افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بحضور الشيخ محمد بن زايد، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، أمس، أكبر قاعدة بحرية جوية في الشرق الأوسط، وقال خبراء عسكريون وسياسيون إن قاعدة برنيس تهدف إلى تأمين المصالح الاقتصادية لمصر، وحفظ الأمن القومي المصري والعربي في منطقة البحر الأحمر.

إيلاف من القاهرة: في ظل التوتر الذي تشهده المنطقة العربية، افتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بحضور الشيخ محمد بن زايد، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، أمس، قاعدة "برنيس"، التي تعتبر أكبر بحرية جوية في الشرق الأوسط.

وأشاد النائب بالبرلمان المصري، حسن السيد، بافتتاح قاعدة برنيس العسكرية، مشيرا إلى أنها تعتبر أكبر قاعدة جوية برية بحرية في الشرق الأوسط.

وأضاف في تصريح لـ"إيلاف" أن هذه القاعدة قريبة من الحدود الجنوبية الشرقية لمصر، ولذلك رأت القيادة السياسية والعسكرية ضرورة وجود قاعدة جوية برية بحرية يمكنها التدخل في أي وقت، مشيرا إلى أن هذا الاتجاه من باب المندب والخليج العربي قد يمثل تهديد في أي وقت للأمن القومي المصري والمنطقة العربية.

لفت النائب في البرلمان إلى أن العالم كله شاهد الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأخيرة من الرماية بالذخيرة الحية للمناورة "قادر 2020"، معتبرًا أن القاعدة تعتبر مدعاة لفخر الشعب المصري بجيشه العظيم الذي يحمي الوطن.

وأوضح السيد، أن الجيش المصري لديه عقيدة دفاعية، ولا يهدد أحدا، لكنه يحافظ على الأمن القومي للبلاد باتجاهاته الإستراتيجية الأربعة، وهى الشمالي الشرقي والجنوبي والغربي والمياه الاقتصادية في البحر المتوسط، والتي يحميها الجيش المصري بقدراته القتالية المتنوعة".

واعتبر النائب في البرلمان، أن إعادة تسليح وتطوير قدرات القوات المسلحة المصرية بعد ثورة 30 يونيو كان واجبا قوميا ورؤية ثاقبة من القيادة المصرية.

ووفقًا للواء أركان حرب محمد الشهاوي، مستشار كلية القادة والأركان، فإن قاعدة برنيس العسكرية البحرية الجوية، انجاز جديد يضاف إلى انجازات القوات المسلحة، وتهدف إلى حماية الحدود الجنوبية لمصر، والحفاظ على مصالحها الاقتصادية في البحر الأحمر ومنطقة باب المندب، منوها بأن القاعدة تكتسب أهمية واضحة في حماية وتأمين الممرات الملاحية الدولية.

السيسي وبن زايد أثناء افتتاح قاعدة برنيس

وأشار إلى أن افتتاح قاعدة برنيس جاء في ظل ارتفاع منسوب التوتر في المنطقة، لاسيما مع اصرار تركيا على التدخل العسكري في ليبيا، مما يهدد الأمن القومي المصري، وما تبع ذلك من مشاعر القلق لدى المصريين، موضحًا أن افتتاح القاعدة في هذا التوقيت يبعث برسائل مهمة إلى الداخل والخارج.

وقال إن الرسائل إلى الخارج تؤكد أن مصر لديها جيش قوي قادر على حماية حدودها ومصالحها وأمنها القومي، والتأكيد على أن أي اعتداء على أي من الدول العربية، سواء ليبيا أو دول الخليج العربي، بمثابة اعتداء على مصر، وأن أمن مصر القومي خط أحمر.

ولفت إلى أن الرسائل الموجهة إلى الداخل تفيد بأن مصر لديها جيش قوي قادر على حماية الوطن والمواطنين، وأنه لا داعي للقلق بشأن التوتر الحاصل في المنطقة، معتبرًا أن مناورات قادر 2020 التي شاركت فيها قوات مختلفة أظهرت القدرات الكبيرة للقوات المسلحة المصرية.

قال اللواء نصر سالم، الخبير العسكري إن مصر تطور من قدرات جيشها من أجل حماية الأمن القومي المصري والعربي، مشيرًا إلى أن قدرات مصر العسكرية ليست موجهة ضد أي طرف، ولكنها ضرورة ملحّة في ظل الاضطرابات التي تسود المنطقة، ومن أجل ردع الجهات الخارجية التي تسعى إلى النيل من الأمن القومي لمصر أو دول الخليج.

