أسامة مهدي: فيما أكد محتجو التظاهرات العراقية ان مليونية مقتدى الصدر التي دعا لها من قم الإيرانية لاتمثلهم فقد سادت مخاوف شعبية اليوم من استخدام إيران له لاجهاض الحراك الشعبي المطالب بالتغيير إثر إعلان الناطق باسمه أن المليونية التي دعا لها ضد الوجود الاميركي في البلاد ستجري في ساحات التظاهر المطالبة بالاصلاح حيث تحشد المليشيات الشيعية الموالية لإيران للمشاركة فيها.

وقد ردت "اللجنة المنظمة لمظاهرات تشرين" في تصريح صحافي تسلمت "إيلاف" نسخة منه على دعوة الصدر بالقول ان "دعوة قم للتظاهرات لا تمثلنا"واضافت مخاطبة العراقيين "يامن خرجتم باسم العراق منذ الاول من تشرين لتطالبوا باستقلال العراق وإعادة سيادته وبإنهاء التدخلات الخارجية، وإسقاط الفاسدين جميعا الذين رهنوا خيراته لإيران؛ ولبناء نظام سياسي وطني يحافظ على سيادة العراق؛ ولأجل ذلك خرجتم في العاشر من الشهر الحالي بمليونيه ترفع شعار ( لا امريكا ولا إيران تبقى حرة بلادي) وقدمتم تضحيات كبيرة من الشباب الثائر تجسدت بإراقة دماء أبنائكم الزكية حتى تجاوز عدد الشهداء والجرحى الـ (24) الف شهيد وجريح على يد الميليشيات الإجرامية والأحزاب الفاسدة".

دعوة الصدر للمليونية انطلقت من قم

وأضافت اللجنة "بعد كل هذه التضحيات يخرج عليكم السيد (مقتدى الصدر) من مدينة قم الإيرانية ليدعوا إلى مليونيه ضد التواجد الاميريكي ويستجيب لها زعماء الميليشيات الملطخة أيديهم بدماء شباب ثورة تشرين ولكن لن تخدعكم شعارات واهية بعد أن انكشفت حقيقة السياسيين وولائهم المطلق لإيران على حساب العراق وشعبه، ويعلم جميع العراقيين والمتظاهرين أن هذه الدعوة جاءت لإنهاء المظاهرات ولحماية الفاسدين والمجرمين؛ لذلك هي دعوة حق يراد منها باطل".

وأوضحت اللجنة أن رفض المتظاهرين وعموم الشعب العراقي لدعوة الصدر تأتي لانها انطلقت من (قم) الإيرانية والمفروض أن تخرج مثل هذه الدعوات من بغداد أو أي محافظة عراقية أخرى، إذا كانت صادقة في دعوتها لاستعادة السيادة؛ أما انطلاقها من إيران فهذه إشارة إلى أن إيران تريد نقل معركتها مع أميركا إلى أرض العراق، وهذا مرفوض من الشعب العراقي الذي يعلم وثواره أن من قتل المتظاهرين السلميين وأراق دماءهم الزكية، هي الميليشيات (الوقحة) والأحزاب الفاسدة؛ فكيف يشارك الشعب العراقي في دعوات مشبوهة تقودها المليشيات (الوقحة) ! كيف تريدون من الام والاب والاخ والاخت والابن ان يسير خلف من قتل ابناءهم؟".

وتساءلت اللجنة "أن كانت الدعوة تهدف إلى سيادة العراق حقيقة لماذا لم تتضمن الدعوة إلى انهاء النفوذ الإيراني في العراق وتدخلها السافر ومحاسبة أدواتها ومحاكمتهم".. منهة إلى أن الشعب العراقي يأمل أن يطالب السيد (مقتدى الصدر) بإطلاق سراح المعتقلين والمخفيين قسرا، ومحاكمة الميليشيات الوقحة التي قتلت مئات المتظاهرين وأخفت الآلاف منهم ضمن خطة غرفة العمليات الخاصة التي تديرها إيران في العراق وليس الجلوس معهم والاتفاق على طريقة لإنهاء المظاهرات السلمية".

