أسامة مهدي: أكد الرئيس العراقي رفض بلاده لاي املاءات خارجية وقال انه ليس من مصلحتها أن تختار التحالف مع أحد على حساب الآخرين وانما يجب ان تكون مدفوعة بمصالحها الوطنية وليس بمصالح الآخرين، بل وحتى مصالح حلفائه، مشيدا بالشباب العراقي الذي يطالب بالاصلاح منذ اربعة اشهر.

واكد الرئيس العراقي برهم صالح ان العراق يمر الآن باوقات عصيبة حيث يتظاهر المحتجون، ومعظمهم من الشباب العراقي، في الشوارع منذ نحو أربعة أشهر، مشيراً الى انهم يطالبون بالتغيير، ولديهم رغبات عميقة ومطالب بفرص اقتصادية وأخرى لوطن، وأن يجعلوا أصواتهم مسموعة ومستجابة.

العراق في عين العاصفة

وأوضح صالح في كلمة القاها في منتدى دافوس الاقتصادي اليوم الأربعاء وحصلت "إيلاف" على نصها ان الصراع الإقليمي يهدد سيادتنا في ذات الوقت، ونحن في عين العاصفة، معرباً عن ثقته بأن يرتقي العراق إلى مستوى هذه التحديات، بدلاً من أن يقع فريسة لها، خاصة انه ما يزال بإمكاننا أن نظهر كبلد أفضل وأقوى وأكثر تماسكاً وازدهاراً.

وقال "لقد ذكّرتنا التوترات المتصاعدة بين إيران ودول الخليج والولايات المتحدة خلال الشهر الماضي بأن طموحاتنا تظل عرضة للنزاعات السياسية الخارجة عن سيطرتنا وللتدخل الأجنبي غير المرحب به".

وشدد على أن العراق يسعى لعلاقات جيدة مع الجميع، وليس لدينا مصلحة في الانجرار إلى صراعات ليس من خيارنا وصنعنا، ولكن إذا ظل جيراننا وحلفاؤنا على خلاف، ولم تُحترم سيادتنا، واستُخدمت أراضينا كساحة للمعركة، حينها لا يمكننا أن نأمل في تحقيق أجندة التغيير الخاصة بنا.
وأضاف أن دعوة البرلمان العراقي الأخيرة لسحب القوات الأميركية من بلادنا ليست علامة على الجحود أو العداوة، بل إنه رد فعل على ما يراه الكثير من العراقيين انتهاكاً لسيادة بلادهم.

التحالف الدولي بقيادة واشنطن ساعد العراق على القضاء على داعش

واشار الى ان العراق يدين بالامتنان للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، لا سيما للدعم العسكري والاقتصادي الذي قدمه، وما زال يقدمه هذا التحالف، في الحرب ضد داعش. لقد كان التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة أساسيا في اتاحة القوات العراقية بالظهور منتصرة في تلك المعركة الوجودية.

وقال ان إيران لعبت أيضاً دوراً محورياً في الحرب ضد داعش، ونحن نتشارك مع الجمهورية الإسلامية روابط عريقة من الجغرافيا والموارد المائية والاقتصاد والدين كما ترتبط علاقات العراق ومصالحه أيضا ارتباطا وثيقاً بعمقه العربي - وغني عن القول أن لتركيا الجارة الشمالية تأثير كبير على مصالحنا، وكما ترون، ان الجغرافيا السياسية للعراق إلى حد ما مثيرة للاهتمام وصعبة وحيوية على أقل تقدير.

لا يجب معاقبة العراق لحفاظه على مصالحه الوطنية

وشدد بالقول ليس من مصلحتنا أن نختار التحالف مع أحد على حساب الآخرين طالما يحترم كلاهما سيادتنا واستقلالنا لكن لا ينبغي لأي دولة السعي للإملاء على العراق مع من يجب أن تكون لنا علاقات وكيف. يجب أن تكون سياساتنا وعلاقاتنا الدبلوماسية والاقتصادية، مدفوعة بمصالحنا الوطنية، وليس بمصالح الآخرين، بل وحتى مصالح حلفائنا. إن سيادة العراق واستقراره يجب أن تكون المصلحة المشتركة لجيراننا وشركائنا الدوليين.

واشار الى انه يجب ألا نعاقب على حماية مصالحنا السيادية أو السعي لتعزيز استقلالنا العسكري.

ونوه الى إن دعوة البرلمان العراقي الأخيرة لسحب القوات الأمريكية من بلادنا ليست علامة على الجحود أو العداوة، بل إنها ردة فعل على ما يراه الكثير من العراقيين انتهاكات لسيادة بلادهم، وسيتم حل هذه القضية من خلال الحوار الذي يجب أن يكون في صميمه سيادة العراق واستقراره.

