طهران: سيؤم المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي صلاة الجمعة لأول مرة في طهران كما ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية الأربعاء.

وآية الله علي خامنئي هو رسميا من يؤم صلاة الجمعة لكنه عادة ما يعهد بذلك لرجال دين. وفعل ذلك آخر مرة في مسجد المصلى في 3 فبراير 2012 بمناسبة الذكرى الثالثة والثلاثين للثورة الإسلامية وفي خضم الأزمة الدولية حول ملف إيران النووي.

إلى ذلك، أصيب العديد من المتظاهرين في إيران بجروح جراء إطلاق قوات الأمن أعيرة نارية من بنادق ضغط في 11 و12 يناير، كما أكدت الأربعاء منظمة العفو الدولية، منددةً باستخدام "غير قانوني للقوة"، وبالقمع "العنيف" لـ "تظاهرات سلمية".

وأكدت المنظمة المتمركزة في لندن في بيان أن قوات الأمن الإيرانية لجأت أيضاً لاستخدام "الرصاص المطاط والغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل لتفريق المتظاهرين"، مشيرةً إلى أنها استندت في تقريرها على مقاطع فيديو وصور موثقة وشهادات ضحايا وشهود عيان.

ولجأت قوات الأمن الإيرانية كذلك إلى استخدام العنف الجسدي مثل "الركل واللكم والضرب بالهراوات وقامت بتوقيفات تعسفية"، بحسب المنظمة.

وبعد يومين على النفي الرسمي لفرضية أن تكون طائرة البوينغ 737 التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية الدولية قد أسقطت بصاروخ، اعترفت القوات المسلحة الإيرانية السبت بمسؤوليتها عن الحادثة التي وقعت جراء "خطأ بشري". وقتل 176 شخصاً كانوا على متن الرحلة غالبيتهم كنديون وإيرانيون.

وأثار هذا الإعلان غضباً في إيران، حيث انتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي لتظاهرات هتف خلالها المحتجون شعارات مناهضة للسلطات.

وأكد فيليب لوثر المسؤول في منظمة العفو الدولية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا "من الفظيع قمع قوات الأمن بهذا الشكل العنيف تظاهرات سلمية لأشخاص يطالبون بالعدالة...ويعبرون عن غضبهم من السلطات".

وأضاف "الاستخدام غير القانوني للقوة في التظاهرات الأخيرة هو تقليد قديم لقوات الأمن الإيرانية".

وأشارت منظمة العفو الدولية في بيانها إلى أن بعض المصابين خضعوا لعمليات جراحية لاستئصال شظايا الخرطوش الذي أطلقته قوات الأمن، وهو نوع من السلاح يستخدم عادةً في صيد الحيوانات و"غير ملائم إطلاقاً للاستخدام في عمليات حفظ النظام".

وتحدّث المنظمة كذلك عن معلومات تفيد بأن قوات الأمن حاولت نقل بعض الجرحى إلى مستشفيات عسكرية.

ورفضت بعض المراكز الطبية في طهران استقبال الجرحى، مؤكدةً لهم أن قوات الأمن ستقوم بتوقيفهم إذا اكتشفت أنهم متظاهرون، وفق المنظمة.

ونقلت العفو الدولية عن ماهسا، وهي شاهدة عيان، قولها إن "الوضع في طهران حالياً مؤلم أكثر من الموت. يقومون بقتلنا ببطء".

وبحسب فيليب لوثر، "على السلطات الإيرانية أن تضع حداً وبشكل فوري للقمع، وأن تضمن بأن تمارس قوات الأمن أقصى درجات ضبط النفس، واحترام حق التعبير والتظاهر السلمي".

وأضاف "يجب حماية الموقوفين من التعذيب والأشكال الأخرى من إساءة المعاملة ويجب الإفراج عمن أوقفوا تعسفياً".