وقالت إن إخراج القوات الأميركية وإيقاف النفوذ الإيراني وتدخله السافر في العراق مطلب العراقيين جميعا، فإن كانت دعواتكم حقيقية وليست انتقاما (لقاسم سليماني) فعليكم أولا محاكمة (نوري المالكي) والأحزاب الفاسدة التي وقعت على ما تسمى (الاتفاقية الأمنية)، لأنها كما تقولون تنزع السيادة العراقية، فكيف تمت الموافقة عليها، علما يا (سيد مقتدى) ان من يمثلونك في البرلمان قد وقعوا على الاتفاقية أيضا فهل تمت محاسبتهم؟".

محتجو التظاهرات يردون على الصدر بهذا الشعار

وأشارت إلى أنه لكل هذه الأسباب لا يمكن للشعب العراقي أن يشارك في تظاهرات أتت بتوجيهات إيرانية أو أميركية تدخل في إطار الصراع بين أميركا وإيران على أرض العراق ويكون العراق هو وقود هذا الصراع.

وشددت اللجنة المنظمة لمظاهرات ثورة تشرين "ان ساحات وميادين التظاهرات مستمرة في مطالبها: بإسقاط البرلمان والحكومة ورئاسة الجمهورية وتجميد الدستور وإن هذه الدعوات هي خطة جديدة لإنهاء التظاهرات بعد أن فشلت كل محاولاتهم الإجرامية السابقة وستبقى مظاهراتنا وطنية عراقية لن يسمح لاي طرف سياسي بركوب موجتها ولا اختراقها وندعو الشعب العراقي إلى عدم الاستماع إلى الدعوات السياسية ذات الأجندات الإقليمية في تظاهرات يراد منها خلط الاوراق، ونقل الصراع الأميركي الإيراني إلى العراق".

محاولة لاجهاض الحراك الشعبي

ومن جانبه كتب محمد صالح العراقي الناطق باسم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر والذي يوصف بوزيره على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" الاربعاء في توضيحات عن المليونية وتابعتها "إيلاف" قائلا "سنتظاهر من اجل التنديد بالاحتلال وانتهاكاته لسيادة العراق لنعيش في عراقنا آمنين ومع جيراننا واصدقائنا سالمين". وكان الصدر دعا العراقيين من مدينة قم الإيرانية امس إلى مليونية ضد الوجود الاميركي في البلاد.

وأضاف العراقي أن "الواجب الوطني يُحتّم على كل عراقي ان يتظاهر من أجل سيادته، ومن أجل رفض التواجد الاميركي في العراق محددا تسع نصائح للمشاركين بالالتزام برفع العلم العراقي فقط لا غير"فعندما يُرفَع العلم العراقي تُنَكَّس باقي الاعلام وتذوب فيه وتخشع له" وكذلك "لبس الاكفان، للدلالة على حب الوطن والفداء في سبيله" على حد قوله. وشدد على منع "كل الهتافات على الاطلاق والتي تسيء لغير المحتل او التي تتغنّى بحب الوطن فمظاهراتنا لا شرقية ولا غربية ثورة ثورة عراقية".

تحديد موعد المليونية في 24 من الشهر الحالي

وأشار إلى أنّ التظاهرة المليونية ستتم "في سوح الاصلاح الذي بذلنا من اجله الغالي والنفيس، ومَنْ يتظاهر في سوح الاصلاح اخوتنا، هدفنا هدفهم، ومطلبنا مطلبهم، والعكس صحيح.. فـ(المحتل سيد الفاسدين).. ودعا كل متظاهر إلى "الالتزام بهويته العراقية فقط لا غير، ويُمنَع الكشف بأي صورة من الصور عن انتمائه الديني والعقائدي والعرقي والحزبي او العسكري او الجهادي، أو اي مُسمى من المُسميات الاخرى".. و"منع رفع اللافتات المتحزبة والفردية مطلقا ومنع رفع اي صورة والاستعداد لباقي الاحتجاجات السلمية كالاعتصام والاضراب عن الطعام وغيرها من الاحتجاجات".

