بهية مارديني: تداول الناشطون السوريون أسماء وأعضاء لجنة تحضيرية لمؤتمر وطني يجري عقده قريبا وسط الحديث عن تعويم جديد للنظام السوري من قبل عدة دول ومؤسسات رغم استمرار القصف في ريف ادلب وريف حلب الغربي.

وعن أهمية عقد مؤتمر وطني سوري جامع هذه الفترة، وماذا سيضيف عن المؤتمرات السابقة؟ وماذا سيكون الموقف العام تجاه نظام الاسد وتعويمه؟ يقول الدكتور خالد المحاميد عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر في لقاء مع "إيلاف"، إنه "من الواقعية والأمانة القول بأن السوريين ودول المنطقة يجمعون علنا أو في المجالس الخاصة على غياب جسم وطني سوري تمثيلي ووازن. ولنقولها بصراحة أكبر، الجسم الذي أنتج في الدوحة في 2012 أصبح خارج الخدمة، وهناك مشكلة كبيرة في انتاج وفد تفاوضي قوي وتمثيلي، كما جرى الاتفاق في فيينا وتثبت ذلك في قرار مجلس الأمن 2254".

واعتبر أن "النظام يستثمر في هذا الوضع للتهرب من أية مفاوضات جدية تضع على الطاولة موضوع الإنتقال السياسي، وللأسف يمتد هذا الاستثمار للدول المتدخلة في الشأن السوري.

يقول: "من كان يتصور وجود 1500 مقاتل سوري في ليبيا وعودة 25 جثة لمواطنين سوريين يصنفون في القانون الإنساني الدولي مرتزقة؟ هذا الوضع البائس استنفر عددا كبيرا من السوريين للسؤال التقليدي في حالة كهذه: ما العمل؟".

محاولات

وأضاف المحاميد "البعض يحاول عقد مؤتمر في اسطنبول لإحياء العظام وهي رميم، البعض الآخر يعتقد أن بالإمكان تفادي الأمر بإصلاحات في التمثيل في اللجنة التفاوضية، وهناك من يظن أن من الضروري عقد مؤتمر سوري عام ومستقل هدفه استعادة السوريين لقراراتهم السيادية بعيدا عن صراعات المحاور. شخصيا، أعتقد بضرورة عقد هكذا مؤتمر رغم كل الصعوبات والمعيقات".

وحول اللجنة التحضيرية في اطار أسماء وشخصيات مختلفة، و ما المنظور لمدى قوة هذه الشخصيات في التأثير والتمثيل؟

أجاب المحاميد "أولا اللجنة التحضيرية تكليف ولا تشكل امتيازا أو منصبا، ومن الضروري توسيعها لتغطي أوسع طيف من الوطنيين السوريين. المدعوون إلى المؤتمر يمثلون كل المحافظات السورية وهم أصحاب القرار في مخرجاته، فالمؤتمر سيد نفسه، استغرب التوقف كثيرا عند اللجنة التحضيرية التي ينتهي عملها يوم افتتاح المؤتمر".

و ردا على تحدث الدعوة عن الاستقلالية، فهل يمكن ان تكون الحالة السورية الْيَوْم بعيدا عن الاستقطابات والتجمعات والخلافات الدولية والاقليمية ؟

لفت المحاميد إلى أن "العولمة جعلت من الصعب أن تكون خارج أخطبوط التدخلات، لكن بنفس الوقت هناك فرق بين أن تكون طرفا فاعلا أو مجرد بيدق بيد الآخرين. من حق الأحرار السوريين الإصرار على قاعدة سياسية بسيطة تقول لكل من يتواصل معنا: "فلنتعاون دون تبعية، احترامكم لاستقلالنا هو احترام لأنفسكم".

