إيلاف: كشف النقاب في بغداد اليوم عن فضيحة مدوية ارتكبها عبد المهدي من دون احترام لأرواح ضحايا الاحتجاجات، حيث قام بإعادة المتهم بارتكاب مجزرة مدينة الناصرية الجنوبية الى منصبه العسكري الرفيع رغم صدور امر بإعتقاله.. فيما تم الاعلان عن مقتل عشرة متظاهرين خلال الثماني والاربعين ساعة الماضية وسيطرة المحتجين على معظم مناطق العاصمة، بينما هددت ميليشيا موالية لايران الرئيس صالح في حال لقائه مع ترمب في دافوس، حيث يوجدان حاليًا.

وكشف مصدر عراقي مطلع ان القائد العام للقوات العراقية المسلحة عادل عبد المهدي قد اعاد قائد خلية الازمة في محافظة ذي قار الجنوبية وعاصمتها الناصرية سابقا الفريق الركن جميل الشمري والمتهم بارتكاب مجزرة المدينة التي راح ضحيتها 54 محتجا لدى توليه قيادة الخلية في نوفمبر الماضي الى منصبه رئيسا لجامعة الدفاع للدراسات العسكرية رغم صدور امر قضائي باعتقاله ومنعه من السفر.

واشار المصدر الى ان الفريق الشمري المفترض ان يكون قد احيل الى التحقيق قد اعيد الى منصبه رئيسا لجامعة الدفاع للدراسات العسكرية والتي مقرها في المنطقة الخضراء في وسط بغداد من دون أي اجراء قضائي رغم صدور امر بالقبض عليه والتحقيق معه. ونقلت وكالة "بغداد اليوم" عن المصدر قوله إن "الشمري كان يشغل هذا المنصب قبل تكليفه من قبل رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي في نهاية نوفمبر الماضي بمنصب قائد خلية الازمة في ذي قار قبل حدوث مجزرة راح ضحيتها العشرات من متظاهري الناصرية.

وكان يوم الثامن والعشرين من نوفمبر قد شهد لدى تولي الشمري قيادة ازمة ذي قار سقوط 54 قتيلا وجريحا خلال التظاهرات التي شهدتها المحافظة والأحداث التي تخللتها صبيحة اليوم نفسه.

الشمري الى جانب وزير الخارجية محمد علي الحكيم - صورة على موقع الخارجية العراقية سحبت في ما بعد

اثر ذلك قرر عبدالمهدي سحب يد الفريق الشمري واستدعاه للتداول بشأن الاحداث التي حصلت في الناصرية ثم اصدرت السلطة القضائية العراقية في الاول من ديسمبر الماضي أمر قبض ومنع سفر بحقه.

واوضح اعلام السلطة القضائية ان "الهيئة القضائية التحقيقية المشكلة لنظر قضايا أحداث التظاهرات في ذي قار أصدرت مذكرة قبض ومنع سفر بحق الفريق جميل الشمري" .. واشارت الى ان الهيئة في رئاسة محكمة استئناف ذي قار أصدرت مذكرة قبض ومنع سفر بحق الشمري عن جريمة إصدار الأوامر التي تسببت بقتل متظاهرين في المحافظة".

وقد اثيرت هذه التطورات حاليا اثر ظهور الفريق الشمري امس الى جانب وزير الخارجية محمد علي الحكيم في جامعة الدفاع الوطني للدراسات العسكرية بعد القاء الاخير محاضرة هناك. لكن الوزارة حذفت من موقعها ومنصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي الصورة التي جمعت الوزير الحكيم، مع شخصيات أخرى من بينها الفريق الشمري رغم انه مطلوب بتهمة قمع وقتل المحتجين في الناصرية.

واثر ذلك انهالت ردود الأفعال الغاضبة على صفحة وزارة الخارجية في موقع "فايسبوك" بعد حذف الخبر الذي يظهر فيه الشمري واستبداله بآخر ارفقت معه صورة وزير الخارجية محمد علي الحكيم فقط كما لاحظت الوكالة. وقد دان النائب عن تحالف سائرون غياب العميري وظهور الفريق الشمري للمرة الاولى بعد أحداث الناصرية إلى جانب وزير الخارجية في كلية الدفاع الوطني في جامعة الدفاع للدراسات العسكرية.

وقال العميري في بيان إن "ظهور جميل الشمري على شاشات التلفزة و بمعية وزير الخارجية امر مستنكر".. عاداً هذا ‏"الظهور وفي هذا الوقت تحدياً لمشاعر العراقيين وذوي الضحايا من الشهداء و‏الجرحى من اهالي الناصرية‎". وطالب بـ"الكشف عن نتائج التحقيق في احداث مجزرة الناصرية ومصير المتهم الاول فيها جميل الشمري".. حاثاً "لجنة تقصي الحقائق المشكّلة من قبل لجنة الامن والدفاع في مجلس النواب بالاسراع في اجراءاتها والاعلان عن النتائج والتوصيات".

