أسامة مهدي: أطلق زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من مدينة قم الايرانية التي يقيم فيها منذ اسابيع دعوة الى العراقيين اليوم الى مليونية سلمية موحدة ضدد الوجود الأميركي في البلاد وانتهاكاته.. بينما بحث العراق مع حلف الناتو اعداد صيغة تعاون جديدة بعد قراره باخراج القوات الاجنبية.

ودعا الصدر في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" في تغريدة الثلاثاء تابعتها "إيلاف" الى المليونية قائلا ان "سماء العراق وارضه تنتهك من قبل القوات الغازية".

ووجه نداء الى العراقيين قائلا "فإلى ثورة عراقية لاشرقية ولا غربية يكاد نصرها يفيء على العراق وأهله بالخير والبركات هبوا يا جند الله وجند الوطن الى مظاهرة مليونية سلمية موحدة تندد بالوجود الأميركي وانتهاكاته".
وقال الصدر في تغريدته:

بسم الله مرساها ومجراها
توكلنا على الله رب العالمين
ومن الله التوفيق والنصر

سماء العراق وأرضه وسيادته تنتهك من قبل القوات الغازية
فالى ثورة عراقية لا شرقية ولا غربية يكاد نصرها يفيء على العراق وأهله بالخير والبركات فهبوا ياجند الله وجند الوطن الى مظاهرة مليونية سلمية موحدة تندد بالوجود الأميركي وانتهاكته.

فاجمعوا امركم ولاتتوانوا.. فعراقكم وحوزتكم تستصرخكم فلا تقصرواوانا على يقين بانكم ستبرهنون للجميع بانكم لن تركعوا للاستكبار العالمي، بل لن نركع الا لله .
ولنا بعد ذلك وقفات شعبية وسياسية وبرلمانية تحفظ للعراق وشعبه الكرامة والسيادة .
العراقي
مقتدى الصدر

وعلى الفور اعلنت مختلف الفصائل الشيعية المؤيدة لايران دعمها لدعوة الصدر الى المليونية التي لم يحدد موعدها بعد وطالبت العراقيين بمختلف مكوناتهم بالمشاركة فيها.

وقد لاحظت "إيلاف" ان دعوة الصدر هذه قد تجاهلت الوجود والهيمنة الايرانية الطاغية على العراق الذي يتظاهر ابناؤه منذ شهرين ضد هذا الوجود حيث يبدو ان الصدر قد اصبح رهينة الايرانيين وسياساتهم تجاه العراق من خلال وجوده في مدينة قم على الرغم من الظر وف الصعبة التي يمر بها العراق وازمته السياسية المستعصية.

وكان الصدر قد اجتمع في مدينة قم امس مع عدد من قادة الفصائل العراقية الشيعية المسلحة التابعة للحشد الشعبي الموالي لايران ومن بينهم زعيم كتائب سيد الشهداء أبو آلاء الولائي والقيادي في الحشد الشعبي أبو زينب اللامي حيث تم بحث خطط هذه الفصائل لتصعيد مواجهتها للقوات الاميركية على الاراضي العراقية والبالغ عدد افرادها حوالي 6500 عسكريا بين مستشار ومدرب.

وقال الصدر "إنني كمسؤول المقاومة العراقية الوطنية أعطي أمراً بجهوزية المجاهدين لا سيما (جيش الإمام المهدي) و(لواء اليوم الموعود) ومن يأتمر بأمرنا من الفصائل (الوطنية) (المنضبطة) لنكون على استعداد تام لحماية العراق" بحسب قوله.

وكانت القوات الاميركية قد قتلت في الثالث من الشهر الحالي قائد فيلق القدس الايراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في غارة جوية قرب مطار بغداد.

واثر ذلك صوت البرلمان العراقي في الخامس من الشهر نفسه على قرار يدعو الحكومة إلى إنهاء التواجد العسكري الأجنبي في البلاد بحضور النواب الشيعة وغياب النواب السنة والاكراد.

