نصر المجالي: ختم ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز، زيارة لإسرائيل والمناطق الفلسطينية كانت هي الأولى له، وسط دعوة فلسطينية لاعتراف بريطانيا بالدولة الفلسطينية.

واستقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يوم الجمعة، ولي العهد البريطاني في قصر الرئاسة بمدينة بيت لحم مسقط رأس السيد المسيح. والأمير تشارلز هو أكبر أفراد العائلة الملكية البريطانية الذين يزورون الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي زيارته يسير على خطى ابنه الأمير وليام دوق كامبريدج الذي قابل الرئيس الفلسطيني محمود عباس في صيف عام 2018.

وقال عباس "نأمل أن نسمع اعتراف بريطانيا بدولة فلسطين قريبا، لأننا سمعنا أن البرلمان البريطاني أوصى الحكومة بذلك، فنتمنى أن يحصل ذلك".

ورحب الرئيس الفلسطيني بولي العهد البريطاني، قائلا "يسعدنا جدا أن نستقبلكم هنا في المدينة المقدسة، مولد سيدنا المسيح مدينة بيت لحم، مدينة التعايش الإسلامي المسيحي".

وأضاف "لقد زرتم كنيسة المهد وزرتم أيضا مسجد عمر بن الخطاب، وشاهدتم المسلمين والمسيحيين يعيشون مع بعضهم البعض". وأعرب الرئيس الفلسطيني عن شكره للمملكة المتحدة على مساعدتها لفلسطين في بناء مؤسسات الدولة.
وقال عباس "نشكر بريطانيا قبولها حل الدولتين ورفضها ما تسمى صفقة القرن".

شرف كبير

ورد الأمير تشارلز بالقول: "شرف كبير لي زيارة فلسطين، ولقاء الرئيس عباس في مدينة المسيح بيت لحم". وأضاف: "العلاقات البريطانية - الفلسطينية علاقات متجذرة وتاريخية، ونسعى دائما إلى دعم وتطوير هذه العلاقات، عبر دعم المؤسسات الفلسطينية، ونتمنى الوصول إلى السلام في المنطقة بأقرب وقت ممكن".

وفي وقت سابق الجمعة، وصل الأمير تشارلز بيت لحم قادما من القدس، في زيارة تستغرق عدة ساعات، زار خلالها مسجد عمر بن الخطاب وكنيسة المهد في المدينة.

منتدى الهولوكوست

وشارك الأمير، الخميس، إلى جانب 41 زعيم من دول العالم، في المنتدى الدولي الخامس للهولوكست الذي عقد في مدينة القدس الغربية. وعُقد المنتدى في مقر متحف "ياد فاشيم" (الكارثة والبطولة)، الذي يخلد ذكرى المحرقة النازية.

وأدى الأمير تشارلز صلاة خاصة، في كنيسة مار جريس بالمهد، وقُدمت له هدية تذكارية، وعبر الأمير تشارلز عن تقديره لدعوة الرئيس محمود عباس له لزيارة بيت لحم، في أول زيارة رسمية، مشيدا بمراسم الاستقبال والترحيب التي حظي بها.

وأضاف أن لبيت لحم وكنيسة المهد أهمية كبيرة، فهي رمز للوحدة المسيحية، وتعايش مختلف الكنائس المسيحية المتجذرة في هذه الأرض. ودعا الأمير تشارلز إلى سلام دائم قائلاً إنه يكسر قلبه أن هناك الكثير من "المعاناة والانقسام" بسبب التعصب الديني.

وقال ولي العهد البريطاني: "بشكل مأساوي ، فإن شعوب جميع الديانات الإبراهيمية العظيمة الثلاث تشترك أيضًا في التجربة المشتركة المتمثلة في المعاناة والتهجير، في هذه الأرض وفي أماكن أخرى".

تضميد الجراح

وأضاف: "طوال حياتي، حاولت تعزيز تفاهم أكبر بين الناس من مختلف الأديان ، وتضميد الجراح وتذكير الناس بالكثير الذي نشاركه في قواسم مشتركة بدلاً من ما يفرقنا".

وأوضح الأمير تشارلز أن المسيحيين والمسلمين عاشوا في شوارع وأرياف هذه المدينة بتآخي وسلام طوال القرون الماضية، مضيفا "سرني زيارة مسجد عمر ورؤية التآخي الإسلامي المسيحي".

وفي الختام، قال العهد البريطاني: "لقد تقاسم أتباع الديانات السماوية الثلاث على هذه الأرض المعاناة، وذاقوا مرارة التشريد في هذا البلد وخارجه، وخلال جولتي في بيت لحم حاولت أن أعزز ثقافة التفاهم بين أتباع الديانات المختلفة لأذكر الناس بما يوحدنا وننسى ما يفرقنا، علينا أن نتجاوز الخلافات ونسعى لتحقيق السلام، لننسى آلام الماضي"، آملا أن يأتي المستقبل بالحرية والعدالة والمساواة لجميع الفلسطينيين.