بهية مارديني: بمبادرة من المرصد الآشوري لحقوق الإنسان ومجلس مسيحيي العراق للإغاثة صدر بيان مشترك حمل توقيع 25 منظمة ومؤسسة آشورية حول العالم، تلقت "إيلاف" نسخة منه، ودعا للتضامن مع العائلة الآشورية المسيحية المختطفة في جنوب شرقي تركيا منذ اربعة عشر يوماً.

أكد البيان أنه لا معلومات حتى اللحظة عن مصير العائلة، أو الجهة المسؤولة عن عملية الاختطاف.

عائلة ديريل المختطفة المكونة من هرمز ديريل (71 عاماً) وزوجته شموني (65 عاماً) كانت من العائلات الآشورية المسيحية القليلة المتبقية في جنوب شرقي تركيا، بعد أن كان الآشوريين يشكلون غالبية سكان تلك المناطق قبل عدة عقود، ولكن بفعل الانتهاكات والاضطهادات وجرائم الإبادة الجماعية بحقهم، بالإضافة إلى الحرب الدائرة في مناطقهم بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني كل هذه العوامل سارعت من وتيرة هجرة الآشوريين المسيحيين من هذه المناطق.

وكانت هذه العائلة من العوائل القليلة التي عادت لتعيش في قريتهم، والاهتمام بالمنازل والكنائس، أملاً بمستقبل أفضل من شأنه أن يعيد السكان الأصليين إلى قراهم وبلداتهم، فتعود الحياة إلى تلك المنطقة.

دعوة

دعت المنظمات والمؤسسات الآشورية من الولايات المتحدة الأميركية والسويد وبلجيكا وفرنسا وألمانيا، في البيان "السلطات التركية لبذل كل الجهود للبحث عن الزوجين المختطفين وإنقاذهما في أقرب وقت ممكن". كما طالبتها بمحاسبة الخاطفين وتقديمهم لمحاكمة عادلة مطالبة إياها في الوقت ذاته بحماية مسيحييها، ووضع حد لجرائم الكراهية المرتكبة ضد هؤلاء المواطنين الأمنيين.

اضطهاد المسيحيين

توجه البيان إلى المجتمع الدولي طالباُ منه كسر صمته عن اضطهاد مسيحيي الشرق الأوسط، وتشجيع حكومات العالم على اتخاذ الخطوات المناسبة لتعزيز الحرية الدينية في الأراضي التي تُضطهد فيها المسيحية وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط.

وأشار جميل دياربكرلي المدير التنفيذي للمرصد الآشوري لحقوق الإنسان في تصريح خَص به "إيلاف" أن هذا البيان تأتي أهميته من ناحيتين "الأولى : أنه للمرة الأولى يتم اصدار بيان يجمع هذا الكم من المؤسسات الآشورية من مختلف أنحاء العالم، والثانية لكون البيان يسلط الضوء على معاناة المسيحيين في تلك المنطقة من خلال حادثة اختطاف هذه العائلة، علما ُ أن هذه الحادثة لم تكن الأولى من نوعها ، كما نخشى دائما من تكرارها، وذلك للتضيق على القلة القليلة المتبقية في تلك البقعة من الأرض".

وشدد على أنه "في ظلّ هذه الأزمات والاضطرابات في كل دول الشرق الأوسط، فأننا نجد أن كل مسيحي هو مشروع اختطاف واستهداف، وهذا أمر لم يعد يسكت عنه، وسط إهمال دولي واقليمي ومحلي، وكأن المسيحيين المشرقيين عنصر طارئ على هذا الشرق، والجميع يحاول اجتثاثه منه، متناسين دورهم الرائد في تطور وازدهار المجتمعات التي يعيشون بها".

وقال ديار بكرلي "في حال استمرار موجات العنف والتطرف وخطاب الكراهية، بالإضافة إلى استعمال المسيحيين كوقود للحروب العبثية في المنطقة فإننا سنشهد على حرب أبادة جماعية جديدة، تتمثل بخلو الشرق الأوسط من مسيحييه".