بيروت: أطلقت قوات الأمن اللبنانية، مساء الثلاثاء، الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين أمام مصرف لبنان المركزي واشتبكت مع عشرات الأشخاص الذين رشقوها بالحجارة والمفرقعات.

وذكر شاهد لوكالة "رويترز" أن المحتجين قاموا بإعادة إلقاء عبوات الغاز المسيل للدموع على قوات الأمن وحطم بعض الشبان الملثمين واجهات البنك وماكينات الصرف الآلي، فيما قال حاكم مصرف لبنان رياض سلامة إن الودائع آمنة.

وأعلنت قوى الأمن الداخلي أنّ "بعض المشاغبين في محيط مصرف لبنان المركزي عمدوا إلى الاعتداء على عناصر قوى الامن الداخلي محاولين الدخول إلى باحة المصرف وقاموا برشقهم بالحجارة والمفرقعات النارية وتحطيم بعض الممتلكات العامة والخاصة في شارع الحمرا، ما أدّى الى جرح عدد من عناصر مكافحة الشغب بينهم ضابط برتبة نقيب".

ولاحقاً، أعلن الدفاع المدني أنّ عناصره "قدّموا الإسعافات الأولية اللازمة إلى مجموعة من المواطنين من مدنيين وعسكريين تعرّضوا لإصابات طفيفة في شارع الحمرا" ونقلوا "بعض المصابين إلى مستشفيات المنطقة لتلقّي العلاج اللازم". ولم يعلن الدفاع المدني عن أي حصيلة للإصابات.

وعاد المتظاهرون مجدداً إلى الشوارع الثلاثاء في بيروت وعدد من المناطق اللبنانية احتجاجاً على تعثّر تشكيل حكومة وازدياد حدّة الأزمة الاقتصادية والمالية.

ونظم متظاهرون بعد الظهر في بيروت مسيرة باتجاه منزل رئيس الحكومة المكلف حسان دياب الذي لم يتمكن، بعد نحو شهر على تكليفه، من تشكيل حكومة اختصاصيين، وفق ما تعهّده.

وقال الرئيس اللبناني ميشال عون، إن "بعض العراقيل" حالت دون تشكيل حكومة لبنانية جديدة الذي كان متوقعا الأسبوع الماضي. وأضاف أن لبنان يدفع الآن ثمن 30 عاماً من السياسات المالية الخاطئة.

ومنذ تكليفه، لم يتمكن حسان دياب من تشكيل حكومة يريدها مصغّرة من اختصاصيين تلبية لطلب الشارع، فيما تنقسم القوى السياسية الداعمة لتكليفه حول شكلها، ويطالب بعضها بحكومة تكنو سياسية.

وتحدّث دياب الجمعة عن "ضغوط" يتعرض لها، إلا أنه أكّد في الوقت ذاته أنه "مهما بلغت، لن تغير من قناعاتي ولن أرضخ للتهويل".