مقتل عشرة متظاهرين خلال الثماني والاربعين ساعة الماضية
اعلنت المفوضية العراقية العليا لحقوق الانسان مقتل عشرة متظاهرين خلال تصاعد الاحتجاجات التي شهدتها البلاد خلال الثماني والاربعين ساعة الماضية.

قالت المفوضية في بيان اطلعت على نصه "ايلاف" انها قد وثقت من خلال فرقها الرصدية المنتشرة في ساحات التظاهر في بغداد وعدد من المحافظات تطور المظاهرات وما رافقها من أحداث مؤسفة تسببت بسقوط ضحايا من القتلى والجرحى نتيجة الصدامات بين المتظاهرين والقوات الأمنية.

طريق محمد القاسم الدائري السريع حول بغداد تحت سيطرة المتظاهرين

واشارت المفوضية الى ان حصيلة هذه الصدامات كانت مقتل 4 اشخاص في محافظة بغداد وإصابة 85 متظاهرا واعتقال 36 آخرين فيما قتل متظاهر واحد وأصيب 3 آخرون في محافظة ديالى. أما في محافظة البصرة جنوبا فقد تسببت الصدامات بين المتظاهرين والقوات الأمنية بمقتل 3 متظاهرين وإصابة متظاهر واحد، إضافة إلى 24 من القوات الأمنية واعتقال 22 متظاهرا، وفي محافظة ذي قار أصيب 8 متظاهرين وفي محافظة كربلاء قتل متظاهران، واصيب 18 فيما تم اعتقال 30 آخرين.

وابلغ ناشط عراقي "إيلاف" الليلة الماضية أن عمليات سيطرة المتظاهرين على الطرق السريعة والمناطق المحيطة بغداد والساحات العامة في العاصمة قد تصاعدت مع حلول الليل حيث اغلقوا بالكامل ‏سريع محمد ‎القاسم باتجاه جنوب العراق وطريق قناة الجيش وسريع الشعة وساحة عدن وطريق بغداد الجديدة الدورة وقناه ‎الجيش" مغلقة والشارع الرئيس للمعامل باتجاه محافظ ديالى شرقا والشارع العام في منطقة العبيدي اضافة الى اغلاق مناطق البلديات والحرية وسريع الغزالية وبوابة الكاظمية باتجاه محافظة صلاح الدين غربا وبغداد الحسينية باتجاه كركوك شمالا.

واكد وصول المتظاهرين الى ملعب الشعب في الخط السريع وقاموا باغلاقه تماماً والقوات الأمنية بكل صنوفها متواجدة بعد جسر الملعب.
من جهتهم، دعا المحتجون الامين العام للامم المتحدة والمنظمات الدولية الانسانية الى الضغط على السلطات العراقية لحماية المتظاهرين من بطش الميليشيات المسلحة التي تتسلم تعليماتها من ايران كما ينبغي تذكيرها بمسؤولياتها الاخلاقية كعضو في الامم المتحدة.

تهديد الرئيس العراقي
على صعيد اخر، حذر المسؤول الامني لكتائب حزب الله العراقية ابو علي العسكري الرئيس العراقي برهم صالح من لقاء الرئيس الاميركي دونالد ترمب في مؤتمر دافوس المنعقد في سويسرا حاليا.

وكتب العسكري في تغريدة على شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلا "نشدد على ضرورة التزام برهم صالح في عدم اللقاء بالاحمق ترمب وزمرة القتلة التي ترافقه".. مهددا انه "بخلاف ذلك سيكون هناك موقف للعراقيين تجاهه لمخالفته ارادة الشعب وتجاهل الدماء الزكية التي اراقتها هذه العصابة".

الرئيس صالح خلال لقاء سابق مع ترمب

اضاف مخاطبا صالح "سنقول حينها لا اهلا ولا سهلا بك وسيعمل الاحرار من ابنائنا على طرده من بغداد الكرامة والعز".

وقد وصل الرئيس صالح الليلة الماضية الى دافوس، حيث سيلقي اليوم كلمة العراق في إطار مشاركته في منتدى المدين ستتناول تطورات الأوضاع التي تشهدها بلاده والمنطقة، كما سيجتمع مع الرئيس الاميركي دونالد ترمب لبحث علاقات البلاد وتأثير الصراع الاميركي الايراني عليها.

وانطلق المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس السويسرية امس، ويستمر حتى الجمعة المقبل، حيث تحول المنتدى الذي يعود تاريخه إلى عام 1970 إلى حدث يجمع زعماء العالم ورؤساء الشركات الكبرى وخبراء الاقتصاد سنوياً.