في حواره في منتدى (حوار المسؤولية) الذي احتضنته صحيفة عكاظ وبحضور عدد من الكتّاب والإعلاميين بمناسبة مرور عام على تعيينه نائبًا لأمير منطقة مكة، يؤكد الأمير بدر بن سلطان أن المنطقة مُقبلة على مشاريع كُبرى سيتم الإعلان عنها فور الانتهاء من الدراسات الخاصة بها، لافتاً إلى أن أمانة جدة تنفذ حالياً 88 مشروعا لتصريف مياه الأمطار ضمن المرحلة الأولى.

وتطرق نائب أمير منطقة مكة المكرمة إلى الأهمية الجغرافية التي تكتسبها المنطقة، موضحاً أنها تحظى بسمات وميزات فريدة، ويأتي ذلك من منطلقات عدة في مقدمتها أنها تحتضن قبلة المسلمين، إلى جانب أنها تزخر بالعديد من المقومات الاقتصادية والسياحية المتنوعة والزراعية وغيرها، وهي أيضا المنطقة الوحيدة التي توجد بها هيئتان للتطوير، الأولى الهيئة الملكية لمكة المكرمة والمشاعر المقدسة، والثانية هيئة تطوير المنطقة، وهذا الأمر يعكس رؤى الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، إلى تطوير هذه المنطقة وتحسين مستوى عيش سكانها.

وتابع نائب أمير منطقة مكة المكرمة: «من الميز النسبية للمنطقة وجود 3 مدن مليونية من حيث عدد السكان، وفيها أكبر مدينة روحانية هي مكة المكرمة، وأيضاً أكبر مدينة تجارية ولوجستية في الشرق الأوسط هي جدة، والطائف التي تعتبر واجهة سياحية مهمة، إضافة للمحافظات الأخرى الشرقية والساحلية التي لا تقل أهمية عن المدن الكُبرى الثلاث، وهذه العوامل تحتّم على الجميع أن يكون أسلوب العمل تكامليا بين الجهات كافة، وأن تكون للمجالس التنسيقية للغرف التجارية بالمنطقة إسهاماتها الفاعلة في تحفيز الاستثمارات، وتشجيع رؤوس الأموال للاستثمار فيها، وصولاً الى تنمية المحافظات وتحقيق النهضة المنشودة».

خالد الفيصل جامعة متنقلة

وعن العمل مع مستشار العاهل السعودي الأمير خالد الفيصل، قال الأمير بدر بن سلطان: «شرف عظيم لي أن أعمل تحت إدارة الأمير خالد الفيصل وهو بمثابة جامعة متنقلة، وخدم لأكثر من 5 عقود، دينه، ثم مليكه، ووطنه، والمواطن، كما أنه مصدر حماس لجميع العاملين معه ليؤدوا الواجبات المناطة بهم على أكمل وجه»، مضيفا «أنا محظوظ بالعمل معه».

مشاريع كبرى في منطقة مكة

وحول المشاريع الجديدة، بيّن الأمير: «هناك العديد من المشاريع الكُبرى في مختلف الجوانب ولكنها قيد الدراسة، وهناك مشاريع أخرى سيتم تنفيذها بمشاركة القطاع الخاص وسوف يُعلن عنها في حينه». حول دور الهيئة الملكية لمكة المكرمة بيّن الأمير قائلا : «يأتي إنشاء الهيئة الملكية برئاسة ولي العهد،في المقام الأول لرعاية مشاريع مكة والمشاعر، ويجري العمل حالياً على إعداد خطة شاملة لتطوير منظومة الخدمات في العاصمة المقدسة والمشاعر وسيتم الانتهاء منها خلال عام، وتهدف الخطة إلى توفير أفضل الخدمات وأرقاها لنحو 5.5 ملايين حاج بحلول عام 2030، وستأخذ الهيئة في الاعتبار التطوير الشامل للبنى التحتية، وأن تكون مكة والمشاعر ذكية وصديقة للبيئة».

تصريف الأمطار بجدة

وحول مشروع تصريف السيول والأمطار في جدة، قال الأمير بدر بن سلطان: «يجب أن أوضح أمراً في غاية الأهمية في ما يخص مشاريع تصريف مياه الأمطار والسيول في جدة، فهذا الجانب ينقسم إلى شقين، الأول يتعلق بالسيول المنقولة من خارج المدينة، وهذا الجانب تم تنفيذ مشاريع أشرفت عليها الإمارة، ونتج عنها إنشاء 14 سداً تقدر طاقتها الاستيعابية بـ75 مليون متر مكعب، وقد أسهمت في حل هذه المشكلة بنسبة 100%، أما الشق الثاني المتعلق بالأمطار الساقطة على جدة، فهناك مشاريع بدأت أمانة جدة تنفيذها ولم يُعلن عنها لأننا فضلنا اتباع سياسة العمل والإنجاز ثم الإعلان بعد الانتهاء من التنفيذ»، وأضاف: «بحسب التقارير الواردة من أمانة جدة، فإنها تنفذ في الوقت الراهن 88 مشروعاً لتصريف مياه الأمطار، وهي جزء من مشاريع المرحلة الأولى لتصريف مياه الأمطار بجدة».

إيلاء دعم المثقفين له كامل الاهتمام

وحول دعم المثقفين، بيّن الأمير قائلا «أولت القيادة هذا الجانب اهتماماً بالغاً، وقدّمت دعماً لا محدوداً لدفع الحراك الثقافي ورعايته والمحافظة عليه، أما بالنسبة للمثقفين في منطقة مكة المكرمة فهم محظوظون بوجود أمير الثقافة سيدي الأمير خالد الفيصل، وهو بمثابة رافد كبير لهم وحريص على دعم ومساندة كل ما من شأنه الارتقاء بهذا الجانب».

مجلس للشباب خلال شهرين

وفي رده على مداخلة للأميرة دعاء بنت محمد بخصوص تطوير المنطقة المجاورة للحرم المكي، وتمكين الشباب في الأعمال التطوعية، قال نائب أمير منطقة مكة: «ستعمل الهيئة الملكية على تطوير المنطقة المجاورة للحرم المكي الشريف وهذا من صلب أعمالها»، وتابع حديثه: «بالنسبة للتطوّع وتفعيل دور الشباب أود الإشارة إلى أن إمارة منطقة مكة تهتم بهذه الفئة، وقد وجه الأمير خالد الفيصل بإعادة تشكيل مجلس شباب المنطقة، وسنعمل على وضع أنظمة ولوائح لهذا الجانب، إضافة الى اختيار عناصر شبابية فاعلة، وسنعلن عن كل ما يتعلق بالمجلس وإستراتيجيته خلال الشهرين القادمين بإذن الله، ولعلي أجدد التأكيد أن الشباب هم الركيزة الأساسية وحجر الزاوية التي يبني عليها سيدي ولي العهد آماله وطموحاته للنهوض بالوطن».

واستطرد نائب أمير منطقة مكة المكرمة: «نستهدف في المنطقة الوصول لــ 200 ألف متطوع ومتطوعة بحلول عام 2030، و بدأنا فعلياً خطوات تنفيذية لتحقيق ذلك، فدشنّا 4 مبادرات تطوعية نوعية، ووقعت الإمارة اتفاقية مع البوابة الوطنية للعمل التطوعي لتبادل المعلومات في هذا الخصوص».