عودة

وردا على أن بعض الاسماء المدعوة يقال إنها عادت إلى سوريا، فهل هي محاولة لجمع الجميع في الداخل السوري وهل هذا ممكن وهل يمكن صناعة حل حقيقي في ظل العطالة السياسية؟

يجيب المحاميد "لم يعد أحد إلى سوريا، وهذه أمنيتنا جميعا. ما هو أنسب مكان لعقد مؤتمر وطني سوري؟ أليس الجواب دمشق؟ دمشق وليس سجن صيدنايا. شاركت في جولات التفاوض الستة الأخيرة وكان وفد النظام يرفض الحديث في إجراءات بناء الثقة، وأولها الإفراج عن كل المعتقلين والمخطوفين. واستغل المناسبة للحديث عن الدكتور عبد العزيز الخير وزملائه والمحامي رجاء الناصر وعشرات آلاف المعتقلين، كذلك من اعتقل من محافظة درعا بعد الاتفاق الذي توصل له الروس مع الفصائل والذي لم تحترمه أجهزة الأمن. العودة للوطن حق أساسي لا يمكن فصله عن سلامة العودة؟".

التعويم

"إيلاف" توجهت بذات السؤال حول موقف المؤتمر تجاه تعويم النظام، وما المختلف الْيَوْم في هذا الاجتماع عن الاجتماع السابق الى الدكتور زكوان بعاج عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الذي أوضح أن "المؤتمر لم يعقد بعد، لذلك لا يحق للجنة التحضيرية أن تتحدث بإسمه، فدور اللجنة التحضيرية هو تنظيمي فقط، فالمؤتمر الوطني السوري لإستعادة القرار الوطني والسيادة يعقد في فترة حرجة جدا، فقد أصبح صوت الحراك الثوري السلمي السوري مسموعا في العالم، وهناك تجارب من تاريخ الثورات العالم تؤكد انتصار الحراك السلمي أمام طغاة العالم، وخاصة أن نظام بشار أسد كان يلتف علينا بإتهام الثورة السورية بالإرهاب، بالإضافة إلى ذلك لم توفق الثورة السورية بإدارة جيدة ومهنية للملفات المختلفة، فوصلنا إلى الحال الذي نحن عليه".

وشدد بعاج بالقول: "كلنا امل بأن يوفق المجتمعون في المؤتمر للوصول إلى حالة سورية متميزة ومخرجات تساعدهم للخروج السريع بحل يلاقي آذانا صائغة لدى القوى الدولية المختلفة المؤثرة في المعضلة السورية".

وردا على إمكانية انتاج حل سياسي، وهل يمكن طرح بديل عن كل الفرقاء ضمن اطار مؤتمر وطني جامع أكد بعاج: "المؤتمر الوطني السوري لإستعادة القرار الوطني والسيادة قوته بتنوع اعضائه من جميع المشارب السياسية والثقافية، والتي تؤمن بالتغيير السياسي، أن يجتمع تحت سقف واحد والبحث عن حلول لمختلف المواضيع والمعضلات السورية".

ليس سهلا

أقرّ بعاج أن الأمر ليس سهلا "ولكن شخصيا شعرت من خلال اللقاءات مع ممثلي الدول الكبرى، بأن عندها الرغبة ودعم لولادة جسم وطني مستقل بعيدا عن الأجندات الدولية والإقليمية والحزبية يجمع جميع السوريين. لذلك كان أحد مطالب اللجنة التحضيرية الرئيسية لعضوية المؤتمر أن يشارك العضو بشكل شخصي وبعيدا عن الأجندات الحزبية والطائفية، حتى لا ندخل في موضوع المحاصصة بجميع انواعها، ومن المفترض ان كل سوري مشارك في المؤتمر يحمل آلام ومعاناة جميع السوريين بألوانهم المختلفة".

ويختم بعاج بقوله إنّ "الحل السياسي لن يأتي من جنيف، وإنما من توافقات بين الدول الكبرى والإقليمية التي تضع يدها على الملف السوري، لذا عندما يكون هناك صوت سوري واحد وازن سيستمع له الجميع".