إيلاف: فيما استهدفت أربعة صواريخ السفارة الأميركية في بغداد للمرة الرابعة خلال هذا الشهر فقد أبلغت واشنطن عبد المهدي غضبها لتكرار هذه الاعتداءات، واحتفاظها بحقها في الرد، ما دفع عبد المهدي إلى التأكيد أنه وجّه القوات الأمنية بالبحث عن الفاعلين.. بينما سعى الصدر إلى استرضاء المحتجين بعد ساعات من تهديده لهم، في وقت هاجمت عناصر ميليشياوية متظاهري الناصرية وحرقت خيامهم للمرة الثانية خلال ثلاثة أيام.

وأصيب ستة اشخاص أحدهم بحالة خطرة، لم تعرف جنسياتهم، بقصف صاروخي استهدف محيط السفارة الاميركية في المنطقة الخضراء في وسط بغداد بأربعة صواريخ كاتيوشا، حيث تم اطلاق صافرات الإنذار داخل مجمع السفارة.

وهذه هي المرة الرابعة التي تستهدف فيها ميليشيات يعتقد انها موالية لايران السفارة الايرانية خلال الشهر الحالي ردا على قتل طائرة اميركية مسيرة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية ابو مهدي المهندس قرب مطار بغداد الدولي في الثالث من الشهر الحالي.

عقب استهداف السفارة الليلة الماضية فقد ابلغ السفير الاميركي في العراق ماثيو تولر رئيس الوزراء المستقيل عادل عبد المهدي غضب بلاده الشديد لقصف مجمع مبنى السفارة الاميركية، مؤكدا ان لبلاده حق الرد على الهجوم الصاروخي.

جامعيات عراقيات خلال مسيرات الاحتجاج امس

وقالت شبكة "سي إن إن" الإخبارية نقلًا عن مسؤول أميركي إن أحد الصواريخ سقط على قاعة الطعام في مجمع السفارة الأميركية، ما ادى الى أضرار مادية طفيفة واصابة عدد من الاشخاص بجروح بسيطة.

عقب ذلك اضطر عبد المهدي الى اصدار بيان اكد فيه أنه قد وجّه القوات الامنية للبحث والتحري لمنع تكرار مثل هذه الاعمال، واعتقال منفذيها واحالتهم على القضاء.

واشار عبد المهدي في البيان الذي تابعته "إيلاف" الى انه "مرة اخرى يتكرر العدوان على بعثة دبلوماسية اجنبية، بسقوط عدد من صواريخ كاتيوشا داخل حرم السفارة الاميركية". واضاف "اننا نستهجن استمرار هذه الاعمال المدانة والخارجة عن القانون والتي تضعف الدولة وتمس بسيادتها وبحرمة البعثات الدبلوماسية الموجودة على ارضها. وقد امرنا قواتنا بالانتشار والبحث والتحري لمنع تكرار مثل هذه الاعتداءات واعتقال من اطلق هذه الصواريخ لينال جزاءه امام القضاء".

وحذر من ان "استمرار هذا التصرف الانفرادي اللامسؤول يحمّل البلاد كلها تبعاته وتداعياته الخطيرة ويؤدي إلى الاضرار بالمصالح العليا للبلد وعلاقاته بأصدقائه، مما قد يجر العراق ليكون ساحة حرب، خصوصاً في وقت بدأت فيه الحكومة باجراءات تنفيذ قرار مجلس النواب بانسحاب القوات الاجنبية من البلاد".

وشدد عبد المهدي على ان حكومته "ملتزمة بحماية جميع البعثات الدبلوماسية واتخاذ كل الاجراءات اللازمة لتحقيق ذلك وفق القانون ونهيب بكل القوى الخيرة والمسؤولة الوقوف مع الحكومة لتنفيذ التزامات العراق والاضطلاع بدور كل منها لايقاف مثل هذه الاعمال وكشف فاعليها وتحميلهم مسؤولية السير بالبلاد إلى ما لا تحمد عقباه".

من جانبه رفض رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي تكرار الهجومات التي تتعرّض لها السفارة الأميركية وبشكل يسيء إلى الدولة العراقية.

وقال الحلبوسي في بيان تابعته "إيلاف" إن "القصف الصاروخي المتكرر الذي تتعرّض له السفارة الأميركية أمرٌ مرفوض وتصرف يسيء إلى سمعة العراق، ويضعف الدولة، ويمس بسيادتها، فضلا عن أنه عمل يتنافى مع الأعراف والاتفاقيات الدولية".
وحذر من ان "استمرار هذه الاعتداءات من دون رادع يضر بالمصالح العليا للعراق وبعلاقاته الدبلوماسية مع أصدقائه وتحمِّله تداعيات خطيرة لا بدَّ من تجنبها في هذه الظروف".. مؤكدا رفضه "بأن يكون العراق طرفا في أي صراع أو ساحة لتصفية الحسابات الدولية".

وقال إن "أي اعتداء على أية ممثلية أجنبية يعد اعتداء على كيان الدولة العراقية وهيبتها".. داعيا الأجهزة الامنية إلى أن "تأخذ دورها في ملاحقة الخارجين عن القانون والكشف عن الجهات التي تقوم بهذه الاعتداءات".. مجددا دعوته الحكومة الى الالتزام بتعهداتها القانونية في حماية مقار البعثات الدبلوماسية".

