فيما هددت مليشيات عراقية موالية لايران بانهاء التظاهرات المطالبة بالاصلاح الجمعة المقبل، فقد صعد المحتجون خلال الساعات الاخيرة من عملياتهم بينما نفذ طلبة البلاد اليوم اضرابا عاما، في حين أعلن مركز قتل واختطاف خمسة ناشطين خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.

وأشارت "اللجنة المنظمة لمظاهرات ثورة تشرين" في بيان صحافي الاحد حصلت "إيلاف" على نصه الى أنه "بعد إعلان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مؤخرا عن دعوته لمليونية تظاهر الجمعة المقبل، واستجابت لها الميليشيات المتهمة بارتكاب جرائم وانتهاكات ضد المتظاهرين، فقد قامت مجموعة تدعي انتسابها للتيار الصدري بالدخول إلى خيام المعتصمين والناشطين في ساحة التحرير وتهديدهم بالقتل والخطف وحرق الخيام و إبلاغهم أن الجمعة سيكون آخر أيامهم وعليهم مغادرة ساحة التحرير".

وردا على ذلك فقد اكدت اللجنة أن "هذه التهديدات التي تصدرها هذه الجماعات المجرمة التي تدعي انتسابها للتيار الصدري لن تثني الشباب الثائر ضد الظلم والفساد والإجرام عن المضي قدما بتحقيق أهدافه المشروعة واستعادة الوطن من الفاسدين وقد صمد شاب الثورة على الهجمة الشرسة والقمع الإجرامي الذي مارسته الحكومة وأحزابها الفاسدة وميليشياتها ضدهم وقدموا مئات الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى والمعتقلين، وهم مستمرون في مظاهراتهم ولن تثنيهم هذه التهديدات لأن الشعب العراقي هو الحاضنة لهذه الثورة، وهو الذي يقف خلف أبنائه الثائرون المطالبون باستعادة العراق".

ودعت الصدر الى توضيح موقفه "من هذه الجماعات المجرمة التي تهدد المتظاهرين باسمه لأنه سيكون المسؤول الأول عن كل الانتهاكات التي يتعرض لها المتظاهرون".. وشددت على ان "المحتجين في كل الميادين يطالبون بالسيادة العراقية خصوصا من قبل منتهكيها (أميركا وإيران) ولن يصطف الشعب العراقي مع طرف ضد الآخر لأن الاصطفاف يعني جعل العراق ساحة لصراعهما لكن الشعب العراقي يرى أن الحكومة وأحزابها تصطفان بشكل واضح مع إيران ضد أميركا وهذا أثر سلبا على العراق"، ودعت الى موقف حازم ضد تدخل إيران السافر في العراق .

تحدٍ لمحاولات انهاء الاحتجاجات بتصعيد عملياتها

ومن جهتهم، تحدى متظاهرو العاصمة وبغداد ومحافظات الوسط والجنوب العشر المنتفضة، تهديدات اجهاض احتجاجاتهم من خلال البدء بتصعيد عملياتهم من خلال إغلاق الإدارات الحكومية والمدارس والطرق الرابطة بين المحافظات واشعال الاطارات في الشوارع.
وفعلا شهدت مدينة النجف الجنوبية مساء أمس عمليات إغلاق للإدارات والمؤسسات الحكومية وسط هتافات تؤكد الاستمرار في التظاهر.

وتابعت "إيلاف" مقاطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي يظهر فيها ملثمون شباب وهم يقومون باغلاق مباني الادارات بلحيم الرصاص، فيما كانوا يهتفون "الحم ولاتهنم"، مشددين على ان التصعيد قد بدأ من محافظتهم.

كما اعلن اتحاد طلبة العراق عن شن إضراب عام اليوم تحت شعار "ثورة القمصان البيضاء"، مؤكدا استمرار احتجاجات الطلبة حتى تتحقق مطالب الشعب بالتغيير.

شعار اضراب طلبة العراق

وقال متظاهرو النجف إن "الخطوات التصعيدية هي ضمن الإطار السلمي من خلال غلق منافذ النجف الحدودية بالكامل من خلال حرق الإطارات في الشوارع الرئيسية وكذلك غلق جميع الدوائر الحكومية غير الخدمية بالكامل، فضلا عن غلق جميع المدارس الحكومية والاهلية تحت شعار "ماكو وطن ماكو دوام".

كما احرق المتظاهرون في النجف الليلة الماضية مقر "حزب الله تنظيم العراق" قرب مجسر الإسكان في المدينة وسط معلومات عن استهداف مقرات مليشيات واحزاب هناك.

ومن جهتهم، اشار معتصمو محافظة واسط الى ان "الحكومة وأحزابها لاتزالان مُصرتين على المماطلة والتسويف وعدم احترام إرادة الشعب العراقي المطالب بحكومة وطنية حرة تحفظ للبلد سيادته وللشعب كرامته".

وأشار متظاهرو واسط في بيانهم الذي نشرته وكالة "بغداد اليوم" الى ان محتجي الناصرية قد حددوا قبل ايام مهلة للحكومة وأحزابها أمدها سبعة أيام لتحقيق مطالب الشعب في ما عرف ب (#مهلة_الناصرية) وإلا سيكون هناك تصعيد سلمي غير مسبوق وتنتهي هذه المهلة فجر يوم الاثنين المقبل.

وحذروا من الإنجرار خلف شائعات الإعلام الحكومي والحزبي المُضلل، والذي يحاول تشويه حراكهم السلمي وابنائه".

