تحديات كثيرة تواجهها الحكومة الجديدة في لبنان، وكان لافتًا في تشكيلها بروز العنصر النسائي، إذ للمرة الاولى تتمثل 5 نساء في الوزارة الجديدة التي شكّلها رئيس الحكومة حسان دياب.

إيلاف من بيروت: بتأليف الحكومة الجديدة تنتقل البلاد الى مرحلة جديدة من التحدي، فهذه الحكومة منذ التوصّل الى "اتفاق الطائف" تمثّل انعطافة في آليّة تأليف الحكومات عبر المعايير التي فرضها رئيسها حسان دياب، مستفيدًا فيها من الواقع المأزوم الذي أدى الى تكليفه.

ستكون أمام هذه الحكومة 3 تحديات: الأول، امتصاص نقمة الشارع بجزءَيه الحزبي المتضرر، والشعبي المنتفض، علمًا انّ جزءًا من هذا الشعب سيعطي الحكومة فرصة، لأنّ تأليفها أعاد لحظة الأمل للناس. والثاني، أن تكون فريق عمل يضع الازمة المالية ـ الاقتصادية أولوية وحيدة أو مطلقة. والثالث، ترتيب العلاقة مع المانحين من عرب ومجتمع دولي وكسب ثقتهم.

كان لافتًا في تشكيل الوزارة بروز العنصر النسائي، حيث تمثلت 5 وزيرات، وهن زينة عكر وزيرة للدفاع ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء، غادة شريم وزيرة للمهجرين، ماري كلود نجم وزيرة للعدل، لميا يمين وزيرة للعمل، ومنال عبد الصمد وزيرة للإعلام.

جدارة المرأة
تقول الوزيرة السابقة منى عفيش لـ"إيلاف" إنه "في البدء أعتبر ان المرأة أظهرت جدارتها وعملها، وانها كفوءة للدخول في مجال السياسة، لكن يبقى القرار السياسي الذي يجب أن يأتي من الأحزاب والجهات العاملة في السياسة، من خلال دعم المرأة التي تملك دورًا للقيام به، إن كان على صعيد سياسي أو إجتماعي، أو محاربة الفساد، وتجلَّت حقيقة في أمور عدة في المصارف والشركات، حيث هناك سيدات صاحبات شركات كبيرة، وفي مجال الاقتصاد والأموال وبالقضاء وبالإدارة، حيث هناك مديرات عامات.

معوقات
ما هي المعوقات التي تواجهها المرأة كوزيرة أو في أي عمل سياسي؟ تجيب: " كوزيرة كان هناك تعاون كبير مع سائر الوزراء، المهم ان تُعطى المرأة حقيبة معينة تتماشى مع اختصاصاتها، كوزيرة دولة مثلاً لشؤون معينة، حيث يمكن أن تبرع أكثر، و"لم أجد اي صعوبة كوزيرة، وعندما دخلت الى الوزارة أردت إدخال كل ما عملت به، وكنت أتابع مع النواب لتذليل العراقيل.

اما هل الجمعيات النسائية اليوم تقوم بواجباتها لكي توصل المرأة الى مراكز سياسيّة مهمة؟ تجيب عفيش: "حتى اليوم لم أسمع أن الجمعيّات النسائيّة والاهليّة طالبت بمراكز نسائيّة، ولكن اليوم الجمعيات النسائيّة لم تقم لتقول نحن نصف المجتمع، أرى أن الجمعيّات لم ترفع صوتها لتطالب بحقوق المرأة، هناك أمور مصيريّة على مستوى الوطن يجب أن تشارك فيها المرأة كي تتساوى مع الرجل، ويجب على المرأة أن تُسمع صوتها من خلال لوبي نسائي يجمع كل السيدات من خلال بوتقة واحدة.

قضايا الوطن
أما إقبال دوغان (رئيسة المجلس النسائي سابقًا) فتتحدث لـ"إيلاف" عن أن المرأة اللبنانيّة لا تهتم اليوم فقط بقضايا النساء، بل أيضًا بقضايا وطنها والمنطقة.

تقول دوغان ماذا نستفيد كجمعيات نسائيّة إذا نلنا حقوقنا ولا ديموقراطية ولا حرية ولا حياة سياسيّة في لبنان"؟. ولكن هذا لا يعني، تضيف دوغان، أن قضايا المرأة جانبيّة، قضايانا هي جزء من ضرورة إيجاد وطن ديموقراطي مدني.

تضيف "نطالب بقانون نيابي عادل يتضمن الكوتا النسائية، وقد حققنا كجمعيات نسائيّة خطوة في قضية العنف ضد المرأة، ولكنه يبقى غير مكتمل ولدينا ملاحظات عليه، وكذلك حققنا موضوع إجازة الأمومة لعشرة أسابيع، بعدما كانت لسبعة أسابيع لكل القطاعات".

غياب عن السياسة
عن غياب المرأة عن المشاركة السياسيّة في لبنان في السابق وبروزها اليوم في المجال الوزاري وضرورة تفعيل ذلك، تقول دوغان: "يكون ذلك بقانون نيابي عصري يعتمد الكوتا النسائيّة".

وخصوصًا ضرورة تفعيل تلك الكوتا النسائيّة في العمل البلدي في الأساس للوصول بعدها إلى العمل النيابي، وفي كل المواقع يجب أن تكون بنسبة 30 % على الأقل.