وكان مجمع السفارة الاميركية قد تعرّض الثلاثاء الماضي الى قصف بثلاثة صواريخ كاتيوشا، في حين كان مجلس النواب قد صوّت في الخامس من الشهر الحالي على مشروع قرار يقضي بإخراج القوات الأجنبية من العراق، في اشارة الى القوات الاميركية.

الصدر يهدئ مع المحتجين والميليشيات تحرق خيامهم في الناصرية
وفيما هاجمت عناصر ميليشياوية المتظاهرين في وسط مدينة الناصرية الجنوبية وأحرقت خيام اعتصامهم، فقد سعى الصدر الى التهدئة مع المتظاهرين بعد ساعات من تهديدهم بالانضمام إلى القوات الامنية في التصدي لهم.

وفي بيان تحت عنوان "نصائح للمتظاهرين" قال زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر إن الإصلاح الشعبي أمر لا بد منه وخصوصا مع تمادي معظم السياسيين الى هذه اللحظة.

واشار الى انه جلّ ما يهتم به اليوم هو "سمعة الثوار الوطنيين، ولاسيما ان الفساد لا يُدرأ بفساد مثله، فالمهم جلّ المهم عدم انحراف الثورة من قبل بعض المندسين اصحاب الأجندات الخارجية المشبوهة".

ودعا الصدر في جملة "نصائح" تابعتها "إيلاف" إلى الحفاظ على السلمية، وليس عدم حمل السلاح فقط، وطرد المسيئين فورا وعلنا.. فإبقاؤهم تحت اي مسمى أو حجة سيعمم السوء.. وعدم الإضرار بالمال العام والخاص وعدم قطع الطرق مطلقا، ففيه ضرر بالمصالح العامة للمدينة، ولا يضر الفاسدين إلا النزر القليل.. وكذلك إرجاع الدوام في عموم مدارس العراق فوراً بما فيها الناصرية الفيحاء".

كما طالب بإعلان البراءة من المحتل فورًا وبصورة صريحة وجلية لا يشوبها الشك لايصال رسالة بأن ثورتنا عراقية خالصة لا تدار من الخارج .. عادًا "العداء لكل دول الجوار بهذه الصورة امر غير مقبول على الرغم من اني واياكم اختلف معهم في الكثير من سياساتهم وتعاملاتهم مع العراق، الا ان العداء لهم لا يصب في مصلحة بلدنا، بل نحتاج عملا سياسيا نزيها للتعامل معهم يحفظ للعراق سيادته واستقلال قراره".

وحذر من ان هناك اختراقا واضحا من بعض الجهات السياسية الفاسدة للاعتصامات، فلا بد من وضع حد فوري لذلك.. منوها بان التجاوزات الشرعية والاجتماعية لا تعني الحرية، بل لا بد من طرد كل المسيئين بهذا الخصوص.. وقال "لا نرضى لنا ولكم ان تدار الثورة من ثلة ذات توجهات مشبوهة ولا تتحلى بالحكمة والحنكة، لان الثورة حققت شوطا جيدا في الاصلاح.. وبقي على رئيس الجمهورية تكليف شخصية غير جدلية ولا عدائية لرئاسة مجلس الوزراء في أسرع وقت ممكن لإجهاض المخططات الخارجية الخبيثة".

واشار الى انه إذا تحقق ذلك.. فمن الإنصاف دعم الثورة، بل وتأييدها من جميع الشعب، وليس مني.. فقد قمت بما يمليه عليّ ضميري وديني واخلاقي وتربيتي طيلة كل تلك السنوات الماضية، وأما في حال عدم تحقق ذلك.. فإني كمواطن عراقي سوف اعلن ان الثورة قد انحرفت او اختطفت والسلام.

جاء بيان الصدر هذا بعد ساعات من بيان مماثل هدد فيه الصدر المتظاهرين بمساندة القوات الامنية في التصدي لهم في حال ما قال انه عدم ارجاع الثورة الى مسارها الصحيح.

الميليشيات تهاجم متظاهري الناصرية وتحرق خيامهم:

وفي الليلة الماضية، تعرّض متظاهرو الناصرية في ساحة الحبوبي في وسط المدينة الى هجوم نفذه ملثمون اطلقوا خلاله الرصاص الحي عليهم، وقاموا باحراق خيامهم، فيما قامت سيارات الاسعاف بنقل عشرات المصابين جراء الحرائق.

واكد شهود عيان ان هجوم الميليشيات ومحاصرتهم للمحتجين الذي استمر لساعات عدة، قد جرى من دون اي تدخل من القوات الامنية التي اتهموها بالتواطؤ مع الميليشيات.

وكانت مدينة الناصرية قد شهدت امس الاحد صدامات بين قوات الامن والمتظاهرين، حيث قامت هذه القوات اضافة الى الميليشيات باطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز على المعتصمين.

واشارت مصادر في المدينة الى ان حوالي 50 متظاهرا قد قتلوا واصيب مئات آخرون في مواجهات مع القوات الامنية والهجومات التي نفذتها ضدهم الميليشيات الموالية لايران حتى اصبح لقب مدينة الشهداء يطلق على الناصرية الشيعية الجنوبية.

يشار الى ان مركز توثيق جرائم الحرب قد اكد اليوم انه وثق ارتفاع أعداد الضحايا بين المتظاهرين منذ اكتوبر 2019 ولغاية الاول من يناير الحالي إلى 715 قتيلاً و24.685 جريحاً اضافة الى اعتقال 20.904 متظاهرين اطلق معظمهم.