بعد التقطت كاميرات الصحافة والتلفزة العالمية مصافحة خاطفة لافتة تخللتها ابتسامة بين ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال مشاركتهما يوم الخميس في احتفال الذكرى الـ75 لتحرير معسكر أوشفيتز من النازية.

إيلاف: تناقلت التقارير أن الأمير تشارلز تجنب مصافحة نائب الرئيس الأميركي مايك بينس الذي كان يشارك في الاحتفال، وأظهر مقطع فيديو لأمير ويلز وهو يمشي على طول المقاعد الأمامية يصافح العديد من زعماء العالم واليهود المشاركين في الاحتفال، ولكن عندما وصل الى بينس نظر إليه وريث العرش البريطاني في عينيه قبل أن يتصافح مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.

سارع كل من البيت الأبيض وقصر باكينغهام إلى تطويق تداعيات التقرير، وأكدا أن الأمير ونائب الرئيس كانا التقيا قبل دخولهما قاعة الاحتفال بفترة قصيرة وتصافحا وتبادلا كلمات المزاح والابتسامات.

وكان الأمير سار الى مقعده المخصص بعد مصافحة الرئيس الألماني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ليجلس الى جانب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ثم فجأة قام الرئيس الروسي ليصافح الأمير بعد حركة مجاملة من الرئيس الاسرائيلي وماكرون.

تصريحات الأمير
يشار إلى أن توترا كلاميا حدث في مايو العام 2014 بين الأمير تشارلز وبوتين، حيث كانت تصريحات ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز أثارت جدلا واسعا في الأوساط البريطانية بعد أن شبّه الأمير تشارلز الرئيس الروسي بوتين بالديكتاتور النازي "هتلر".

وحينها، ذكرت كل من صحيفة (دايلي مايل) البريطانية وموفد (بي بي سي) إلى القصر الملكي أن تعليقات الأمير تشارلز التي من شأنها خلق تعقيدات دبلوماسية مع الرئيس الروسي وردت خلال محادثة خاصة للأمير أثناء زيارة قام بها إلى متحف الهجرة الكندي في هاليفاكس في مقاطعة نوفا سكوتيا (شرق كندا).

وأجرى الأمير تشارلز المقارنة خلال حديث مع ماريان فرغيسون (78 عاما) التي فرت من بولندا عندما كانت في الثالثة عشرة من العمر وفقدت أفرادا من عائلتها قضوا في معسكر اعتقال نازي.

وبعد لقائها مع الأمير تشارلز ذكرت ماريان فرغيسون إن "الأمير قال: والآن يفعل بوتين الشيء نفسه تقريبا الذي فعله هتلر"، في إشارة إلى ضم شبه جزيرة القرم إلى روسيا.

أضافت "فاجأني إدلاؤه بهذا التعليق لأني أعرف أن (أفراد العائلة المالكة) ليس بإمكانهم الإدلاء بهذا النوع من التعليقات لكن ما قاله كان صادقا جدا ونزيها".

وفي لندن قال متحدث باسم قصر كلارينس هاوس "لا ندلي بتعليقات على الأحاديث الخاصة (...) لكننا نحرص على القول إن أمير ويلز لم يكن يسعى إلى الإدلاء بتصريح سياسي علني في حديث خاص".

رد بوتين
بعد أيام من تصريحات الأمير، رد الرئيس الروسي، بالقول إن ذلك "غير مقبول" كما لا يمكن أن يكون من أخلاق وتصرفات الملوك. واضاف في رد على سؤال خلال لقاء مع الإعلاميين: "أنا لم أسمع بهذا التعبير، ولكن إذا كان الأمر كذلك فهذا بالطبع أمر غير مقبول."

وتابع الرئيس الروسي قائلا: "أعتقد أنه (الأمير تشارلز) يدرك ذلك لأنه رجل مهذب، أنا على معرفة به ومع أعضاء العائلة المالكة، وهذا ليس سلوكا ملكيا، ولكن نحن في السنوات الأخيرة - وأنا شخصيا - تعودت على كل شيء، وأنا سأواصل عملي ليس انطلاقا مما يقال عني ولكن من أجل مصالح الشعب الروسي" وفقا لما نقلت عنه وكالة "نوفوستي" الروسية الرسمية.

بعد تلك الواقعة بشهر واحد، شارك كل من الأمير تشارلز وبوتين في السادس من يونيو 2014 بإحياء الذكرى السبعين لإنزال النورماندي في فرنسا.