آثينا: يجري المشير خليفة حفتر الجمعة محادثات في أثينا تسبق مؤتمر السلام حول ليبيا الذي تستضيفه برلين الأحد ويتوقع أن يشارك فيه إلى جانب خصمه رئيس الحكومة التي تعترف بها الأمم المتحدة فايز السراج.

وتأتي المحادثات في وقت تعزز دول العالم جهودها للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، ووضع حد للاقتتال الدائر منذ تسعة أشهر بين قوات حفتر المتمركزة في شرق ليبيا وحكومة الوفاق ومقرها طرابلس. وقد أدت المعارك إلى مقتل أكثر من 280 مدنيا وألفي مقاتل ونزوح عشرات آلاف الأشخاص.

ولا تزال هدنة موقتة بدأ سريانها الأحد صامدة إلى حد كبير، رغم تبادل الفريقين الاتهامات بانتهاكها.

وصل حفتر بطائرة خاصة الخميس الى اليونان وتوجه إلى فندق فخم في أثينا حيث التقى وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس في جولة محادثات أولى، وفق ما أظهرت لقطات تلفزيونية.

ويجري الجمعة مزيدا من المحادثات مع ديندياس قبل لقاء رئيس الوزراء كيرياكوس ميتسوتاكيس. وتسعى اليونان للمشاركة في محادثات برلين التي لم تدع إليها.

وتسعى اليونان للعب دور أكبر في ليبيا بعد توقيع حكومة الوفاق مذكرة تفاهم مع أنقرة في نوفمبر تتيح لها حقوقا للتنقيب عن النفط والغاز في مناطق واسعة من شرق البحر المتوسط، وهي الحقوق التي تطالب بها اليونان وقبرص.

وكان رئيس الحكومة اليوناني قد صرح أن أثينا سترفض داخل الاتحاد الأوروبي أي اتفاق سلام ما لم يتم إلغاء الاتفاق المثير للجدل بين أنقرة وحكومة طرابلس.

ووافق حفتر الخميس "من حيث المبدأ" على حضور مؤتمر برلين، بعد أن أعلن السراج مشاركته.

وكان حفتر قد غادر محادثات في موسكو لوقف إطلاق النار بدون التوقيع على الاتفاق، لكن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس زار بنغازي، أحد معاقل المشير شرق ليبيا، الخميس لإقناعه بالانضمام للمؤتمر.

وكتب ماس على تويتر أن حفتر "يرغب بالمساهمة في إنجاح مؤتمر برلين حول ليبيا وهو مستعد من حيث المبدأ للمشاركة"، معتبرا أن ذلك "أفضل فرصة منذ وقت طويل" لتحقيق السلام.

وأضاف أن حفتر "وافق على الالتزام بوقف إطلاق النار". غير أن السراج الذي وقعت حكومته على الاتفاق الذي تم التوصل إليه في موسكو، شكك في نوايا حفتر.

وقال إن حفتر "اختار عدم التوقيع على الاتفاق وطلب إرجاء" معتبرا ذلك "مسعى لتقويض مؤتمر برلين قبل أن يبدأ".

وتعاني ليبيا التي تتمتع بأكبر احتياطات نفطية في القارة الإفريقية، من العنف وصراعات السلطة منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011 في أعقاب انتفاضة شعبية وتدخل عسكري قادته فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة.

وتحظى حكومة الوفاق بدعم تركيا وقطر، فيما يحظى حفتر الذي يدعم سلطة منافسة في شرق ليبيا، بدعم مصر وروسيا والامارات العربية المتحدة.

تدخل خارجي

أعلنت الأمم المتحدة أن محادثات برلين تهدف إلى إنهاء التدخل الأجنبي والانقسام في ليبيا.

وسيشارك وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في المؤتمر وقد عبر عن تأييده لجهود إرساء هدنة، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الخميس.

من جهته، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء الأسرة الدولية تقديم "دعم قوي" للمؤتمر مطالباً كذلك طرفي النزاع بالالتزام بوقف القتال.

وحض غوتيريش في تقرير إلى مجلس الأمن الدولي جميع الأطراف على "الانخراط بصورة بنّاءة في تحقيق هذه الغاية، بما في ذلك في إطار عملية برلين".

وحذّر الأمين العام من أنّ "أيّ دعم خارجي للأطراف المتحاربة لن يؤدّي إلا إلى تعزيز الصراع المستمر وتعقيد الجهود الرامية لإتاحة التزام دولي واضح بحلّ سلمي للأزمة في البلاد".

ولفت غوتيريش في تقريره إلى أنّ المؤتمر سيسعى للتوافق على ست نقاط بما فيها وقف دائم لإطلاق النار وتطبيق حظر الأسلحة والعودة إلى بذل الجهود السياسية من أجل السلام.

وأُرسلت قوات تركية إلى ليبيا دعماً لحكومة الوفاق الوطني بموجب اتفاق تشرين الثاني/نوفمبر. ويُشتبه بأن تكون روسيا تقدّم لقوات حفتر دعماً بالأسلحة والأموال والمرتزقة، رغم نفيها للأمر.

ويُتوقع أن تشارك في المؤتمر 11 دولةً وعدة منظمات دولية إلى جانب الأطراف الليبية.

وضمّ رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي صوته إلى موجة الضغوط الدولية لإرساء وقف إطلاق نار في ليبيا أثناء محادثات في الجزائر الخميس، وفق ما قال مسؤولون.

والتقى كونتي رئيس الوزراء الجزائري والرئيس الجزائري في إطار الجهود "لوضع حد للنزاع في ليبيا وتقديم حل دائم لها" بحسب بيان لوزارة الخارجية الجزائرية.

وتسبب النزاع بموجة هجرة متزايدة فاستقلّ كثيرون قوارب هشّة للوصول إلى إيطاليا.

وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة الثلاثاء أن حوالى ألف شخص أُوقفوا في عرض البحر وأُرغموا على العودة أدراجهم إلى ليبيا، منذ الأول من كانون الثاني/يناير، ونُقلوا في نهاية المطاف إلى مراكز احتجاز.