أسامة مهدي: استبق محتجو العراق انتهاء مهلة حددوها مع منتصف ليل الاحد للحكومة واحزابها وبرلمانها بإختيار رئيس وزراء جديد يعدّ لانتخابات مبكرة وينفذ اصلاحات شاملة وبدأوا باغلاق الطرق والادارات والمدارس وشن اضرابات واعتصامات في العاصمة ومحافظات الوسط والجنوب العشر بالترافق مع تصاعد المواجهات مع المليشيات والقوات الامنية.

وتنتهي عند منتصف ليل الاحد مهلة حددها محتجو محافظة ذي قار الجنوبية وعاصمتها الناصرية للقوى السياسية بأسبوع واحد لاختيار رئيس لحكومة موقتة سرعان ما اعلن متظاهرو بغداد وبقية المحافظات تأييدهم لها وتصعيد فعالياتهم الاحتجاجية دعما لها.

صدامات ومصابون في بغداد

واستخدمت قوات مكافحة الشغب في بغداد اليوم الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع للتصدي لمتظاهرين مناهضين للسلطات في ساحات الطيران والخلاني والوثبة بوسطها، ما اسفر عن اصابة العشرات بسبب قمع القوات الحكومية ومواجهتهم بالقنابل الصوتية والمسيلة للدموع، ما أدى ايضا إلى تسجيل حالات اختناق بينهم.

وأعلن متظاهرو العاصمة انهم يتضامنون مع متظاهري الناصرية وتضحياتهم الكبيرة "وفاءً للدماء الطاهرة التي سالت في سبيل الوطن دماء أحرار العراق التي سقطت في ذي قار والمدن المحتجة كلها".

وأكدوا انهم سيصعدون من فعالياتهم غدا الاثنين وابلغوا سكان العاصمة انهم سيغلقون ايضا طرق بغداد السريعة لمحمد القاسم والقناة والدورة وحيي العامل والشعلة وطريقي مطار بغداد الدولي ومطار المثنى.

اعتصام لطلبة محافظة بابل الجنوبية اليوم الاحد

آلاف الطلبة المضربين يتوجهون الى ساحة التحرير بوسط بغداد اليوم

محافظات الجنوب الشيعية تشتعل

وفي محافظة النجف الجنوبية، قطع المتظاهرون منذ الصباح معظم الطرق والجسور عبر حرق الإطارات كما أغلقوا معظم الدوائر الحكومية والمدارس في المحافظة للضغط على الحكومة لتلبية مطالبهم، حيث قاموا بإقفال أبواب الادارات والمؤسسات الحكومية باللحام الحديدي مؤكدين انه بداية للتصعيد.

كما احرق المتظاهرون الليلة الماضية مقر ميليشيا حزب الله الموالية لايران قرب جسر الإسكان في المدينة بالكامل ومكتب النائب عدنان الزرفي رئيس كتلة النصر بزعامة رئيس الوزراء السابق حيدر العبادي في الكوفة، فيما قام محتجون بتسهيل مرور سيارات الاسعاف والجنائز والزائرين والحالات الطارئة على الرغم من قطع الطرق.

وفي الناصرية مركز محافظة ذي قار فقد تم قطع الطرقات والجسور وتوقف الادارات عن العمل مع اضراب شامل للطلبة.. كما خرج المئات من المتظاهرين في كربلاء مطالبين بالاصلاح الشامل.


نداء متظاهري العراق الى الامم المتحدة

وفي محافظة القادسية قامت ميليشيات بزي مدني باطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين بالقرب من مبنى المنتجات النفطية في مدينة الديوانية مركز المحافظة.

أما في محافظة بابل وعاصمتها الحلة الجنوبية، فقد احتشدت ساحة الاعتصام بوسطها بالمتظاهرين والاف الطلبة المضربين. كما خرج الاهالي في العمارة مركز محافظة ميسان الجنوبية متظاهرين تضامنا مع طلبتها المطالبين بإسقاط النظام السياسي.

واضافة لذلك انضمت محافظة البصرة الى المهلة التي حددتها الناصرية للقوى السياسية وهددت بموجبها بقطع الطرق الرئيسية مع بغداد ما لم تتم الاستجابة لمطالب المتظاهرين وفي مقدمتها تشكيل حكومة بعيداً عن المحاصصة والتحقيق في مقتل المتظاهرين لا سيما في محافظات الجنوب.

قلق وخيبة أمل

ويسود القلق اوساط الشعب العراقي من تصاعد الاحتجاجات وسط عدم اهتمام حكومي على الرغم من دخولها الرابع فيما تستعد المليشيات الموالية لايران للخروج بتظاهرة "مليونية" في العاصمة وهي تهدد بإقتحام ساحات التظاهرات لانهائها.

وقد علق السياسي والمحلل العراقي الشيعي غالب الشابندر على هذه التطورات بتغريدة تابعتها "إيلاف" على شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلا "منهج السيد مقتدى اصبح مُحير و قاعدته الشعبية اهتزت وخسر منها كثير ‏مليونية شيعية مثلاً!! ‏اين هي؟ اين صداها ‏معظم قادتها الشعب انتفض عليهم! ‏ماذا بعد؟ ‏تقضي على الفساد والبطالة ‏تُخرج اميركا ‏تضع حدا لإيران! ‏ان تجديد نهج العمل بظروف الواقع امر ضروري. ‏آلام الشعب تستحق اكثر واقعية وحرص".

ويشهد العراق منذ الأول من اكتوبر الماضي تظاهرات حاشدة انطلقت من أجل تنفيذ مطالب معيشية ومكافحة الفساد والبطالة إلا أنها سرعان ما تحولت إلى مطالب سياسية تتمسك برحيل الطبقة السياسية التي يتهمها المتظاهرون بالفساد والتبعية حيث واجهتها القوات الحكومية بالعنف المفرط والمليشيات المسلحة بالاغتيال والاختطاف والتهديد ما اسفر عن مقتل 669 متظاهرا واصابة 24.488 آخرين واعتقال 2.806 من المحتجين.