وحذر من انه لن يكون الأمن والازدهار في العراق ممكنين ما لم يجد الشرق الأوسط برمته وسيلة لتجاوز عدم الاستقرار والصراع. إن ويلات العنف والمواجهة التي لا هوادة فيها لا تجلب سوى المعاناة لشعبنا، مما يسلبهم المستقبل الذي يستحقونه.

واكد على الحاجة إلى أطر إقليمية للتعاون الأمني والاقتصادي والتجاري توفر السبيل للحوار السياسي وحل النزاعات بين الخصوم، وينبغي أن نسعى لإيجاد الحلول الخاصة بنا فيما يتعلق بمشاكلنا الخاصة .. موها الى ان هذا ما يطالب به عشرات الآلاف من الشباب العراقي في احتجاجات سلمية في شوارع بغداد وغيرها من المدن، والتي بدأت منذ نحو أربعة أشهر.

الشباب العراقي يحتاج لحياة افضل ويبحث عن وطنية بلده

وبين الرئيس صالح انه إنه لأمر مدمر ومؤلم من أن أعمال العنف التي يرتكبها الخارجون عن القانون أدت إلى مقتل أكثر من 600 من المتظاهرين الأبرياء السلميين - معظمهم من الشباب الذين ولدوا في التسعينيات وما بعدها – فضلا عن العديد من أفراد الأمن. وانني أدين هذه الجرائم/ الأفعال بأشد العبارات، وسيتم التعامل مع مرتكبيها وفقا للقانون. العدالة والأمن أساس الدولة والمجتمع – بالنسبة للبلاد، وان الاحتجاج السلمي حق أساسي.

واوضح ان الشباب العراقي يحتج من أجل حياة أفضل، ووطن، ومزيد من الوظائف، وتحسين الخدمات، ووضع حد للفساد الذي أصاب بلادنا بالشلل منذ فترة طويلة. إنني أريد الشيء ذاته لهم...إنهم يريدون أن تكون الوطنية العراقية شاملة، ولا تنقسم وفقا للهوية الطائفية.. انهم يريدون نظاما سياسيا ديمقراطيا يعكس هويتهم الجامعة ويستعيد كرامتهم. إنهم يريدون انتخابات حرة ونزيهة وهذا هو تحول الأجيال الذي يعكس التوق إلى ما هو أفضل، وإلى أكثر من ذلك .. واستدرك بالقول لن تكون هذه عملية سهلة. ولا يمكن أن تتحقق بين عشية وضحاها.

وشدد على ضرورة مواجهة الفساد - فهو السرطان وهو الاقتصاد السياسي للصراع وعدم الاستقرار السياسي وإرساء الحكم الرشيد وسيادة القانون في الممارسة العملية، بدلاً من مجرد أن تكون شعارات كلامية، تتكرر إلى ما لا نهاية ولكن لا يتم اتباعها مطلقاً.

أوقات عصيبة

ونوه الى انها اوقاتا عصيبة بالنسبة للعراق والمنطقة ولكن تحقيق الاستقرار في العراق ورسم مسار للسلام والازدهار يعد خطوة حاسمة للقضاء على التطرف والصراع الذي يصيبنا جميعاً.

وختم الرئيس العراقي كلمته بالقول "نحن العراقيون نعلم في نهاية المطاف أن المستقبل يكمن في أيدينا، لكننا ممتنون أيضا للمساعدة التي يقدمها شركاؤنا، في الشرق والغرب، ونعلم أن التزامهم تجاهنا أمر حيوي لنجاحنا".
وفي وقت سابق اليوم بحث الرئيس صالح مع نظيره الاميركي ترامب تخفيض الوجود العسكري الاجنبي في بلاده ومنع تحول العراق الى ساحة للصراع وتصفية الحسابات اضافة الى التعاون العسكري بين البلدين.

واشارت الرئاسة العراقية الى انه قد تم خلال الاجتماع تدارس وجود القوات الأجنبية وتخفيضها في البلاد وأهمية احترام مطالب الشعب العراقي في الحفاظ السيادة الوطنية و تأمين الأمن و الاستقرار.

يشار الى ان مجلس النواب العراقي قد صوت مؤخرا على اخراج القوات الاميركية من العراق فيما دعت مليشيات الحشد الشعبي الموالية لايران الى ما اسمتها بمليونية الجمعة المقبل للمطالبة بأنهاء الوجود الاميركي في البلاد.

وكانت المليشيات الشيعية العراقية الموالية لايران قد هددت الرئيس صالح باجراءات في حال اجتماعه مع ترامب و"حذر" المسؤول الامني لكتائب حزب الله العراقية ابو علي العسكري الرئيس صالح من لقاء ترامب في مؤتمر دافوس المنعقد في سويسرا حاليا.