الرباط: تعهد النائب عبد اللطيف وهبي اليوم لدى إعلان ترشحه لأمانة حزب الأصالة والمعاصرة المغربي المعارض، بالعمل على إخراج الحزب من عباءة الدولة وإحداث قطيعة مع الممارسات التي طغت عليه في المرحلة السابقة.

قال وهبي، في لقاء صحافي عقده في المقر المركزي، إنه لا تساوره ذرة شك في انتخابه أمينا عاما للحزب في المؤتمر الوطني الرابع المزمع تنظيمه في فبراير المقبل، معبرا عن احترامه لمنافسه الوحيد حتى الآن محمد الشيخ بيد الله، الأمين العام السابق لحزب الأصالة والمعاصرة.

أضاف وهبي "حزب الأصالة والمعاصرة سيعود من بعيد، وينتقل من حزب محسوب على الدولة ويخضع إلى التعليمات إلى مرحلة يجمع فيها بين الاستمرارية والقطيعة"، مؤكدا أن هذه الاستمرارية تتجلى كـ"فكرة نبيلة حداثية ديموقراطية تسعى إلى نفع المغرب في إطار التحديات التكنولوجية والاقتصادية التي تنتظره في القرن الحالي".

وأوضح وهبي أنه يسعى الى تدشين مرحلة جديدة يقطع فيها الحزب مع الكثير من السلوكيات داخل هذا الحزب كـ"الاستقواء بالسلطة والتعليمات وبالأسماء والأشخاص، وأعتقد أننا انتهينا من هذه المرحلة".

أفاد المتحدث نفسه "سنحاول بكل ما نملك من قوة أن نكون حزبا عاديا يحترم جميع الأحزاب ويخضع لالتزاماته الديمقراطية التي يحددها الدستور، ويسعى إلى التموقع مع الذين يسعون إلى أن يكونوا الأولين من أجل أن يؤثر في الشأن العام".

وزاد "سنسعى الى ان نكون الأولين، والشعب المغربي هو الوحيد الذي سيقرر من سيكون الأول"، مؤكدا أنه سيعمل على إعادة هيكلة حزب الأصالة والمعاصرة ليكون حزبا "وطنيا ديمقراطيا منفتحا على الشباب وجميع نخب الشعب المغربي.. جامعا لإرادة وطنية تسعى الى حسن إدارة الشأن العام".

أشار وهبي إلى أنه يطمح الى إعادة النظر في الخطاب السياسي للحزب تجاه الفاعلين، موضحا أن الخلاف والنقاش الذي عاشه الحزب في الأشهر الماضية "كان بين توجهين، واحد يريد الاستمرارية مع تلك السلوكيات، وتوجه يريد القطيعة مع تلك السلوكيات، والمعركة كانت قوية، ولم نتصالح، لأننا تفاهمنا، ولكننا تصالحنا لأننا أخرنا الكثير من نقاط الخلاف، ولا نريد أن نجر وراءنا الكثير من المشاكل التي عشناها في السابق".

وزاد وهبي مهاجما منطق تدبير الحزب في المرحلة السابقة، وقال "الخلاف الذي عاشه الحزب أخرج العفريت من قمقمه، ولا يمكن أن تفرض دكتاتورية أو هيمنة داخل الحزب بعد اليوم، الكل يريد أن يفرض المؤسسات، ولا يمكن أن نكرر ما جرى في الماضي".

أضاف وهبي "أي خروج عن هذا التوجه سيؤدي الى انفجار الحزب إلى نصفين"، معتبرا أن حزب الأصالة والمعاصرة سيكون مستقلا إذا "استطاع أن يبني مؤسسات وبنيات تتخذ القرارات بنفسها، وإذا كررنا تصرفات ومواقف المخزن (السلطة) بشكل سيء ورديء، سيكون حزبا فاشلا"، لافتا إلى أن تجارب أحزاب الدولة سقطت وفشلت في كل من تونس وسوريا والعراق.

وشدد المتحدث عينه على أن حزب الأصالة والمعاصرة إذا أراد أن يكون له مستقبل "عليه أن يقطع مع هذه العلاقة. نحن أحزاب ينبغي أن تشتغل وفق القانون ولن نشتغل لمصلحة أي أحد".

وحول التحالفات المستقبلية للحزب، قال وهبي "لا نكن العداء لأي حزب ونمارس المعارضة ضد حزبي العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار لأنهما يشكلان الغالبية، لكننا نطلب من "الأحرار" الابتعاد عنا، وأطلب من عزيز أخنوش رئيس الحزب أن يمارس الاحترام تجاهنا، ويضع مسافة معنا وأن لا يقرصن مناضلينا، وما وقع في الشاون (شمال) لا يغتفر"، وذلك في إشارة إلى التحاق عدد من اعضاء حزبه في اقليم الشاون بحزب التجمع الوطتي للأحرار في مطلع الشهر الجاري.

واعتبر وهبي أنه لا يؤمن بالخطوط الحمراء في التحالفات، معتبرا أن الخط الأحمر الذي رفع في وجه التحالف مع "العدالة والتنمية" "كان شعارا سياسيا في المرحلة السابقة، ولم يكن فكرة أيديولوجية للحزب، ولهذا نحن مستعدون للاشتغال مع كل من يشتغل داخل القانون ويحترم الثوابت كيف ما كان توجهه، ولا يمكنني أن أضع خطا أحمر أمام أي حزب".

وأفاد وهبي بأن الإسلام السياسي جرى توظيفه كـ"فزاعة" للتخويف والترهيب، معتبرا ان الاحزاب التي تتبنى المرجعية الدينية مثلها مثل باقي الاحزاب السياسية ومن حقها ذلك، مستدركا "نختلف حول استعمال الدين وتوظيفه"، لافتا إلى أن الدين محوري في الثقافة السياسية بالبلاد، وتساءل "أليست إمارة المؤمنين ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إسلاما سياسيا؟".