاتفاق النووي".

وقال المتحدث أن "بريطانيا ستواصل عمل كل ما بوسعها لتحقيق العدالة لأسر ضحايا الطائرة الأوكرانية، بما في ذلك دفع التعويضات".

السفير البريطاني

وكانت وزارة الخارجية الإيرانية استدعت السفير البريطاني لدى طهران روب ماكير، احتجاجا على مشاركته في تجمع غير قانوني مساء أمس السبت في طهران واعتقاله من قبل قوات الأمن في التظاهرة التي خرجت للتنديد بعدم إعلان الحكومة الإيرانية مسؤوليتها عن إسقاط الطائرة الأوكرانية المنكوبة.

السفير روب ماكير في المظاهرة

وأفادت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان، يوم الأحد: "تم استدعاء السفير البريطاني في طهران روب ماكير إلى وزارة الخارجية من قبل مساعد وزير الخارجية، للاحتجاج على السلوك غير القانوني بمشاركته في تظاهرات غير مرخصة مساء يوم أمس وسط العاصمة طهران، وأبلغت الخارجية السفير البريطاني مذكرة احتجاج شديدة اللهجة له وللحكومة البريطانية".

وأضاف البيان: "ذكّر كبير مساعدي وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي السفير البريطاني لدى طهران روب ماكير بأن وجود السفراء الأجانب في التجمعات غير القانونية لا يتماشى مع مسؤولياته كممثل سياسي لبلده، وهو ما يتعارض مع أحكام اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية وينبغي على الحكومة البريطانية توضيح هذا التصرف".

تحذير

ويوم الإثنين، حذّر متحدث باسم الحكومة الإيرانية الحكومة البريطانية من التدخل في شؤون طهران الداخلية، وذلك على خلفية توقيف السفير البريطاني في طهران روب ماكير بالقرب من احتجاجات للتنديد بعدم إعلان الحكومة الإيرانية مسؤوليتها عن إسقاط الطائرة الأوكرانية المنكوبة.

وقال المتحدث علي ربيعي، خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي اليوم الاثنين، حسبما نقل التلفزيون الرسمي: "نحذر الحكومة البريطانية بتجنب التدخل بأي أمر يخص شؤوننا الداخلية"، مضيفا أن "مشاركة السفير البريطاني في الاحتجاجات الأخيرة في طهران تتعارض مع مسؤوليات ووظائف السفير".

وأوضح ربيعي أن "الأمن ألقى القبض على السفير البريطاني وأفرج عنه بعد 15 دقيقة من كشف هويته"، لافتا إلى أن "تصرف السفير البريطاني لم يكن مهنيا ومقبولا أبدا".

ماكير ينفي

وكان السفير البريطاني في إيران، نفى يوم الأحد، مشاركته في التظاهرات المناهضة للحكومة، التي خرجت في طهران، أمس السبت.

ونشر السفير، راب ماكير، تغريدة على "تويتر" قال فيها، "شكرا على العديد من رسائل النوايا الحسنة. يمكن أن أؤكد أنني لم أشارك في أي مظاهرات! ذهبت إلى حدث تم الإعلان عنه كوقفة من أجل ضحايا الطائرة الأوكرانية المنكوبة".

السفير البريطاني قبل اعتقاله في طهران بلحظات

وتابع "من الطبيعي أن نرغب في تقديم التحية، بعض الضحايا كانوا بريطانيين، غادرت بعد 5 دقائق، عندما بدأ البعض ترديد الهتافات".