أسامة مهدي: بعد ساعات من الاعلان في مدينة النجف العراقية اليوم عن اجراء فريق طبي عراقي لعملية جراحية ناجحة للمرجع الشيعي الاعلى في البلاد آية الله السيد علي السيستاني ومغادرته غرفة العمليات، فقد أكدت واشنطن انها تشعر بفرحة عظيمة لذلك وتصلي لشفائه العاجل.

وجاء الموقف الاميركي هذا من الحالة الصحية للسيستاني، بعدما اكد مصدر عراقي طبي في النجف بعد ظهر اليوم نجاح العملية التي اجريت للمرجع الشيعي الاعلى السيد علي السيستاني (91 عاما) اثر تعرضه لكسر في عظم الفخذ اليسرى.. وأشار إلى أنّ المرجع قد خرج من صالة العمليات بعد اجراء العملية بسبب تعرضه لكسر في عظم الفخذ اليسرى.

وأوضح أن المرجع قد تعرض الليلة الماضية لإلتواء في ساقه اليسرى أدى إلى كسر في عظم الفخذ واجريت له عملية جراحية هذا اليوم باشراف فريق طبي عراقي" داعيا "المؤمنين الكرام ألا ينسوا سماحته من الدعاء".

واشنطن تشعر بفرح عظيم لنجاح عمليته

وقالت السفارة الاميركية في بيان صحافي على موقعها بشبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وتابعته "إيلاف"، مؤكدة "تلقينا بفرح عظيم نبأ نجاح جراحة المرجع الاعلى سماحة آية الله العظمى السيد علي السيستاني (دام ظله)" .

وأضافت في بيانها الذي ارفق مع صورة للمرجع قائلة "إن دور سماحة السيد علي السيستاني (حفظه الله) في تحقيق الاستقرار الدائم هو صمام أمان أساسي للعراق و المنطقة. نصلي لسماحته بفترة شفاء عاجلة".

ومن جانبه، أكد رئيس حكومة تصريف الاعمال العراقية عادل عبدالمهدي استعداد الحكومة وأجهزتها كاملة لتقديم أفضل رعاية صحية ممكنة للمرجع . وأشار خلال اتصال للاطمئنان على صحة السيستاني إلى استمرار متابعته الشخصية واستعداد الحكومة العراقية وأجهزتها كاملة لتقديم أفضل رعاية صحية ممكنة له، كما قال مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "إيلاف".

يشار إلى أنّ السيستاني يختفظ بعلاقات ودية مع الاميركيين لكنه يرفض أي تدخل خارجي في الشؤون العراقية الداخلية.

وفي مذكراته التي نشرها عام 2010 يلخص وزير الدفاع الاميركي السابق لدى غزو العراق دونالد رامسفيد طبيعة هذه العلاقة بقوله إنّ بلاده دفعت للسيستاني 200 مليون دولار لإصدار فتوى تُحرِّم على الشيعة قتال الأميركيين للمساعدة في اسقاط النظام السابق. وأشار إلى أن له علاقة قديمة بالسيستاني تعود الى عام 1987وأنّه في خِضَمّ إعداد القوات الاميركية لشنّ الهجوم علي العراق كان لا بدّ من مشورة السيستاني حتى نخرج بنتائج لا تسبب خسائر فادحة في صفوف القوات وفعلاً تَمّ الاتصال به عن طريق وكيله في الكويت جواد المهري.

وأضاف رامسفيلد انه بعد اسقاط النظام العراقي في ربيع 2003، تَمّ تدبير لقاء مع السيستاني، حيث توجهنا إلى مدينة النجف عن طريق سرب من المروحيات التابعة لقوات الاحتلال وقد وصلنا إلى المدينة في وقت متأخِّر من الليل وكانت المدينة تغطّ في ظلام دامس وهبطت المروحيات على مبانٍ بالقرب من مرقد للشيعة وانتقلنا إلى مكان إقامة السيستاني وكان في حيٍّ مُزْرٍ جدًا إذ النفايات تحيط بالمكان من كل جانب.

وتابع رامسفيلد قائلاً "وأتذكر عندما رأيت السيستاني تلاقفني بالأحضان وقبلني أكثر من مرة على الرغم أنني لا استسيغ ظاهرة التقبيل بالنسبة للرجال وتحاورنا عن أمور كثيرة كان من الحكمة أن نأخذ رأي أصدقائنا بها وبالخصوص مثل السيستاني".

وكان مكتب السيستاني قد نفى بشدة مزاعم رامسفيلد عن تسليم المرجع مبلغ 200 مليون دولار نظير عدم اصداره فتوى لقتال القوات الاميركية لدى غزوها العراق عام 2003 لاسقاط نظامه السابق.

مواقف داعمة للاحتجاجات

وقد اكسبت مواقف السيستاني المؤيدة لحركة الاحتجاج الشعبي التي دخلت شهرها الثالث ولمطالبها بالاصلاح والتغيير الاثر الكبير في منحها زخما كبيرا من التأثير في شؤون البلاد اضطرت معه الحكومة والبرلمان إلى اصدار تشريعات وقوانين لارضاء المحتجين الذين اعتبروا انها لاتزال ادنى من طموح الشعب مطالبين بتغيير النظام برمته.

وكان لتأكيد السيستاني في احدى خطب الجمعة مؤخرا بأن المحتجين لن يعودوا إلى بيوتهم قبل تحقيق مطالبهم، الاثر في ردع محاولات المليشيات الموالية لايران عن تنفيذ خطط كانت تعد لها لاقتحام ساحات الاحتجاج والتظاهر في العاصمة بغداد ومحافظات الوسط والجنوب.

وتعرف مواقف السيستاني الذي كان قاطع منذ حوالي ست سنوات مقابلة المسؤولين العراقيين احتجاجا على فشلهم في اداء مسؤولياتهم بالحيادية احيانا والحزم احيانا اخرى وقد دفعت دعوة له لتغيير الحكومة مؤخرا إلى ارغام رئيسها عادل عبد المهدي إلى اعلان استقالة حكومته في اليوم نفسه الذي اطلق فيه المرجع دعوته لذلك.

والسيستاني هو المرجع الديني الأكبر للشيعة الاثني عشرية في العالم وزعيم الحوزة العلمية في النجف التي هي مدرسة العلوم الدينية الرئيسية لدى الشيعة.
وقد ولد السيستاني في مدينة مشهد الايرانية ويعيش منذ اكثر من 60 عاما في العراق بمدينة النجف، حيث مرقد الامام علي بن ابي طالب ومقر الحوزة العلمية.