نصر المجالي: دعا وزير الخارجية الروسي في حكومة تصريف الأعمال، سيرغي لافروف، إيران ودول الخليج إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات، مشيرا إلى أن هذه الدول تتفهم الحاجة لذلك.

وقال لافروف في مؤتمر صحفي حول نتائج الدبلوماسية الروسية في عام 2019: "مع الأسف، التناقضات عميقة جدا بين بعض دول الخليج وإيران. خلال اتصالاتنا مع المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومع الإيرانيين أنفسهم، أيدنا بدء الحوار في ما بينهم".

وتطرق لافروف في تصريحاته خلال المؤتمر الصحفي السنوي إلى عدد من القضايا الدولية والعالمية، كقضية العلاقات الإيرانية الخليجية، والملف النووي الإيراني والدور الروسي بشأن الاتفاق النووي، والتصعيد الأخير بين إيران وأميركا، ومعاهدة "ستارت" مع الولايات المتحدة، والعلاقات الهندية الروسية، وعن الأزمات الليبية والسورية واللبنانية وغيرها من القضايا.

ستارت

وكشف وزير الخارجية الروسي، أنه تطرق في زيارته الأخيرة إلى واشنطن إلى مستقبل معاهدة "ستارت" بين روسيا والولايات المتحدة. وقال لافروف بهذا الخصوص: " لم يعطِنا الأميركيون جوابا نهائيا بشأن مستقبل المعاهدة ستارت لكنها ألمحت بضرورة دخول الصين إلى المعاهدة".

وأشار لافروف أن روسيا تحترم رأي الصين بهذا الشأن وموسكو بانتظار جواب واشنطن بشأن المعاهدة التي ستنتهي مدتها قريبا.

الطائرة الاوكرانية

علق وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، على مأساة الطائرة الأوكرانية التي سقطت في إيران معتبرا أنها كانت بسبب خطأ بشري وغير مقصود.
واعتبر لافروف أن العلاقات الايرانية الأميركية شهدت تأزما خطيرا في الفترة الأخيرة خصوصا بعد اغتيال القائد الإيراني سليماني والرد الإيراني على ذلك من خلال ضرب قاعدة عين الأسد بالعراق.

واعتبر لافروف أنه لا يمكن إلقاء اللوم على إيران بكل شيء لأن الولايات المتحدة مسؤولة الأولى عن كل ما يحدث في المنطقة وبالتالي واشنطن هي التي تأزم الوضع مع إيران والدول الأخرى.

وأشار لافروف الى أن تأزم العلاقات بين إيران والولايات المتحدة لن يساعد على حل الأزمة في أفغانستان أيضا.

الهند

وعلق وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، على علاقة بلاده بالهند واعتبرها شريكا استراتيجيا، ولدى موسكو ونيودلهي مصالح وأهداف مشتركة دوليا.
وأشار لافروف الى أن زيارته الأخيرة إلى الهند كانت مثمرة وأن العلاقات بين الدولتين تتطور باستمرار خصوصا في المنظمات الدولية التي تشارك فيها الدولتان.

النووي الايراني

وأعلن وزير الخارجية الروسي، أن روسيا تقوم ما في وسعها للحفاظ على هذا الاتفاق النووي الإيراني. وقال: "موسكو تتفهم الأسباب التي دفعت إيران إلى التخلي عن بعض التزاماتها في خطة العمل الشاملة، لكنها ملتزمة بمعاهدة عدم انتشار السلاح النووي".

وأشار أن لدى روسيا علاقات جيدة مع طهران، وهي علاقات غير محصورة بل شاملة وفي القطاعات والمشاريع المشتركة. وحث لافروف أن تقوم وزارات الدولتين باجتماعات دورية للتوصل إلى اتفاقات جديدة وحل المشاكل العالقة مع الغرب عبر روسيا التي هي مستعدة لذلك.

وذكر لافروف، أن العلاقات الروسية الألمانية تتصف بالجمود على الرغم من المحاولات الحثيثة القائمة لتفعيل هذه العلاقات عبر قنوات دبلوماسية مختلفة.

وأشار لافروف الى أن المشكلة الرئيسية التي يتعارض عليها الطرفان هي الأزمة الأوكرانية التي أثرت كثيرا على العلاقات بين الدولتين. أما عن زيارة ميركل إلى روسيا، فاعتبر لافروف أن هذه الزيارة تدخل في اطار التنسيق والتحضير لمؤتمر برلين بشأن ليبيا.

