باريس: بمناسبة الدورة الثانية لليوم الدولي للتعليم، الذي يُحتفل به في 24 يناير من كل عام، ستسلّط اليونسكو الضوء على مستقبل التربية والتعليم من خلال استضافتها مؤتمراً بعنوان التعلّم من أجل البشر والكوكب والرخاء والسلام، وستطلق أداة إلكترونية لقياس التقدم المحرز في مجال التربية في العالم، وستستضيف الاجتماع الأول لمفكرين عالميين مرموقين، عُيّنوا لقيادة مبادرة مستقبل التربية والتعليم التي أطلقتها اليونسكو (28 و29 يناير).

تشترك اليونسكو مع مركز البحوث الجامعة بين التخصصات في تنظيم المؤتمر الذي سيُعقد في 24 يناير في مقر اليونسكو، وسيسلط الضوء على السبل العديدة التي يمكن للتعلّم من خلالها تمكين البشر والمحافظة على الكوكب وتعميم الرخاء وتعزيز السلام، وهو موضوع اليوم الدولي للتعليم لهذا العام.

ستفتتح المؤتمر المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، (في الساعة 2:00 عصراً)، وهو سيجمع واضعي السياسات التعليمية، ومن ضمنهم، وزير التربية الوطنية والشباب في فرنسا، جان ميشال بلانكير، والوزير والمستشار الخاص لرئيس النيجر، إبراهيما غيمبا-سايدو، وأكاديميين وخبراء رائدِين في مجال التعليم والأطراف المعنية من جميع أنحاء العالم. كما ستتحدث مساعدة المديرة العامة للتربية، ستيفانيا جيانيني، وتدير الحوار.

وستشدد الاحتفالات باليوم الدولي للتعليم على أهمية التعليم بالنسبة إلى الطموحات الإنمائية المشتركة للمجتمع الدولي المتمثلة في أهداف التنمية المستدامة لعام 2030، وفي هذا الصدد، صرحت المديرة العامة قائلة: "إن التعليم هو ركيزة أساسية لأهداف التنمية المستدامة، فإن فشلنا في مجال التعليم، ستنهار المنظومة الإنمائية بكاملها".

ستقوم اليونسكو إبّان احتفالات الأمم المتحدة باليوم الدولي للتعليم في نيويورك، بعرض أداة إلكترونية جديدة لقياس التقدم المحرز في التعليم، من شأنها تخويل الجمهور وواضعي الخطط التعليمية، والشركاء في مجال التعليم، من متابعة تقدم البلدان نحو تحقيق الهدف 4 من أهداف التنمية المستدامة، الخاص بالتعليم. وأعدّ هذه الأداة التقرير العالمي لرصد التعليم التابع لليونسكو، بدعم من الوزارة الاتحادية الألمانية للتعليم والبحوث، وستكون متاحة بلغات الأمم المتحدة الرسمية الست (العربية والصينية والإنجليزية والفرنسية والإسبانية والروسية) إضافة إلى الألمانية.

يُسهم اليوم الدولي للتعليم في إعادة التفكير في التعليم والمساهمات التي يقدمها لمجتمعاتنا، بما يتوافق مع مبادرة مستقبل التربية والتعليم التي أطلقتها السيدة أزولاي في سبتمبر الماضي، وتقودها رئيسة إثيوبيا، سهلي-ورق زودي.

عيّنت المديرة العامة شخصيات بارزة في المجال السياسي والأكاديمي والفنون والعلوم والأعمال والتعليم، لكي يشكّلوا لجنة دولية مستقلة تُعنى بمستقبل التربية والتعليم، وترأسها الرئيسة سهلي-ورق زودي، واللجنة مكلفة بإعادة التفكير في دور التعليم في رسم المستقبل وتلبية احتياجات البشرية.

وستتولى اللجنة الدولية المعنية بمستقبل التربية والتعليم مهمة إصدار نتائج عملها في تقرير تنشره في نوفمبر 2021. وسيعرض التقرير رؤية استشرافية وخطة السياسات لمستقبل المعرفة والتعلّم.

وكانت اليونسكو قد نشرت أول تقرير عالمي لها عن التعليم في عام 1972، وجاء بعنوان تعلّم لتكون: عالم التربية اليوم وغداً، وكان من إعداد لجنة ترأسها رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق ووزير التربية السابق، إيدغار فور. وكان التقرير الثاني المعنون: التعلّم: ذلك الكنز المكنون، من إعداد لجنة دولية ترأسها الرئيس الأسبق للمفوضية الأوروبية ووزير الاقتصاد والمالية الفرنسي الأسبق، جاك دولور. وأما التقرير القادم، فسيأتي مخالفاً للتقارير السابقة، ولن يقتصر على خبرة الخبراء وحسب، وإنما سيتجاوزها إلى مساهمات تُقدم عن طريق مشاورة عامة عالمية.