تزامنًا مع انعقاد مؤتمر برلين لإيجاد حلول سياسية للأزمة الليبية اليوم الأحد، أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن ليبيا بالنسبة لمصر تمثل مسألة أمن قومي.

إيلاف من القاهرة: يشارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، في مؤتمر برلين حول ليبيا، ووصل السيسي إلى برلين، مساء أمس السبت، في زيارة لألمانيا تستغرق يومين.

وكشفت رئاسة الجمهورية المصرية، أن الملف الليبي كان القاسم المشترك في اتصالات أجراها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الفترة الماضية، مشيرة إلى أهمية مؤتمر برلين اليوم الأحد في ألمانيا.

وأوضح المتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي أن "الاتصالات المكثفة مع كافة الأطراف جاءت في ظل المواقف المتباينة".

وأضاف في تصريحات رسمية: "من المعروف في كل الأزمات المشابهة فإن وقف إطلاق النار وحده غير كاف ولا يمكن ضمان ديمومته بدون مسار سياسي شامل يجمع كافة الأطراف ويتعامل مع كل جوانب الأزمة سواء السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية أو الأمنية وهذه هي وجهة نظر مصر".

وتابع: "الرئيس أكد بوضوح أن ليبيا مسألة أمن قومي بالنسبة لمصر.. لدينا 1200 كم حدود برية مشتركة بخلاف الحدود البحرية، ومصر تؤمن تلك الحدود على مدار الساعة من جانب واحد رغم أنه في حالة أي حدود مشتركة بين دولتين يتم اقتسام مسؤولية تأمينها".

وقال إن "مؤتمر برلين يضم كافة الأطراف الفاعلة بما فيها الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن ودول الجوار بالإضافة إلى الراعي الرئيسي ألمانيا والمنظمات الدولية ذات الصلة وعلى رأسها الأمم المتحدة والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، وكل هذه الأطراف مهتمة بالشأن الليبي بشكل كبير".

وجدد المتحدث باسم الرئاسة المصرية التأكيد على "ضرورة وقف تدفق المقاتلين الأجانب الذين يتم جلبهم من الخارج سواء من سوريا أو غيرها من المرتزقة والمتطرفين والإرهابيين المسلحين بما يزيد الوضع تعقيدا".

وطالب راضي الجميع بـ"التعامل مع الجيش الوطني الليبي باعتباره القوة الشرعية النظامية المعترف بها كقوة أساسية منوط بها حفظ الأمن في ليبيا كلها وهو الموقف الذي تردده مصر".

وقال إنه "يجب أيضا التعامل مع التدخلات الخارجية التي أصبح من الواضح أنها تزيد مساحة الفرقة وخاصة أن كل طرف له أجندته ومصالحه ويجب التحرك فقط لمصلحة الشعب الليبي والدولة الليبية، وعلى ضرورة إنفاذ وتفعيل إرادة الشعب الليبي".

وفي السياق ذاته، كشف رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح بعض التفاصيل حول ما حدث خلال زيارة الفرقاء الليبيين إلى موسكو قبل أسبوع، موضحا سبب رفض قائد الجيش الليبي خليفة حفتر التوقيع على بيان اقترحته روسيا.

وقال صالح، خلال كلمة له وسط أهالي ومشايخ وأعيان مدينة ترهونة الليبية، أمس السبت، إنه تلقى دعوة هو والمشير خليفة حفتر قائد "الجيش الوطني" من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وحينما وصلا وجدا (رئيس حكومة الوفاق) فايز السراج ووزيري داخليته وخارجيته ومرافقيه "فرفضنا في بداية الأمر لقاءهم".

وأضاف في الكلمة التي نقلها عنه موقع "الساعة 24"، أنه "تم عقد لقاء منفرد بين المشير بحضوري والمسؤولين الروس، وعرضوا علينا بيانا يحمل بعض النقاط العادية وأخرى خطيرة، فأجبتهم بأننا لم نأتِ لنتفق مع السراج ورجاله، لأن هذا الرجل بالنسبة لي لا يمثل أي صفة بعد رفضه مرتين من البرلمان وأنه فقط مواطن ليبي".

وتابع أن "الوفد الروسي قال لي ليس لك شأن به، وأن هناك اتفاقا سيوقع عليه الطرفان، فقلت له إن هناك مطالب لا بد من تثبيتها في الاتفاق، وأبرزها خروج المليشيات بالقوة أو غير ذلك، وتجميد الاتفاقية مع تركيا، وتحديد موعد لخروج المليشيات".

وأضاف أن "السراج كان معه الأتراك ووقعوا، لكننا رفضنا التوقيع، وحاولوا معنا فترة كبيرة لإقناعنا بالتوقيع على الاتفاق في فترة وصلت لـ 8 ساعات".

وأشاد بموقف المشير حفتر خلال اللقاء، وقال: "هذه حقيقة للتاريخ كنت شاهدا عليها أن المشير لم يكن مترددا في أي رأي يصدره فكان موقفنا موحدا بالاعتماد على الشعب والوطن".

وأشار إلى أن "السراج والأتراك كانوا يريدون تحقيق مصالح من النقاش معنا ومحاولة إقناعنا بالتوقيع"، ما أثار "استياء" الرئيس الروسي بوتين، على حد تعبيره.

ووصف صالح نتيجة هذا اللقاء بأنه "فشل ذريع" للسراج والأتراك، وأضاف أنه إذا لم يفرز مؤتمر برلين المقرر عقده اليوم الأحد، "نتيجة ترضينا.. فسنحرر أراضينا بأي شكل".