طهران: ألقى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي خطبة الجمعة من العاصمة طهران، للمرة الأولى منذ عام 2012.

والمرة الأخيرة التي أم فيها آية الله علي خامنئي صلاة الجمعة كانت في مسجد المصلى في طهران في فبراير 2012، بمناسبة الذكرى الثالثة والثلاثين للثورة الإسلامية وفي خضم الأزمة الدولية حول ملف إيران النووي.

وأعلن المرشد الإيراني أن هجوم بلاده الصاروخي على القوات الأميركية في العراق في وقت سابق من هذا الشهر كان بمثابة "ضربة لصورة أميركا" كقوة عظمى.

وأضاف إن أميركا قتلت "بجبن" الجنرال قاسم سليماني الذي قُتل بغارة أميركية في بغداد قبل خمسة أيام من حادث الطائرة.

وأكد أنه لا يجب أن تطغى المأساة "المريرة" للطائرة الأوكرانية التي أُسقطت بطريق الخطأ في الثامن من يناير في طهران على "تضحية" سليماني.

ووصف خامنئي كارثة الطائرة بأنه "حادث مرير" وقدّم تعازيه إلى عائلات الضحايا. واعتبر أن كارثة الطائرة هي "حادث مرير (...) أحرق قلبنا".

واعتبر أن "البعض حاول (استخدام الحادث) بشكل يجعل (العالم) ينسى الشهادة العظيمة والتضحية" التي قدّمها سليماني، في إشارة إلى التظاهرات المناهضة للسلطات الإيرانية التي نُظمت في الأيام الأخيرة.

وأكد خامنئي أن عمل سليماني خارج حدود البلاد كان من أجل "أمن" الأمّة الإيرانية مشيراً إلى أن الشعب يؤيد "الحزم" و"المقاومة" مقابل أعداء البلاد.

وسأل خامنئي "هل هؤلاء المئات الذين أهانوا صورة الجنرال سليماني، يمثلون الشعب الإيراني؟ أم الحشود المليونية في الشوارع؟"، في ما تبدو مقارنة بين المتظاهرين الذين مزّقوا صورة سليماني في طهران والحشود الهائلة التي نزلت إلى الشوارع يوم تشييعه.

واتّهم الولايات المتحدة بـ"الكذب" بقولها إنها تدعم الشعب الإيراني مؤكداً أنها لا تسعى سوى إلى "طعن (الناس) بخنجرها السام".

وتأتي خطبة خامنئي وسط اضطرابات محلية وعالمية تحيط بإيران، بعد اعتراف الحرس الثوري بإسقاط طائرة مدنية بطريق الخطأ، مما أدى لاحتجاجات غاضبة في الشوارع على مدى أيام، وضغط دولي غير مسبوق.

وعرض التلفزيون الرسمي الإيراني صفوفا من الحافلات تنقل الناس لحضور خطبة الجمعة في وسط طهران.