ورد وزير الخارجية الروسي على سؤال بشأن محاولات بعض الدول الغربية تحريف تاريخ الحرب العالمية الثانية ونتائجها قائلا: " لدينا وجهة نظر ثابتة وتاريخية، وهي مثبتة بالنتائج والأرقام، وبالتالي الأكثرية من الدول تعترف بهذا التاريخ ودور الاتحاد السوفياتي الايجابي بتحرير الشعوب من النازية والفاشية".

اليابان

وأعلن وزير الخارجية الروسي، أن العلاقات الروسية اليابانية تحسنت في الفترة الأخيرة وهي دائما تتراوح بين الايجابي والسلبي وذلك بسبب ارتباطها بقضية الجزر المتنازع عليها بين موسكو وطوكيو.

وقال لافروف بشأن هواجس روسيا من اليابان: "روسيا قلقة من احتمال نشر منظومة "ايجيس" في اليابان، والتي اختبرتها الولايات المتحدة الأميركية وهي قريبة من حدودنا".

وأضاف لافروف قائلا: "ليست لدينا شكوك بوجود نوايا خبيثة لدى طوكيو ضد روسيا لكن لا يسعنا إلا أن نأخذ في الاعتبار نشر أسلحة أميركية ضاربة بالقرب من حدودنا".

لبنان

وفي تعليقه على الأوضاع اللبنانية، قال لافروف إن موسكو تراقب الوضع اللبناني بدقة وانتباه، وهي لا ترى أن التحركات والاحتجاجات القائمة في البلاد ضمن نظرية المؤامرة بل هي تحركات مطلبية لبنانية.

وبشأن سقوط قنابل مسيلة للدموع على السفارة الروسية ببيروت، رد لافروف أن هذا يحدث وهو ليس متعمدا، فكل ما في الأمر أن الاحتجاجات كانت بالقرب من السفارة ونحن نراقب الوضع عن كثب.

ليبيا

وأعلن وزير الخارجية الروسي، أن سبب الأزمة الليبية الأساسي هو سياسة حلف شمال الأطلسي بعد بدء الأحداث عام 2011. وقال لافروف بشأن الوضع الليبي: "الهدنة في ليبيا لا تزال قيد الاحترام وموسكو تأمل أن تستمر". كما أكد لافروف مشاركته في مؤتمر برلين حول ليبيا.

ورحب لافروف بمؤتمر برلين بشأن الأزمة الليبية، واعتبر أن موسكو جاهزة وستقوم بكل ما يلزم للوصول إلى اتفاق ايجابي لكل الأفرقاء في ليبيا وأهمها الاتفاق على وقف إطلاق النار.

وشدد لافروف أن من المهم ألا يكرر أطراف النزاع في ليبيا الأخطاء، وألا يطرحوا شروطا إضافية بعد مؤتمر برلين.

سوريا

وأعلن وزير الخارجية الروسي، أن روسيا تقوم بكل ما يمكن لتنظيم العملية السياسية في سوريا وذلك من خلال المشاركة في المؤتمرات الدولية الخاصة بسوريا وأبرزها أستانة للوصول إلى السلام الشامل في سوريا والمنطقة.

كما شدد لافروف على أن الأزمة السورية تتواجد في مرحلة متقدمة من مستوى التسوية السياسية، واعتبر أن لجنة تشكيل الدستور السوري مهمة ويأمل أن تصل إلى خواتيم مهمة لسوريا.

وكشف لافروف أن قوات "قسد" في سوريا تطلق سراح الإرهابيين من معسكرات خاصة مقابل رشوة وموسكو تتحقق من هذه المعلومات. كما قال لافروف إن روسيا ستعمل على إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وهذا ما يقوم به الرئيس الروسي شخصيا.

الصين

وكشف لافروف، أن موسكو وبكين تعملان سويًا لضمان الأمن العالمي، وتنسقان بشأن كل المواضيع العالمية التي تحدث ومنها القضيتان السورية والإيرانية وغيرهما.

كما يتم التنسيق بين الصين وروسيا على مستوى ايصال المساعدات الانسانية إلى سوريا بالتنسيق مع الأمم المتحدة. وقال إن روسيا والصين تحاولان عدم تحويل مجلس الأمن إلى أداة لسياسة تخدم جهة واحدة فقط.

وفي الختام، أعلن وزير الخارجية الروسي، أن الولايات المتحدة تنتهك امتياز تواجد الأمم المتحدة على أراضيها ولا تمنح تأشيرات للدبلوماسيين من البلدان التي تعارض سياستها.