يشعر خلف الحبتور بالدهشة من الفرص الترفيهية الاستثمارية المتوافرة في السعودية، وهو يقيم مشروعًا بملايين الدولارات في الرياض، ويرى أن فرض الضريبة على القيمة المضافة في الإمارات خطأ يجب تصحيحه.

إيلاف من دبي: لطالما وصف خلف الحبتور، مؤسس ورئيس مجموعة الحبتور وأحد أهم رجال الأعمال الشرق الأوسط، بأنه "صريح" في تغريداته ومقابلاته المتلفزة، وهي صفة نادرة في قادة العالم العربي، السياسيين والاقتصاديين، بحسب تقرير حصري نشره "عرب نيوز" بالإنكليزية.

بهذه الصراحة، تحدث للصحيفة عن خطط التوسع الطموحة لمجموعته في المملكة العربية السعودية، وعن التحديات التي يواجهها اقتصاد الإمارات، والمشهد الجيوسياسي العالمي، إذ قال إنه لن يشارك وجهات نظره مع "النخبة العالمية" التي تستعد للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس في الأسبوع المقبل، قائلًا: "نترك ذلك لكبار الناس"، مازحًا: "إنه ترفيه أكثر من أي شيء آخر".

السعودية قارة

إن الترفيه هو الدعامة الأساسية لإمبراطورية الحبتور التجارية التي تعود في تاريخها إلى حقبة إنشاء دولة الإمارات العربية المتحدة.

لمجموعة الحبتور مشاريع فندقية في أوروبا والولايات المتحدة، لكن خلف الحبتور ينظر الآن إلى السعودية باعتبارها المكان الحقيقي للتوسع من خلال مشروع استثماري تصل قيمته إلى ملايين الدولارات، "فالفرص الاستثمارية في السعودية محيرة فعلًا"، بحسبه.

أضاف: "أنا أرى السعودية قارة أكثر من كونها دولة، فتاريخها سابق على موسى وإبراهيم، ونشاهد الآن على التلفزيون شيئًا لم نره من قبل: نرى حقولًا خضراء، ونرى ساحات التزلج، ونرى الشمس والصحراء. لا يمكن التصديق أن هذه هي شبه الجزيرة العربية التي تعرفها، وهذا ما يجعلها جذابة للغاية لكل سائح أو مستثمر، خصوصًا الخيارات أمامك مفتوحة ومروحة الاستثمارات واسعة".

سنخلقه!

بالشراكة مع هيئة السياحة في السعودية، اختار الحبتور دعم مشروع ترفيهي ضخم خارج الرياض، مستلهمًا من تطوير مدينة الحبتور الناجحة في دبي، لكن على نطاق أوسع كثيرًا: أبي ما يصل إلى 7 ملايين متر مربع من الفنادق والمطاعم والمسارح ومرافق البيع بالتجزئة والشقق السكنية والبحيرات والشواطئ.

يقول: "ستسألني الآن: من أين يأتي الشاطئ إلى الرياض؟ أجيبك: سنخلقه".

ما زال المشروع في مرحلة التخطيط، ويخضع لموافقة نهائية من جميع الأطراف المشاركة.

يقول خلف الحبتور لـ "عرب نيوز": إن عدد سكان المملكة العربية السعودية نحو 30 مليون شخص، 90 في المئة منهم سعوديون، ويريدون الاستمتاع بحياتهم. لم نشهد هذا في باقي الخليج، وأنا شخصيًا أرغب في الذهاب لرؤية الرياض والمنطقة الشرقية والبحر الأحمر"، معتقدًا أن السعودية يمكن أن تستفيد من دروس تطوير دبي، خصوصًا في خلق بيئة اجتماعية وثقافية أكثر ليبرالية في ما يعتبر عمومًا دولة محافظة.

مترابطون

برأيه، كلمة "محافظ" تحتاج إلى بعض التفسير، فالشعبان السعودي والإماراتي يأتيان من الخلفية نفسها والعائلة نفسها. إننا مترابطون. عندما يزورنا السعوديون، يرون ذلك".

يضيف: "الإماراتيون محافظون أيضًا، لكنهم يستمتعون أيضًا بالذهاب إلى المطاعم، وإلى السينما، وإلى المسرح. يريدون الذهاب إلى كل مكان. يريدون أن يكونوا أحرارًا"، مع سماحهم ببعض القيود على هذه الحرية.

يتلع: "الحرية لا تعني أنه يجب عليك إساءة استخدام بلدك أو شعبك أو السلطات. يجب عليك حماية ثقافتك من خلال تعليم الآخرين".

وعن إمكانية تقديم الكحول في مشروعه بالسعودية كما في مشاريع الحبتور بالإمارات، أجاب: "بصراحة، لا يمكنني التعليق على ذلك، لأنني لا أعرف ما هي خطتهم. لكن كل شيء يتغير، كل شيء ممكن".

