نصر المجالي: مع اعتزامه توجيه دعوة اللجنة الأمنية العسكرية (5+5) خلال أيام للاجتماع، كشف المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة أن لديه ما يحاسب عليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في عدم التدخل في ليبيا.

وقال المبعوث الأممي في حوار مع قناة "218" التلفزيونية الليبية، إن حضور أردوغان لقمة برلين جاء بسبب تهديده بإرسال مرتزقة سوريين إلى ليبيا، مؤكدا أن الرئيس التركي تعهد في البند الخامس من بيان مؤتمر برلين مثل غيره، بعدم إرسال قوات أو مرتزقة إلى ليبيا.

وقال سلامة: "الآن لدي ورقة ولدي ما أحاسبه عليه وقبل ذلك هذا الأمر لم يكن متوفرا... ولدي الآن تعهد منه".

وكشف عن مشروع سيتقدم به إلى لجنة 5+5 من أجل سحب جميع المقاتلين والمرتزقة غير الليبيين من الأراضي، معترفا بوجود أكثر من 2000 من المرتزقة في الأراضي الليبية.

مذكرتا التفاهم

وعن مذكرتي التفاهم بين تركيا وحكومة الوفاق، أوضح سلامة، أن "مذكرة التفاهم الأمنية عقدت بعض الأمور في ليبيا وزادت من التصعيد، بينما تمس مذكرة التفاهم البحرية مصالح دول أوروبية لاسيما قبرص واليونان"، مؤكدا أن المذكرة الأمنية قد تتأكد أو تلغى من قبل دولة ليبية موحدة، في حين مصير مذكرة التفاهم البحرية تحدده محكمة العدل الدولية، لأن ليبيا وتركيا لم توقعا على معاهدة اتفاق البحار.

وشدد المبعوث الأممي، على أن الليبيين يخطئون باستخدام النفط في النزاعات السياسية، معربا عن أمله في أن يتوصلوا إلى قناعة بأن النفط يطعمهم جميعا، مبينا أنه يسير بسرعة لإنجاز المسار المالي والاقتصادي، والذي يضمن توزيعا عادلا للثروة، مؤكدا أنه يريد عزل النفط عن السياسة.

استقطاب حاد

من جانب آخر، كشف غسان سلامة أنه أبلغ مجلس الأمن في نهاية يونيو الماضي بأنه عاجز عن التوصل إلى وقف لإطلاق النار، وإلى تفاهم بين الأطراف الليبية بعد اندلاع الحرب في الرابع من أبريل الماضي، مؤكدا أنه حاول المستحيل في هذا الشأن لكنه لم يوفق، وعزا ذلك إلى وجود استقطاب حاد بين الليبيين، زاد من خطره استقطاب دولي، وما وصفها بعملية تصدع لأي تفاهم دولي حول ليبيا.

يذكر أن مؤتمر برلين، انعقد يوم الأحد الماضي، برعاية الأمم المتحدة بعد أن أعلن كل من الجيش الوطني الليبي، وحكومة الوفاق الوطني التزامهما بوقف إطلاق النار اعتبارا من منتصف ليل 12 يناير الجاري، استجابة لمبادرة تقدم بها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان.

ودعا البيان الختامي لمؤتمر برلين جميع الأطراف إلى الامتناع عن أي أنشطة تؤدي إلى تفاقم النزاع أو تتعارض مع حظر الأسلحة الأممي أو وقف إطلاق النار، بما في ذلك تمويل القدرات العسكرية أو تجنيد المرتزقة، كما دعا البيان، مجلس الأمن الدولي إلى "فرض عقوبات مناسبة على الذين يثبت انتهاكهم لإجراءات وقف إطلاق النار، وضمان تطبيق تلك العقوبات".

اللجنة الامنية

وإلى ذلك، أكد المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا، غسان سلامة، نيته دعوة اللجنة الأمنية العسكرية (5+5)، خلال أيام للاجتماع بعد تسلمه أسماء أعضائها من كلا الطرفين الليبيين، مشيرا إلى أن المسار السياسي سينطلق نهاية هذا الشهر.

وقال سلامة، في لقاء مع وكالة "سبوتنيك" الروسية، يوم الاثنين: "المسارات الثلاثة بدأت تعمل. المسار العسكري والأمني يتألف من 5 ضباط نظاميين من كل طرف، ولقد تسلمت يوم أمس الأسماء الخمسة من كلا الطرفين، وسأدعو خلال أيام للاجتماع الأول للجنة العسكرية، أما اللجنة المالية والاقتصادية فقد بدأت اجتماعاتها في السادس من يناير، والمسار السياسي سيبدأ إن شاء الله في نهاية الشهر".

مسارات ثلاثة

وأضاف: "في المرحلة الحالية الأولوية هي للمسارات الثلاثة وعلى رأسها المسار الأمني والعسكري الذي آمل في دفعه إلى الأمام خلال أيام في جنيف".

أما عن المسار السياسي، فأوضح المبعوث الأممي أن "المسار السياسي يقوم على اختيار 13 مندوبا من مجلس النواب، و13 مندوبا من مجلس الدولة، وعدد من الشخصيات المستقلة، ونساء وممثلي المكونات وما شابه وتختارهم البعثة ويجتمعون مع المندوبين القادمين من مجلس النواب ومن مجلس الدولة"، مشيرا إلى أن هذا المسار يشمل "البحث في كل المواضيع السياسية المعلقة منذ سنوات وسنوات، وبينها مصير مسودة الدستور، التي تم التفاهم عليها في الهيئة التأسيسية ومصير قوانين الانتخاب الضرورية وتحديد موعد الانتخابات وربما إعادة تشكيل حكومة موحدة لعموم ليبيا، تشرف على إجراء الانتخابات".

المقاتلون الأجانب

وأكد المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا، أن "الجزء الأساسي من خطة اللجنة الأمنية العسكرية (5+5) هو الحرص والمطالبة بمغادرة كل المقاتلين الأجانب للأراضي الليبية في أسرع وقت".

وقال: "نحن في اللجنة العسكرية الأمنية ( 5+5) جزء أساسي من خطتنا هو أن نطلب، ونحرص على مغادرة كل المقاتلين غير الليبيين للأراضي الليبية في أسرع وقت".

وأشار غسان سلامة إلى أنه "تم البحث في المقاتلين غير الليبيين الذين يتدفقون منذ بدء الحرب، مؤكدا أن "هناك مقاتلين جاؤوا من سوريا، لكنّ هناك مقاتلين من مناطق أخرى مثل السودان وتشاد وغيرها من الأماكن والدول الأخرى".