وفي محافظة البصرة فقد اعلن منسق خيم الإعتصام في المحافظة ابو علي المالكي عن تضامن اهالي البصرة مع محتجي محافظة الناصرية وتبنيهم لذات المطالب التي تبناها اهالي ذي قار .

وقال للوكالة إن خيارات محتجي البصرة، هي ذاتها خيارات الناصرية وان يوم الأحد يوم انتهاء المهلة التي أعلنت عنها ذي قار.. موضحا ان جميع التدابير للخطوات التصعيدية تم اتخاذها تزامنا مع انتهاء مهلة محتجي مدينة الناصرية .

وشدد على ان "خيارات المحتجين في محافظة البصرة مفتوحة وليست هناك خطوط حمراء امامهم لتحقيق المطلب الأكبر وهو العيش في وطن حر وذي سيادة".

وفي السياق، أعلن متظاهرو محافظة بابل عن خطواتهم المقبلة بالتزامن مع إنتهاء مهلة الناصرية، في حال لم تستجب لمطالب المتظاهرين، وأشاروا في بيان الى ان "مهلة وطن آخر مهلة الى الحكومة الحالية لتلبية مطالب الشعب ستنتهي الاحد وبعدها إن لم تستجب سنقوم بالتصعيد السلمي".

وأضافوا أن "الخطوات ستكون من خلال قطع جميع الطرق الخارجية، وقطع جميع الجسور والفلك والشوارع الرئيسية داخل المحافظة، فضلا عن غلق جميع الدوائر الحكومية في المحافظة ما عدا (الصحة) بالإضافة إلى غلق جميع المدارس والجامعات بدون استثناء".

اما معتصمو ساحة التحرير وسط بغداد فقد اكدوا تأييدهم للمهلة التي وضعها المعتصمون في الناصرية للحكومة من أجل الاستجابة لمطالبهم.

وكان متظاهرو مدينة الناصرية قد امهلوا القوى السياسية أسبوعًا واحدًا لاختيار رئيس للحكومة الموقتة وأعلنوا ان المهلة تنتهي اخر يوم التاسع عشر من الشهر الحالي.

تجدد الصدامات بين المحتجين وقوات الامن في بغداد

وحول تجدد المواجهات بين المحتجين والقوات الامنية في ساحتي الخلاني والوثبة وسط بغداد خلال الثماني والاربعين ساعة الماضية وسقوط قتلى وجرحى بين المتظاهرين فقد دعت قيادة عمليات بغداد من اسمتهم بالمتظاهرين السلميين الى التعاون لمنع المجاميع العنفية من ممارسة اعمالها في خطوة لتشوية الحراك الشعبي.

وقالت القيادة في بيان تابعته "إيلاف" إن "قواتنا الامنية المكلفة بحماية المتظاهرين في منطقة جسر السنك والخلاني وساحة الوثبة والمناطق المحيطة بها ما زالت تلتزم بواجباتها في التعامل الإنساني وحماية الجمهور المتواجد هناك وضبط النفس العالي تحت ضغط الأفعال العنفية"، على حد قولها.

‏وأضافت: "لكن للاسف لليوم الثاني على التوالي هناك مجاميع تقترب من الحاجز الفاصل بين المتظاهرين والقوات الامنية في السنك وساحة الوثبة وتمارس رمي الصوتيات والمولوتوف والحصى والوسائل الجارحة على قواتنا الامنية".

وطالبت "جميع المتظاهرين السلميين التعاون لمنع المجاميع العنفية من ممارسة العنف الذي يستوجب ردًا وفق القانون".

مركز عراقي: قتل واختطاف 5 ناشطين

ومن جهته، اكد المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب قتل واختطاف خمسة من ناشطي الاحتجاجات خلال الاربع والعشرين ساعة الاخيرة في بغداد وذي قار وكربلاء.

واضاف المركز في سلسلة بيانات مقتضبة تابعتها "إيلاف" ان ميليشيات مسلحة اختطفت الناشط أحمد فاضل أحد محتجي ساحة التحرير اثر مغادرته لها كما استهدفت الناشط المدني مصطفى قاسم البديري بقنبلة صوتية أمام منزله في حي الشهداء بمدينة الناصرية بمحافظة ذي قار.

واشار المركز الى ان المليشيات اختطفت كذلك الناشط أحمد علاء الدراجي في ساحة الطيران بعد خروجه من ساحة التحرير كما تم قتل الناشط حسن هادي الزيدي على يد قوات مكافحة الشغب بعد هجومهم على جسر السنك.. فيما تم اختطاف الناشط والمصور حازم حمودي على يد مليشيات مسلحة أمس في محافظة كربلاء.

الناشط والمصور حازم حمودي اختطفته مليشيات مسلحة في محافظة كربلاء

وقد شهدت الايام الثلاثة الماضية اغتيال الناشط احمد سعدون المرشدي بإطلاقات نارية بالقرب من داره في حي المهندسين بوسط مدينة الحلة الجنوبية فيما نجا الصحافي منذر الجبوري مراسل قناة تلفزيونية ومدير إذاعة في محافظة بابل من محاولة اغتيال.

وقال رئيس المركز عمر الفرحان في بيان حصلت عليه "إيلاف" ان عمليات إختطاف واغتيال الناشطين أمست ممنهجة لسلطة أوغلت في دماء العراقيين، لكنّها لن تفلت من العقاب الذي تستحقّه مهما طال الزمن.

الناشط احمد فاضل اختطفته المليشيات في بغداد السبت

واشار الى انه منذ الاول من اكتوبر إلى غاية 31 ديسمبر الماضيين بلغ عدد عدد القتلى من المتظاهرين 669 ناشطا والجرحى 24.488 والمعتقلين 2.806.