استراتيجيا ممتازة

قال خلف الحبتور إن رؤية 2030 هي المخطط الرئيسي الذي يغير تصورات المملكة، فهي بحسبه استراتيجيا ممتازة، "حيث كل شيء واضح وشفاف. وهناك مستقبل مهم للمملكة العربية السعودية في ما يتعلق بالاستثمار والزائرين والسياح".

ثمة قلق عند المحللين الاقتصاديين من زيادة المعروض من المشاريع السكنية والفندقية، ومن ارتفاع الأسعار التي يعتقد بعضهم أنها تجبر العمال الأجانب على الخروج من الإمارات العربية المتحدة. يقول: "لم يكن عام 2018 جيدًا للغاية، وكان عام 2019 بطيئًا في البداية، لكن بحلول نهاية الربع الرابع، يمكن أن نرى علامات التحسن في السوق. يمكن أن نرى ذلك في تجارة التجزئة، وكانت الأمور تتحرك. في السوق العقارية، كان الناس يشترون ويبيعون الأراضي والعقارات".

في أعماله التجارية في قطاع تأجير السيارات وفي تأجير العقارات والسيارات الفاخرة وقطاع التعليم، رأى خلف الحبتور دلائل تشير إلى أن الاقتصاد الإماراتي ينتعش ثانية، لكن تجارة السيارات الكبيرة كانت متخلفة، ما يعكس أنماط الإنفاق المختلفة يحددها الوافدون الذين يختارون الآن استئجار سيارة على المدى الطويل بدلًا من شرائها، بسبب ارتفاع كلفة المعيشة، "فكلفة كل شيء ارتفعت. والشيء الرخيص الوحيد في البلاد هو غرف الفنادق، إنها من أرخص الغرف الفندقية في العالم، فهناك الكثير من الفنادق ومشاريع التطوير السكنية، لا أستحسن بناء المزيد".

خطأ فادح

يرى خلف الحبتو في فرض الضريبة على القيمة المضافة "خطأ اقتصاديًا ضارًا ينبغي تصحيحه على الفور، وأعتقد أنه ينبغي إلغاؤها، كذلك يجب استرداد جميع الأموال التي تم الحصول عليها. فكرة الضريبة على القيمة المضافة خاطئة في بلدي في الوقت الحالي. ربما يمكن فرضها في المستقبل".

أضاف أنه يفضل أن يرى إلغاء ضريبة المبيعات وإلغاء الرسوم الحكومية للخدمات مثل التأشيرات وتراخيص العمل، وأن تحل محلها ضريبة الدخل القياسي، "وقد أوصيت بوقف جميع الرسوم وضريبة القيمة المضافة والسماح لهم بالاستفادة من الدخل، مثل بريطانيا على سبيل المثال".

لتركيز العقوبات

دوليًا، يبدو خلف الحبتور أنه يود إعادة انتخاب دونالد ترمب لولاية رئاسية ثانية، "وقلت إننا نحتاج إلى رجل أعمال بدلًا من سياسي لقيادة العالم. لكن ما قاله في الماضي كان مجرد كلام انتخابي، ولم يكن كثيرون من مؤيديه يعرفون عنا نحن العرب. إنهم لا يعرفون إن كنا إرهابيين أو صالحين. هناك الكثير من السذّج في الولايات المتحدة".

الحبتور مؤيد قوي لسياسة ترمب الأخيرة تجاه إيران، على الرغم من أنه يشعر أن العقوبات الأميركية يمكن أن تركز بشكل أفضل.

يقول: "إذا أراد ترمب جعل خامنئي وعصاباته يتضورون جوعًا حتى الموت، يمكنه فعل ذلك. لذلك لا أستطيع أن أفهم لماذا لا يفعل ذلك. هناك عقوبات، لكنها لا تقتل الأغنياء. ما زالوا يأكلون الكافيار وأفضل شرائح اللحم، بينما يتضور الفقراء جوعًا".

حزب الله هو التهديد

في ما يتعلق بقتل الأميركيين قاسم سليماني، الحبتور موافق على أنه الشيء الصحيح الذي كان يجب فعله، لكنه لمّح إلى أنه يعتقد أن هناك تواطؤًا إيرانيًا في عملية الاغتيال.

يقول: "كان هذا يجب أن يحدث منذ وقت طويل. كان سليماني أكبر مجرم على الأرض. أعتقد أن الإيرانيين أرادوا الخلاص منه، وإلا كيف كان يمكن الأميركيون تعقبه؟ في كل حال، ما حدث جيد، ولا يهم من فعله".

يصر سليماني على أنه يجب ألا يكون هناك تصعيد إقليمي إضافي، لكنه يعتقد أن التهديد الكبير القادم سيأتي من حزب الله، حليف إيران في لبنان: "أعتقد أن حزب الله أقوى من إيران، وأعتقد أن حسن نصر الله هو أكبر تهديد للسلام في المنطقة".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "عرب نيوز". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.arabnews.com/node/1615041/business-economy