وأضاف لـ"إيلاف" أن افتتاح قاعدة برنيس التي تعتبر أكبر قاعدة بحرية وجوية في الشرق الأوسط، إضافة إلى تنفيذ مناورات "قادر 2020"، بعث برسائل مهمة إلى كل من تسوّل له نفسه تهديد أمنها القومي أو المساس بذرة تراب من جيرانها أو أشقائها العرب، وأن القوات المسلحة المصرية جاهزة للرد فورًا والدفاع عن مصر ومصالحها.

قال اللواء محمد الغباشي، الخبير العسكري، ومساعد رئيس حزب حماة الوطن، إن قاعدة برنيس العسكرية تعد إنجازًا جديدًا يضاف إلى إنجازات القوات المسلحة المصرية وتم إنشاؤها في إطار استراتيجية التطوير والتحديث الشامل للقوات المسلحة المصرية لتعلن جاهزيتها لكل المهام التي توكل إليها على الاتجاه الاستراتيجي الجنوبي.

أضاف في تصريح تلقت "إيلاف" نسخة منه، أن القاعدة تعكس فلسفة القيادة السياسية، والقيادة العامة للقوات المسلحة في بناء قواعد عسكرية تكون مركزًا، لانطلاق القوات المسلحة المصرية لتنفيذ أي مهام توكل إليها بنجاح وتعد قاعدة برنيس العسكرية التي تم إنشاؤها في زمن قياسي خلال أشهر معدودة إحدى القلاع العسكرية المصرية على الاتجاه الاستراتيجي الجنوبي بقوة عسكرية ضاربة في البر والبحر والجو، ارتباطًا بمختلف المتغيرات الإقليمية والدولية مما يعزز التصنيف العالمي للقوات المسلحة المصرية بين مختلف الجيوش العالمية.

وأوضح أن القاعدة تقع على ساحل البحر الأحمر بالقرب من الحدود الدولية الجنوبية في شرق مدينة أسوان وتضم قاعدة بحرية وقاعدة جوية ومستشفى عسكريًا وعددًا من الوحدات القتالية والإدارية وميادين للرماية والتدريب لجميع الأسلحة، كما تضم رصيفًا تجاريًا ومحطة استقبال ركاب وأرصفة متعددة الأغراض وأرصفة لتخزين البضائع العامة وأرصفة وساحات تخزين الحاويات، إضافة إلى مطار برنيس الدولي ومحطة لتحلية مياة البحر. ويتمثل الهدف الإستراتيجي لإنشاء قاعدة برنيس العسكرية في حماية وتأمين السواحل المصرية الجنوبية وحماية الاستثمارات الاقتصادية والثروات الطبيعية ومواجهة التحديات الأمنية في نطاق البحر الأحمر، فضلًا عن تأمين حركة الملاحة العالمية عبر محور الحركة من البحر الأحمر حتى قناة السويس والمناطق الاقتصادية المرتبطة بها، وذلك ضمن رؤية مصر المستقبلية 2030 وتأتي مع قاعدة محمد نجيب العسكرية، كنقطتي ارتكاز وتحركات للقوات المسلحة المصرية، لمواجهة كل التحديات في البحرين الأحمر والمتوسط.

قاعدة برنيس أكبر قاعدة جوية بحرية

واكد الغباشي أن التوسع في إنشاء القواعد العسكرية لم يحدث منذ 50 سنة للقضاء على أي عدوان في الجهات الاستراتيجية الأربع، موضحا أنه للمرة الاولى في التاريخ تتعرّض دولة للتهديدات الخارجية من خلال جميع الاتجاهات الاستراتيجية ومن الداخل ولا سيما بعد التطورات التي شهدتها المنطقة الفترة الأخيرة.

تابع: أن قدرة وكفاءة القوات المسلحة على حماية ركائز الأمن القومي المصري، والعمل وفق استراتيجية شاملة لتطوير إمكاناتها وقدراتها في التدريب والتسليح والبناء للفرد المقاتل وتطوير النظم المعيشية والإدارية على مستوى الأفرع الرئيسة والهيئات والإدارات التخصصية المختلفة ويتم في إطار التخطيط الاستراتيجي الذي تقوم به الدولة المصرية من خطوات التنمية الاقتصادية المستدامة وإعداد جيش قوى قادر على الدفاع عن الدولة المصرية وحفظ استقرارها وتلبية لمطالب الأمن القومي المصري.