وطالب المتظاهرين بعدم التوسع عن المكان المحدد للتظاهر والذي سيحدد لاحقا، وعدم التعدي على الاموال الخاصة والعامة، ولا سيما دوائر الدولة والبعثات الدبلوماسية وغيرها مطلقا.. محددا يوم التظاهرة الموحدة هو يوم الجمعة المصادف 2020/1/24 في الساعة التاسعة صباحا في بغداد.

مليشيات الحشد .. ترهيب وتهديد

ومن جهتها هددت مليشيات الحشد الشعبي الموالية لإيران بغلق ساحات التظاهر في بغداد وعموم المحافظات العراقية واصفة أماكن تجمع المتظاهرين بساحات "الدعارة" وقال شخص يرتدي البزة العسكرية في مقطع فيديو مدته دقيقتان و20 ثانية على شبكات التواصل الاجتماعي وتابعته "إيلاف" إن "التظاهرة المليونية هي رسالة الشهداء بالخصوص القائد أبو مهدي المهندس والقائد قاسم سليماني وكل الشهداء ..إن شاء الله الكل يشارك في المليونية التي دعا إليها الصدر لطرد القوات الأميركية".

عنصر في مليشيا الحشد الموالية لإيران يهدد بالقضاء على المحتجين

وهدد بغلق ساحات التظاهرات في عموم العراق قائلاً "سنغلق ساحات الدعارة والذل والجوكرية والتجسس والفضاحة والسقوط فلتكن ساحاتنا ساحة المقاومة والابطال والمجاهدين ساحات الرفض للمحتل سنقضي عليهم ونطردهم من العراق".

وقال "لا جوكرية ولا بعثية كلا كلا لأميركا وعملائها.. كلا للبعثية والجوكرية .. نعم للعراق والمرجعية ومحور المقاومة".. وحذر بالقول "الذي يرضى ليرضى والذي لايرضى ليخرج من العراق فالعراق ليس للعملاء والجواسيس والجواكر والمثليين".

الصدر.. لعبة قذرة!

وفي مواجهة ذلك حذر المرجع الشيعي حسن الموسوي مما وصفه بلعبة الصدر القذرة. وقال في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" تابعتها "إيلاف".."ايها الشعب العراقي العظيم.. ان الذي يدعوكم لتظاهرة مليونية من اجل اخراج الاميركان كأنه يريد ان يلعب لعبة قذرة معروفة لغرض اجهاض الثورة.. 16 سنة لم تدعو إلى ذلك فلماذا في هذا الوقت؟.. أنتبهوا جيدا ودعوا المجتمع الدولي يقف معكم .. انتم اليوم اصحاب القرار .. نصركم الله".

وكان الصدر قد دعا أمس الثلاثاء إلى الخروج في "مظاهرة مليونية سلمية موحدة تندد بالوجود الأميركي وبانتهاكاته" قائلا في تغريدة على منصة التواصل الإجتماعي "تويتر" أن "سماء العراق وأرضه وسيادته تنتهك من قبل القوات الغازية فإلى ثورة عراقية لا شرقية ولا غربية يكاد نصرها يفيء على العراق وأهله بالخير والبركات".

وأضاف "فهبوا يا جند الله وجند الوطن إلى مظاهرة مليونية سلمية موحدة تندد بالوجود الأميركي وبانتهاكاته فاجمعوا أمركم ولا تتوانوا".

وتأتي هذه التطورات في دخلت تظاهرات الاحتجاج العراقية المطالبة بالتغيير شهرها الثالث حيث شهدت صدامات مع القوات الامنية التي تصدت لها بالعنف المفرط ما ادى إلى مقتل 669 متظاهرا واصابة 24.448 آخرين واعتقال 2.806 بحسب المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب.