أسامة مهدي: بعد ساعات من خروج تظاهرة لانصار ايران في العراق شارك فيها الالاف من المواطنين للمطالبة بخروج القوات الاميركية في البلاد استجابة لدعوة من الصدر الذي اعلن اليوم عن موقف غير منتظر بالنأي بنفسه عن الاحتجاجات الشعبية لاسلبا ولا ايجابا، فيما اكد الرئيس صالح ان العراقيين مصرون على دولة ذات سيادة كاملة غير منتهكة.

وعاتب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر اليوم متظاهري الاحتجاجات في ساحة التحرير وسط بغداد وفي محافظات الوسط والجنوب مبديا أسفه وعتبه على من قال انهم شككوا به من متظاهري الاحتجاجات الذين قال انه كان مساندا لهم ويظن انهم سندا له، مؤكدا براءته من كل سياسي يقف بوجه تشكيل حكومة قوية ومستقلة.

وقال الصدر في تغريدة على صفحته بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" وتابعتها "إيلاف":

ايها العراقيون
قد اثلجتم قلوبنا.. ورفعتم ‏رؤوسنا.. وحققتم املنا.. واغظتم عدونا.. فكتب الله لكم به عملاً صالحاً.. فجزاكم الله ‏خير الجزاء عن العراق واهله.‏
واني لأبدي أسفي وعتبي على من شكك بي من متظاهري (ساحة التحرير) ‏وباقي المحافظات ممن كنت سنداً لهم بعد الله وكنت اظنهم سنداً لي وللعراق.. وممن ‏والاهم من اصحاب القلم الخارجي المأجور.. ولأشكونّهم عند رب غفار لي ولهم.‏
الا انني من الآن ساحاول ان لا اتدخل بشأنهم لا بالسلب ولا بالايجاب ‏حتى يراعوا مصير العراق وما آل اليه من خطر محدق يتخطفه الجميع من الداخل ‏والخارج بلا هوادة ولا رحمة.‏
واعلن غضبي وبراءتي من كل سياسي يحاول تأخير عجلة التقدم بتشكيل ‏حكومة قوية مستقلة ذات سيادة ووطنية ونزاهة وكفاءة تبعد عنا الاحتلال والتدخلات ‏الخارجية اجمع.. فهم طلاب سلطة ومال وما انا الا عاشق للوطن وشعبه ، لا اهوى سلطة ولا اطلب مالاً ‏ولا احب الدنيا قدر حبي للشهادة
.. اللهم فألحقنا بالصالحين من الاباء والاجداد .. والسلام ختام.
عبد الله
مقتدى الصدر

وكانت "اللجنة المنظمة لمظاهرات تشرين" قد ردت على دعوة الصدر التي اطلقها من مدينة قم الايرانية في 16 من الشهر الحالي للخروج بمليونية للمطالبة بخروج القوات الاميركية من العراق اثارت مخاوف شعبية بعد ان رحبت بها قيادات الحشد الشعبي الموالية لايرانمعلنة مشاركتها فيها، ردت قائلة ان "دعوة قم للتظاهرات لا تمثلنا" .. واضافت مخاطبة العراقيين "بعد كل هذه التضحيات يخرج عليكم السيد (مقتدى الصدر) من مدينة قم الإيرانية ليدعوا الى مليونيه ضد التواجد الاميركي ويستجيب لها زعماء الميليشيات الملطخة أيديهم بدماء شباب ثورة تشرين ولكن لن تخدعكم شعارات واهية بعد أن انكشفت حقيقة السياسيين وولائهم المطلق لإيران على حساب العراق وشعبه، ويعلم جميع العراقيين والمتظاهرين أن هذه الدعوة جاءت لإنهاء المظاهرات ولحماية الفاسدين والمجرمين؛ لذلك هي دعوة حق يراد منها باطل".

وتساءلت اللجنة " إن كانت الدعوة تهدف إلى سيادة العراق حقيقة لماذا لم تتضمن الدعوة إلى انهاء النفوذ الإيراني في العراق وتدخلها السافر ومحاسبة أدواتها ومحاكمتهم".. منهة الى ان الشعب العراقي يأمل أن يطالب السيد (مقتدى الصدر) بإطلاق سراح المعتقلين والمخفيين قسرا، ومحاكمة الميليشيات الوقحة التي قتلت مئات المتظاهرين وأخفت الآلاف منهم ضمن خطة غرفة العمليات الخاصة التي تديرها ايران في العراق وليس الجلوس معهم والاتفاق على طريقة لإنهاء المظاهرات السلمية".

وفي وقت سابق اليوم اعلن الصدر في كلمة بالالاف ممن استجابول عن وقف مؤقت لمقاومة الوجود الاجنبي في العراق .. داعيا لجدولة خروج "قوات المحتل" والدخول بهدنة معه وعدم جر العراق لحرب معه ومعاقبة من يخرق الهدنة داعيا الحكومة الى تبنيها أو تعديلها ومن ثم تبنيها. واشار الى ان خروج "المحتل" لايتحقق الا من خلال غلق جميع القواعد العسكرية الاميركية المتواجدة على الاراضي العراقية ووغلق مقرات الشركات الامنية الاميركية وانهاء عملها في العراق وغلق الاجواء العراقية امام الطيران الحربي والاستخباراتي للمحتل اضافة الى الغاء جميع الاتفاقات الامنية مع المحتل لغياب التوازن الدولي فيها لانها اقرت في ظل وجود الاحتلال.

وفي اخر تطور للاحتجاجات الشعبية في بغداد فقد قتل متظاهران الجمعة واصيب 25 اخرون في صدامات مع القوات الامنية والمليشيات المرافقة لها فيما اعلنت منظمة العفو الدولية مقتل 12 متظاهرا خلال 48 ساعة الماضية.

الرئيس صالح: مصرون على دولة ذات سيادة كاملة

اكد الرئيس العراقي برهم صالح ان العراقيين مصرون على دولة ذات سيادة كاملة غير منتهكة.

وقال الرئيس صالح في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" عقب التظاهرة وتابعتها "إيلاف" ان العراقيين يسعون لدولة تعيش في امن وسلام مع جيرانها.

واضاف "العراقيون مصرون على دولة ذات سيادة كاملة غير منتهكة، خادمة لشعبها ومعبرة عن إرادتهم الوطنية المستقلة بعيدا عن التدخلات و الإملاءات من الخارج، دولة ضامنة لأمنهم وحقوقهم في الحياة الحرة الكريمة، دولة في أمن و سلام مع جيرانه".

وفي وقت سابق اليوم اطلق المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني تحذيرا من خطورة تأخر تشكيل الحكومة الجديدة وتنفيذ الاصلاحات الحقيقية فقد اكد على ضرورة احترام سيادة العراق واستقلال قراره السياسي ووحدته أرضاً وشعباً بعيداً عن الاملاءات الخارجية.

وشدد السيستاني في بيان على ضرورة احترام سيادة العراق واستقلال قراره السياسي ووحدته أرضاً وشعباً، ورفضها القاطع لما يمسّ هذه الثوابت الوطنية من أي طرف كان وتحت أي ذريعة، وللمواطنين كامل الحرية في التعبير ـ بالطرق السلمية ـ عن توجهاتهم بهذا الشأن والمطالبة بما يجدونه ضرورياً لصيانة السيادة الوطنية بعيداً عن الاملاءات الخارجية.

ويشهد العراق منذ الأول من تشرين الاول اكتوبر الماضي تظاهرات حاشدة انطلقت من أجل تنفيذ مطالب معيشية ومكافحة الفساد والبطالة إلا أنها سرعان ما تحولت إلى مطالب سياسية تتمسك برحيل الطبقة السياسية التي يتهمها المتظاهرون بالفساد والتبعية حيث واجهتها القوات الحكومية بالعنف المفرط والمليشيات المسلحة بالاغتيال والاختطاف والتهديد ما اسفر عن مقتل 669 متظاهرا واصابة 24.488 آخرين واعتقال 2.806 من المحتجين.