وقد هدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض عقوبات على العراق إذا طالب برحيل قوات بلاده بطريقة غير ودية.

العراق والناتو لصيغة تعاون جديدة بعد قرار اخراج القوات الاجنبية

واليوم بحث رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي مع مبعوث الحكومة الالمانية المدير السياسي في وزارة الخارجية فيليب اكرمان بحضور السفير الالماني في بغداد اوله دييل العلاقات بين البلدين وتطورات الاحداث في العراق والمنطقة وسبل التعاون لتحقيق التهدئة وخفض التوتر وإبعاد خطر الحرب عن المنطقة والعالم.

كما تم خلال الاجتماع تبادل وجهات النظر حول رؤية العراق لمستقبل التعاون مع محيطه العربي والاقليمي والدولي بمايحفظ أمنه وسيادته الوطنية بحسب بيان للمكتب الاعلامي لرئاسة الوزراء العراقية الذي اشار الى انه قد تم ايضا مناقشة قرار العراق بانسحاب القوات الاجنبية وحرصه على استمرار التعاون ضد الارهاب وتدريب القوات العراقية ومحاربة بقايا داعش.

ومن جانبه بحث السفير العراقي لدى بلجيكا صادق الركابي مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" ينس ستولتنبرغ في بروكسل وضع صيغة عمل ثنائية جديدة بين الطرفين بعد قرار بغداد إخراج القوات الأجنبية من البلاد.

وناقش الجانبان آخر مستجدات العلاقات الثنائية والتطورات في منطقة الشرق الأوسط، ولاسيما الأحداث الأخيرة في العراق اضافة الى عمل بعثة الناتو في العراق وكيفية استمرار التعاون بين الجانبين، في ضوء قرار الحكومة العراقية المتضمّن مطالبة الدول الأعضاء في التحالف الدولي ضدّ داعش بسحب قواتها المتواجدة في العراق بحسب ما قال بيان للخارجية العراقية تابعته "إيلاف".

وقال السفير العراقي الركابي إن "العراق يرفض الانتهاكات والاعتداءات التي وقعت على أراضيه ويعدها انتهاكاً صارخاً لسيادته وللقوانين والأعراف الدوليّة" في اشارة الى قصف القوات الاميركية لمراكز لمليشيات الحشد الشعبي وقصف القوات الايرانية لقواعد عسكرية عراقية يتواجد فيها جنود اميركيون.

وأضاف أن "العراق مستمر في تعاونه مع الشركاء الدوليين لخفض التصعيد والتوتر بين الولايات المتحدة وإيران".

ومن جانبه أكد ستولتنبرغ "احترام الحلف لسيادة العراق وتعاونه مع المجتمع الدولي من أجل مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والسلم الدوليّين".

وأشار إلى "أهمّية زيادة التواصل من أجل وضع برنامج عمل جديد يتناسب ومُستجدّات الوضع في العراق والمنطقة".

وكان حلف "الناتو" قد قرر في الرابع من الشهر الحالي تعليق أنشطته في تدريب القوات العراقية مؤقتا اثر قتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني والقيادي في ميليشيات الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في غارة جوية أميركية قرب مطار بغداد.

ويتولى "الناتو" من خلال 500 فرد من العسكريين والمدنيين مهمة تقديم المشورة والتدريب للقوات العراقية بناءً على طلب بغداد، لرفع قدرة قواتها في مواجهة تنظيم داعش ومنع عودته.

وكانت بعثة الحلف في العراق قد أشارت لدى تعليق تدريباتها في العراق انها تتخذ "الاحتياطات اللازمة لحماية موظفي الناتو ليشمل ذلك نقل بعض موظفينا لمواقع آمنة ومختلفة داخل وخارج العراق"، موضحة ان "بعثة الناتو تحافظ على وجودها في العراق وعلى إتصال دائم مع شركائنا هناك. نحن على إستعداد لمواصلة التدريبات وبناء القدرات عندما يسمح الوضع".